6. التحدیات الصعبة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
5. وجود الإنسان 7. صلاة العصر


وذهب بعض المفسّرین إلى أنّ المقصود من «العصر» هو الحوادث والضغوط التی یواجهها کل إنسان فی حیاته، لأنّ حیاة الإنسان لیست على منوال واحد، بل مزیج من حوادث وحالات صراع فیما یواجهه من تحدیات وظروف صعبة فی حرکة الحیاة، فأحیاناً یعیش الصحة والسلامة، وأخرى المرض والسقم، وتارة یکون شاباً وأخرى کهلاً وشیخاً، وأحیاناً یعیش الثروة والغنى وأخرى الفقر والمسکنة، وأحیاناً یعیش الأمن والاستقرار، وأخرى الخوف والقلق، وطبعاً فهذه الضغوط والحوادث المختلفة تعمل على بناء شخصیة الإنسان، فالإنسان عندما یواجه هذه التحدیات ویعیش هذه الصعوبات تتفتح فی واقعه قواه الکامنة وقابلیاته المختلفة.
وقد یثیر البعض هذا السؤال: إنّ الإمام علی(علیه السلام)الذی کان یعیش على خبز الشعیر الیابس کیف استطاع قلع باب خبیر؟ وکیف تمکن من مجالدة أبطال العرب مثل عمروبن عبدود والانتصار علیه؟
الإمام علی(علیه السلام) نفسه یجیب عن هذا السؤال ویقول:
«أَلا وإِنَّ الشَّجَرَةَ الْبَرِیَّةَ أَصْلَبُ عُوداً، وَالرَّواتِعَ الْخَضِرَةَ أَرَقُّ جُلُوداً»(1).
فهنا نرى أنّ الإمام علی(علیه السلام) یشبه الناس بالأشجار البریة والنباتات التی تنبت على ضفاف الأنهار، ومعلوم أنّ الأشجار البریة تعیش على أقل مقدار من الماء وفی ذات الوقت تقاوم العواصف والأعاصیر والریاح الشدیدة، وهکذا حال الأشخاص الذین یتحرکون فی مقابل التحدیات الصعبة بقوّة وعزم ویقاومون الظروف القاسیة بصبر واستقامة، وأمّا الأشخاص الذین یعیشون الترف والرفاهیة فإنّهم کالأشجار والنباتات الخضراء التی تنبت على ضفاف الأنهار، من جهة کونها ضعیفة ولا تتحمل الریاح العاتیة، وتنکسر بأدنى عاصفة، فالإنسان الذی یعیش الترف والدعة ولا یجرب المشاکل ولا یقاوم التحدیات فإنّه لا یصل إلى مراتب عالیة فی سلّم الکمالات.
یقول صاحب کتاب «قصّة الحضارة» «ویل دیورانت»:
«لقد تأملت فی الحضارات الکبیرة على طول تاریخ البشری فلم أجد حضارة مهمّة إلاّ وکان الناس فیها قد تعرضوا قبل ذلک بهجوم شرس من الأعداء، وقد واجهوا هذه التحدیات والمشاکل بصبر وثبات وتحملوا الأزمات من موقع الاستقامة والمقاومة حتى استطاعوا بناء الرکائز والدعائم لحضارتهم».
وهکذا نرى هذه الظاهرة بوضوح فی بلدنا الذی تحمل المشاکل والأزمات وواجه الظروف الصعبة بعد الثورة فاستطاع أن ینال الاکتفاء الذاتی والاستقلال الاقتصادی والعسکری فی موارد کثیرة، فلولا هذه الضغوط الخارجیة لما کان لدینا هذا الجیش القوی والمقتدر ولا استطاع الحرس الثوری بلوغ مراتب عالیة من القدرة العسکریة والمهارة الفنیة.
أجل! إنّ الحوادث والصعوبات والمشاکل من شأنها أن تثیر عناصر القوّة ومکامن القدرة فی الإنسان، ومن هنا فإنّ الله تعالى أقسم بها.
 


(1) . نهج البلاغة، الخطبة 45 .

 

5. وجود الإنسان 7. صلاة العصر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma