وردت هذه المفردة فی القرآن الکریم فی موارد عدیدة، ولکن هذه الکلمة وردت بمعنى روح الإنسان فی مورد واحد، وعلى أیّة حال فإنّ الله تعالى فی هذه الآیة مورد البحث أقسم بروح الإنسان، وهذا یشیر إلى أهمیّة هذه الروح الإنسانیة، ومن هنا فمن المناسب أن نتطرق إلى بحث الروح واستعراض بعض أبعادها وخصوصیاتها بشکل مختصر.
لقد صنّف العلماء والباحثون کتباً ومقالات کثیرة جدّاً عن الروح أو النفس البشریة ولعل عددها یبلغ الآلاف من هذه الکتب والمصنفات، ولکنّ العجیب مع هذه الجهود المبذولة فی هذا المجال فإنّ البشر لم یتمکنوا من الإحاطة بحقیقة الروح وماهیتها، أی أنّ أقرب الأشیاء إلى الإنسان وهو روحه التی بین جنبیه، تعتبر أشدّ الأشیاء إیغالاً فی الإبهام والغموض، فبالرغم من أننا نعلم بوجودنا وأننا نملک روحاً فی أعماقنا ولکن أین تکمن هذه الروح؟ وکیف تتعامل وتتواصل مع البدن؟ ومن أی شیء خلقت؟ وما هی القوانین الحاکمة على هذه الروح؟ وما إلى ذلک من الأسئلة وعلامات الاستفهام التی تثار حول هذه الروح البشریة وکلها تبقى بدون جواب، قال تعالى: (وَیَسْأَلُونَکَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّی...)(1).
 

(1) . سورة الإسراء، الآیة 85.