إنّ الإیمان بالمعاد بإمکانه أن یحلّ مشاکل المجتمعات البشریة، وتترتب علیه نتائج کثیرة فی حیاة الإنسان على المستوى الفردی والاجتماعی، وما تعیشه البشریة من مشاکل ومصاعب وأزمات یعود إلى وجود خلل فی إیمان الناس بالمعاد والحساب والکتاب فی ذلک الیوم.
وقد کنت قبل الثورة الإسلامیة اسافر إلى طهران فی أیّام الخمیس والجمعة وارتقی المنبر للتبلیغ، وفکرت فی أن أقوم بعمل ثقافی أساسی، ولهذا کنت فی یوم الجمعة أکتب حدیثاً شریفاً مع ترجمته إلى الفارسیة وذکر مصدره وشرح مختصر لهذا الحدیث، ثم استنسخه إلى عدّة نسخ وأقوم بتوزیعه على حضار المجلس الذین کانوا غالباً من الشبّان ثم ارتقی المنبر وأتحدث حول ذلک الموضوع الوارد فی الحدیث الشریف، ثم أقترح علیهم إجراء مسابقة لحفظ هذه الأحادیث وتوزیع الجوائز بعد ذلک على الفائزین، وعندما کان یحین یوم الامتحان ویشترک الکثیر من الشبّان فیه، تقرر أن یکتب المشارکون أربعین حدیثاً مع إعرابها وترجمتها وذکر المصدر لها، وقد فاز الکثیر من المشارکین بالجائزة، واللافت أنّ عدد من المشارکین کانوا یکتبون الحدیث بلون خاص، وإعرابه بلون آخر، وترجمته وذکر مصدره بألوان أخرى. وقد تبرع أحد التجار الأخیار بالجوائر وقمنا بتقسیمها على الفائزین، ثم کتابة تقریر عن کیفیة إجراء هذه المسابقة والأشخاص الفائزین ومقدار الجوائز المهداة لهم، وقد اقترحنا على ذلک التاجر الخیّر أن نکتب إسمه على الجوائز، ففکر قلیلاً وقال: «لا تکتبوا اسمی، فلو کتبتم اسمی فإننی أخشى أن یحذف اسمی فی مکان آخر أنا فی أشد الحاجة له فی ذلک الیوم» إنّ هذه الکلمات إنّما تترشح من ذهن إنسان یعتقد بالمعاد، هذا الشخص یخاف أن یتلوث عمله بشائبة الریاء ولا یکون مقبولاًعند الله تعالى.