الأنبیاء العارفون بداء البشریة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
ثلاث نعم کبیرة وثلاث مسؤولیات الوظیفة الثانیة: الاهتمام بالمحتاجین


إنّ أحد امتیازات الأنبیاء الإلهیین هو أنّهم مطلعون على آلام الناس ومعاناتهم، أی أنّهم عاشوا تلک المرارة والمعاناة قبل النبوة وکانوا یعیشون مع الناس تلک الصعوبات والآلام، ومن هنا فإنّ الأنبیاء یستطیعون إدراک آلام الآخرین، فهؤلاء الأطباء الروحانیون الذین یریدون علاج آلام البشر والتقلیل من معاناتهم، کانوا فی السابق یعیشون هذه الآلام والمعاناة، ولذلک کانوا مطّلعین على أبعادها وعلاجاتها.
وقد کان النبی إبراهیم(علیه السلام) یعیش لوحده فی واقع الحیاة الاجتماعیة، ولم یستجب له سوى أفراد قلائل ممن استجابوا لدعوته، فقد کان أعداؤه مسیطرین على تلک الأجواء بشکل عجیب بحیث إنّهم أمروا بإلقائه بالنار لدعوته للتوحید ونبذ الأصنام وراموا إحراقه حیّاً، ولکن الله تعالى تدخل فی اللحظات الأخیرة وأنقذه من النار سالماً، ولکنهم لم یترکوه بعد ذلک وطردوه من بیته ومدینته، واستقبل النبی إبراهیم(علیه السلام) التهجیر والعذاب والغربة برحابة صدر، وفی النهایة ترک زوجته وابنه الرضیع بأمر الله تعالى فی صحراء الحجاز بلا ماء ولا کلاء، وبتجاوز هذه المراحل الصعبة والتغلب على هذه التحدیات القاسیة حصل على اللیاقة لمقام النبوة واستطاع بعدها معالجة آلام البشریة وحلّ مشاکلهم.
أمّا النبی موسى(علیه السلام) فقد واجه المشاکل والمتاعب منذ ولادته، وأخیراً اضطر إلى الهرب من فرعون وأفراد حکومته واللجوء إلى مدین بسبب الضغوط وأشکال الأذى والتهدید الذی واجهه من فرعون وملئه، وبقی فی صحراء مدین عشر سنوات یعمل لشعیب فی رعی أغنامه، وفی هذه المدّة واجه صعوبات جمّة أیضاً.
أمّا النبی یوسف(علیه السلام) فقد أصبح محسوداً من قِبل إخوته الذین ألقوا به فی غیابة الجبّ، وبعد ذلک أخرجه أصحاب القافلة وباعوه فی سوق مصر کعبد، ثم بدأت المشکلات فی دار العزیز فی مصر مع زوجة العزیز وأخیراً اُلقی به فی السجن بارتکابه جریمة الطهر والعفة والامتناع عن الانزلاق فی الخطیئة.
ونبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) بدوره لم یکن استثناء من القاعدة وقد واجه طیلة حیاته مشاکل واتعاباً کبیرة وعدیدة، کل ذلک لیتسنى لهذا النبی بناء شخصیته وتقویة ملکاته ولیتسنى له إیجاد الحلول والعلاجات فی المستقبل لآلام الناس.
ولعله لهذا السبب ورد فی الروایات: «مـا بَعَثَ اللهُ نَبِیّاً إِلاّ وَقَدْ رَعَى الْغَنَمَ»(1).
فرعی الأغنام یتضمن مشاکل کثیرة فینبغی على الإنسان تجاوزها بنجاح لیکون صالحاً لرعی البشر الجاهلین وهدایتهم إلى خط الإیمان والصلاح والرسالة.
وقد أشار القرآن الکریم فی الآیات الأخیرة من سورة الضحى إلى ثلاث مشاکل کبیرة ممّا واجهه النبی فی حیاته، وکذلک التسدید الإلهی والرعایة الربانیة التی صاحبت النبی فی حرکته وحیاته وانقذته من تلک المشاکل والمآزق، ثم أشارت الآیة إلى وظیفة النبی فی مقابل النعم الإلهیّة.
وقد سبق أن ألمحنا فی البحوث السابقة إلى المشاکل الثلاث، وأمّا الوظائف الثلاث للنبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) فهی:
الوظیفة الاولى: إکرام الأیتام
أول وظیفة أشار إلیها الله تعالى فی هذه الآیات الکریمة، إکرام الأیتام، وهذا یشیر إلى الأهمیّة الکبیرة لقضیة العنایة بالأیتام ومساعدتهم وإکرامهم، وقد انعکست هذه الحقیقة أیضاً فی الروایات الشریفة، ونشیر هنا إلى روایتین من هذه الروایات:
جاء شاب إلى رسول الله(صلى الله علیه وآله) وقال: «غُلامٌ یَتیمٌ وَاُخْتٌ لی یَتیمَةٌ، وَاُمُّ لی أَرْمَلَةٌ، أَطْعِمْنا مِمّـا أَطْعَمَکَ اللهُ، أَعْطـاکَ اللهُ مِمّـا عِنْدَهُ حَتّى تَرْضى».
ولما وقعت عینا رسول الله(صلى الله علیه وآله) على هذا الشاب وما قاله من کلمات قصیرة فی بیان حاله وحال اُسرته، فقال له: «مـا أَحْسَنَ مـا قُلْتَ یـا غُلامُ».
ثم قال لبلال: إذهب یا بلال فأتنا بما کان عندنا، فجاء بواحدة وعشرین تمرة، فقال: «سَبعٌ لَکَ وسَبعٌ لاُختِکَ وسَبعٌ لاُمِّکَ».
فقام معاذ بن جبل ـ أحد أصحاب رسول الله(صلى الله علیه وآله) حیث کان یراقب هذا المنظر اللطیف ـ ومسح على رأس الشاب وقال: «جَعَلَکَ خَلَفاً لاَِبیکَ».
فقال رسول الله(صلى الله علیه وآله): «رأیتُکَ یامعاذ وما صنعتَ»؟
قال: رحمته!
فقال(صلى الله علیه وآله): «لا یَلى أَحَدٌ مِنْکُمْ، یَتیماً فَیُحْسِنُ وِلایَتَهُ، وَوَضَعَ یَدَهُ عَلى رَأْسِهِ، اِلاّ کَتَبَ اللهُ لَهُ بِکُلِّ شَعْرَة حَسَنَةً، وَمَحـا عَنْهُ بِکُلِّ شَعْرَة سَیِّئَةً، وَرَفَعَ لَهُ بِکُلِّ شَعْرَة دَرَجَةً»(2).
فلا غرابة أن یأمر الله تعالى نبیّه(صلى الله علیه وآله) بإکرام الأیتام والإحسان إلیهم لئلا تترتب تلک الآثار السیئة على نفوس هؤلاء الأیتام.
إنّ الذین یتّهمون الإسلام والمسلمین بممارسة الإرهاب والعنف، علیهم أن یقرأوا هذه الروایات الزاخرة باللطف والمحبّة والمودة لیشعروا بعد ذلک بالخجل من هذا الاتهام الواهی.
ونقرأ فی روایة أخرى عن رسول الله(صلى الله علیه وآله): «إِنَّ الْیَتیمَ إِذا بَکى اهْتَزَّ لَهُ الْعَرْشُ فَیَقُولُ الرَّبُّ تَبارَکَ وَتَعالى... فَوَعِزَّتی وَجَلالی لایُسْکُتُهُ أَحَدٌ إِلاّ اُوجِبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ»(3).
إنّ الاهتمام بالأیتام فی کل عصر وزمان وخاصّة فی عصرنا الحاضر وبلدنا الذی عاش حرب ثمان سنوات وکانت نتیجتها الکثیر من الأیتام للشهداء الذین استشهدوا فی هذه الحرب، یعدّ أمراً لازماً وضروریاً وهو عمل الأنبیاء.
اللهم وفقنا لأداء هذه العبادة.
 


(1) . میزان الحکمة، باب 3777، ح 19536 .
(2) . مجمع البیان، ج 10، ص 385، ذیل سورة الضحى.
(3) . بحار الأنوار، ج 72، ص 5، ح 12.

 

ثلاث نعم کبیرة وثلاث مسؤولیات الوظیفة الثانیة: الاهتمام بالمحتاجین
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma