توضیح عدّة نقاط

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
المقسم له 3. ما معنى أسفل سافلین؟


1. معنى التقویم
للتقویم معان متعددة، منها «إعطاء قیمة للشیء»، «تنظیم وتعدیل الشیء»، «تجمیل الوجه»، «إصلاحه»، «جعله مرتکزاً على شیء»، أجل، کل هذه المعانی موجودة فی مفهوم کلمة «التقویم» وفی ضوء ذلک فإنّ الله تعالى قوّم الإنسان بشکله الجمیل وبقواه وطاقاته القائمة على قاعدة متماسکة وقویة.
 
2. قیمة الإنسان
إنّ معرفة قیمة الإنسان وتقویم شخصیته یعتبر من الموضوعات المهمّة فی العلوم الإنسانیة، وقد طرح العلماء والمفسّرون المادیون، الذین لایعتقدون بما وراء الطبیعة والعالم الآخر، قیمة الإنسان من موقع الرؤیة الحیوانیة وبذلک نزلوا بمستوى الإنسان حتى أوصلوه إلى اُفق القرد، وقرروا أنّ الإنسان حیوان متکامل وصورة متطورة عن القردة، ویقول بعضهم: «إنّ بعض العلماء تصوروا أنّ الإنسان کائن راق ومتکامل ومنفصل فی کیانه عن سائر الحیوانات، فی حین أنّ الأمر لیس کذلک، بل إنّ الإنسان حیوان متطور یمتدّ بجذوره إلى القردة، ونحن بهذه العقیدة نردم الهوة والفاصلة بین الإنسان والحیوان، وبذلک نرى أنّ الإنسان نوع من أنواع الحیوانات».
أمّا العلماء الإلهیون الذین یعتقدون بعالم الغیب وما وراء الطبیعة، فیعتقدون برؤیة أخرى تبعاً للتعالیم الإلهیّة، فهؤلاء یعتقدون بأنّ الإنسان درّة تاج المخلوقات وذروة الکائنات فی عالم الوجود، لأنّ الله تعالى منذ بدایة خلق الإنسان منحه أربع خصائص وامتیازات لا توجد فی أی واحد من المخلوقات الأخرى حتى الملائکة، وهذه الامتیازات کالتالی:
 
أ) خلیفة الله
یقول تبارک تعالى فی الآیة 30 من سورة البقرة، مخاطباً الملائکة: «(إِنِّى جَاعِلٌ فِی الاَْرْضِ خَلِیفَةً). أی أنّکم أیّها الملائکة لا تملکون اللیاقة لإحراز مقام الخلافة الإلهیّة فی الأرض، ولابدّ من خلق موجود أسمى وأعلى منکم، وهو الإنسان، الذی بإمکانه أن یکون خلیفتی على الأرض.
 
ب) الروح الإلهیّة!
ونقرأ فی آیتین من القرآن الکریم قوله تعالى: (نَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُّوحِی)(1)، وهذا التعبیر ورد فی شأن الإنسان فقط ولیس لسائر الموجودات الأخرى، وهذا یشیر إلى عظمة الإنسان فی واقع الخلقة والکائنات.
سؤال: ما هو المقصود من الروح الإلهیّة؟ هل یعنی هذا أنّ الله تعالى له روح وجسم وقد نفخ فی الإنسان جزءً من روحه؟
الجواب: من البدیهی أنّ هذا المعنى غیر مقصود قطعاً، لأنّ هذه العقیدة باطلة ولا أساس لها، وعلیه فالمقصود من کلمة «روحی» فی الآیتین المذکورتین هی روح سامیة وعظیمة ومقدّسة ولشدّة عظمتها وقداستها فإنّ الله تعالى نسبها إلى نفسه، وعلى حدّ تعبیر طلبة العلوم الدینیة إنّ إضافة الروح إلى الله تعالى فی قوله «روحی» هی إضافة تشریفیة، وهذا الامتیاز أیضاً یختص بالإنسان ولابدّ أن یکون کذلک، لأنّ المخلوق الذی یملک اللیاقة لأن یکون خلیفة الله على الأرض لابدّ أن یملک روحاً عظیمة منسوبة إلى الله تعالى.
 
ج) معلّم الملائکة!
بعد أن جرى الحوار بین الله تعالى والملائکة حول خلق کائن جدید یدعى بالإنسان، وقد وقف منه الملائکة موقفاً سلبیاً واعترضوا على خلقه فقال الله تعالى (... قَالَ إِنِّی أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)(2) فقنعوا بهذا الجواب، وبذلک خلق الله الإنسان وعلّمه الأسماء کلّها، لتجسید مقولة أفضلیة الإنسان على الملائکة فی الواقع الخارجی (وَعَلَّمَ آدَمَ الاَْسْمَاءَ کُلَّهَا)، ولمّا طلب الله تعالى من الملائکة الإخبار عن هذه الأسماء لم ینجحوا فی هذا الامتحان، وقالوا فی خطابهم للذات المقدّسة: (قَالُوا سُبْحَانَکَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّکَ أَنْتَ الْعَلِیمُ الْحَکِیمُ)(3) ثم إنّ الله تعالى أشار إلى آدم(علیه السلام) وأمره بتعلیم هذه الأسماء للملائکة، فعندما علّم آدم(علیه السلام)الأسماء بأمر الله تعالى، قال تعالى فی جملة مقتضبة مخاطباً الملائکة: (قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَکُمْ إِنِّی أَعْلَمُ غَیْبَ السَّمَوَاتِ وَالاَْرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا کُنتُمْ تَکْتُمُونَ)(4). فأذعن الملائکة لهذه الحقیقة وقبلوا بأفضلیة الإنسان علیهم فی علمه التفصیلی بالأسماء وأنّ علمهم إجمالی بها، وبهذه الطریقة أصبح آدم(علیه السلام) معلماً للملائکة وهذه المرتبة أیضاً تعدّ من امتیازات الإنسان الخاصة.
 
سؤال: ما هو علم الأسماء؟
الجواب: لقد طرح المفسّرون نظریات متعددة فی «علم الأسماء» أحدها أنّ المقصود معرفة عالم الوجود، بل لو تنزلنا وقصرنا النظر على مخلوق واحد من المخلوقات وهو الإنسان، بل على عضو صغیر واحد من أجزائه وأعضائه، أی الخلیة الصغیرة فإنّها تختزن الکثیر جدّاً من الأسرار الدقیقة، إلى درجة أنّ أحد العلماء کتب عن الخلیة فی بدن الإنسان أکثر من خمسة آلاف صفحة أضف إلى ذلک أنّ علمنا بموجودات العالم وأسرار الکون لا یعتبر شیئاً یذکر أمامَ مجهولاتنا، فالله تعالى علّم أسرار عالم الوجود لآدم(علیه السلام).
 
د) مسجود الملائکة
بعد أن أذعن الملائکة فی الخطوة الأولى بأفضلیة الإنسان علیهم على مستوى اللفظ والکلام، تحرکوا فی الخطوة الثانیة للتتلمذ على ید النبی آدم(علیه السلام)وأذعنوا لهذه الحقیقة من موقع الإیمان القلبی، ولابدّ للانتقال إلى المرحلة الثالثة من هذا الإذعان والتصدیق إلى التصدیق العملی بهذه الحقیقة، ولذلک صدر الأمر الإلهی للملائکة بالسجود لآدم(علیه السلام)وسجد الملائکة بأمر الله تعالى لآدم تعظیماً له، ولم یتخلف عن الأمر الإلهی سوى إبلیس! الذی لم یکن من الملائکة بل کان من الجن وبسبب تکبره وما یعیشه من حالات الزهو والغرور فقد أبى السجود لآدم وانخرط فی زمرة الکافرین، والحقیقة أنّ إبلیس لم یکن یملک اللیاقة التی تؤهله لهذه العبادة الإلهیّة، فکان من الطبیعی أن لا یسجد ولا یتشرف بهذه المرتبة والعبادیة.
أجل، إنّ مرتبة الإنسان فی خلافة الله فی الأرض وامتلاک الروح الإلهی وإحراز مقام معلّم الملائکة وفی النهایة سجود الملائکة له تعتبر کلها من الخصائص والامتیازات المنحصرة بالإنسان والتی لا یشترک معه سائر الموجودات والمخلوقات الأخرى فی هذه الخصوصیات.
وهنا نتساءل: هل الإنسان الوارد فی المفاهیم القرآنیة، یساوق ما ورد فی کلمات العلماء المادیین ورؤیتهم عن الإنسان؟
سؤال: ما ذکر فی فضل الإنسان فی المفاهیم القرآنیة، مقبول بلا شک فی حق آدم(علیه السلام)ولکن هل هذه الفضائل والامتیازات تسری إلى سائر أفراد البشر الآخرین؟
الجواب: یستفاد من الآیات القرآنیة الأخرى أنّ هذه الخصائص والامتیازات لا تختص بآدم، بل تشمل ذریته إلى قیام الساعة.
والشاهد على هذا المعنى ما ورد فی الآیات من سورة المؤمنین، فقد ذکر الله تعالى فی الآیات الاُولى من هذه السورة مراحل خلق الإنسان (نطفة، علقة، مضغة و...) ثم قال فی الآیة 14 من هذه السورة:
(ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَکَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِینَ).
وفی ضوء ذلک فهذه الفضائل والامتیازات المذکورة لا تختص بالنبی آدم(علیه السلام)بل تشمل جمیع أفراد البشر.
وهنیئاً للأشخاص الذین تحرکوا فی خط التکامل الإلهی والمعنوی وصعدوا فی معراج الفضائل ومدارج القیم ونالوا بذلک هذه المراتب العلیا وأحرزوا لأنفسهم هذه المقامات السامیة.
 


(1) . سورة الحجر، الآیة 29 و سورة ص، الآیة 72 .
(2) . سورة البقرة، الآیة 30 .
(3) . سورة البقرة، الآیة 32 .
(4) . سورة البقرة، الآیة 33 .

 

المقسم له 3. ما معنى أسفل سافلین؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma