عطف الله ورعایته

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
أذى المشرکین حدود دائرة الشفاعة:


إنّ نبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) تحمّل ما تحمّل من الأذى والمحن فی سبیل نیل رضا الله تعالى وتبلیغ الدعوة الإلهیّة ونشر التعالیم السماویة، وفی مقابل کلّ هذا الإیثار والتحمّل والتضحیة فإنّ الله تعالى وهب لنبیّه الکریم(صلى الله علیه وآله)أشکال المحبّة والرعایة واللطف، وقد أشارت هذه السورة إلى موردین منها:
الأوّل: إنّ الله تعالى بشّره بأنّ آخرتک أفضل من دنیاک الزاخرة بالمشاکل والمصاعب (وَلَلاْخِرَةُ خَیْرٌ لَّکَ مِنَ الاُْولَى) وقد تقدّم تفصیل الکلام فی هذه الآیة.
والآخر: أننا سنعطیک مقام الشفاعة المطلقة فی الآخرة (وَلَسَوْفَ یُعْطِیکَ رَبُّکَ فَتَرْضَى).
وهذه العنایة الإلهیّة للنبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) فی غایة اللطف والأهمیّة، لأنّ أولیاء الله لا یفکرون فقط بعاقبتهم ونجاتهم والوصول إلى المقامات السامیة عند الله، بل یفکرون أوّلاً بإنقاذ الناس ویهتمون بنجاة أتباعهم، ثمّ یفکرون بنجاة أنفسهم، ومن هنا فعندما وهب الله تعالى لنبیّه مقام الشفاعة المطلقة، فإنّ جمیع الآلام والاتعاب والأذى قد زالت وانحسرت عن قلبه وروحه.
أرجى آیة فی القرآن!
فقد ورد فی روایة أنّ الإمام علیّاً(علیه السلام) قال: «یا أهل العراق تزعمون أنّ أرجى آیة قوله عزّوجلّ:
(قُلْ یَا عِبَادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ)(1).
وإنّا أهل البیت نقول أرجى آیة فی کتاب الله: (وَلَسَوْفَ یُعْطِیکَ رَبُّکَ فَتَرْضَى)»(2).
سؤال: هل یوجد تناقض وتقاطع بین قول الإمام علی (علیه السلام) وقول أهل الکوفة عندما ذکروا له الآیة الشریفة فی حین أنّ هذا الرأی مقتبس أیضاً من بعض الروایات؟
الجواب: اعتقد أنّه لا یوجد تناقض وتقاطع بین هذین الرأیین، لأنّ کلّ واحد منهما ناظر إلى جهة معیّنة من الأمل والرجاء فی آیات القرآن:
فالآیة الاُولى واردة فی مقام التوبة، والآیة الثانیة واردة فی مقام الشفاعة، ونعلم أنّ هذین المقامین مختلفان.
وتوضیح ذلک: عندما یرتکب الشخص معصیة أو یسیر فی خطّ الانحراف والذنب، ثمّ یتحرک لطلب التوبة ویرید جبران ما فاته من الخلل والقصور، فعندما یقرأ آیات القرآن الکریم فإنّ أرجى آیة بالنسبة له هی الواردة فی مقام التوبة، لأنّ الإنسان فی کلّ مرحلة یسقط فیها من مراتب الإنسانیة والکمال المعنوی، فإن هذه الآیة المذکورة تبعث له بنور الأمل وتضیء زوایا قلبه بنور الرجاء، ومع تکرار حالات التوبة الناقصة سیوفق أخیراً للتوبة الحقیقیة ویشمله الله تعالى بلطفه ورعایته.
وأمّا المذنب الذی لا یوفق للتوبة ویأتی فی الآخرة مع حمل ثقیل من الذنوب والمعاصی، فإن عینه ستکون مشدودة إلى شفاعة الشافعین، ولذلک فإنّ أرجى آیة فی القرآن بالنسبة له هی الآیة الثانیة التی تتحدّث عن الشفاعة المطلقة، لأنّه طبقاً لما ورد فی الروایات الشریفة فإنّ الله تعالى یشفع ویشفع لنبیّه الکریم(صلى الله علیه وآله) حتّى یقول رسول الله(صلى الله علیه وآله): «رَضیتُ رَضیتُ»(3).
وعلیه فلا یوجد أی تناقض وتباین بین هاتین الرؤیتین المذکورتین.
 


(1) . سورة الزمر، الآیة 53.
(2) . التفسیر الأمثل، ذیل الآیة المذکورة.
(3) . التفسیر الأمثل، ذیل الآیة المذکورة.

 

أذى المشرکین حدود دائرة الشفاعة:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma