المحور الأوّل: شرح وتفسیر الأقسام
إنّ الله تعالى یقسم فی هذه السورة أیضاً بخمسة أقسام مهمّة أیضاً، وموضوع الأقسام فی هذه السورة یلفه الغموض والابهام أیضاً کما فی سورة الطور، والغرض من هذا الابهام کما تقدّم سابقاً، تحریک عناصر الفکر والتدبر فی الإنسان، لأنّ أساس سعادة الإنسان تکمن فی التفکیر والتدبر، فالإنسان إذا کان من أهل التفکیر فهو یتحرک فی خط السعادة والفلاح، أمّا الأشخاص الذین لا یستفیدون من هذه النعمة الإلهیّة العظیمة ولا ینطلقون فی حیاتهم من موقع التفکیر والتدبر فسیسقطون فی وادی الضلالة ویکون مصیرهم الشقاء الأبدی، والعذاب الخالد.
وقد ذکر المفسّرون لهذه الأقسام المذکورة تفاسیر متعددة ولا یوجد تناف وتقاطع بین هذه التفاسیر، وفی تقدیری أنّه لا مانع من تفاسیر مختلفة للآیات القرآنیة فکلّها تکون صحیحة، حسب نظر کلّ مفسّر لأنّه من الممکن أن یکون للآیة معنى ظاهری، ومعنى آخر باطنی، وثالث فی باطن ذلک الباطن وهکذا، بل ربّما یستوحى من آیة واحدة سبعون معنىً، وبخاصّة إذا کنّا نعتقد بجواز استعمال اللفظ فی أکثر من معنىً واحد، وبإمکانیة ذلک عقلاً. على أیة حال نکتفی هنا بالإشارة إلى تفسیرین من هذه التفاسیر لهذه الأقسام الخمسة: