مهمّة الریاح!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
التفسیر الاوّل: الریاح المسببة للأمطار المحور الثانی: تفسیر المقسم به


لماذا أقسم الله تعالى بالریاح بشکل متکرر؟ هل الریاح بهذه الدرجة من الأهمیّة بحیث إنّ الله تعالى یقسم بها أکثر من مرّة؟
من أجل الاجابة عن هذا السؤال ینبغی الإشارة إلى مهمّة الریاح ووظیفتها من قِبل الله تعالى، ثم نتحدث قلیلاً عن هذه الظاهرة الطبیعیة وکیف أنّ الریاح مسخرة لخدمة الإنسان الذی یعتبر خلیفة الله، وبالجملة فإنّ وظیفة الریاح تتجلى فی خمسة أمور:
 
1. سقی الأرض
إنّ سقی جمیع المناطق الجافة والأراضی المحتاجة للماء أحد أهم وظائف الریاح، فالریاح تقوم بدفع السحب والغیوم وتعمل على ربطها ببعضها وبالتالی انزال المطر على تلک الأراضی، فلولا وجود الریاح فإنّ الأبخرة المتصاعدة من البحار تتحوّل إلى سحب وتتجمع فی مکانها وتمطر مرّة أخرى على البحار نفسها وتعود هذه المیاه إلى البحر دون أن تصل قطرة منها إلى الأراضی الجافة، وبالتالی فإنّ جمیع الأراضی فی الکرة الأرضیة تتبدل إلى صحارى قاحلة وبراری جافة فلا ماء ولا کلاء، لأنّ مصدر العیون والأنهار والآبار هو میاه الأمطار، فلو لم تمطر السماء مدّة طویلة فإنّ کل هذه المصادر المائیة والعیون والأنهار سوف تتعرض للجفاف.
وعلى ضوء ذلک فإنّ أحد الوظائف المهمّة والمصیریة للریاح هو سقی الکرة الأرضیة.
 
2. تنمیة النباتات
والمهمّة الأخرى للریاح تتمثّل فی تنمیة النباتات، ونعلم أنّ النباتات والأشجار تتشکل من ذکر وأُنثى، وفی الکثیر من النباتات وبعض الأشجار تقوم الأشجار الذکوریة بانتاج لقاح على شکل ذرات صغیرة تتناثر فی الفضاء وتنتقل إلى الأشجار الأنثویة وتقوم بتلقیحها، وهناک کائنات متعددة تتولى مهمّة هذا النقل والانتقال، وأهمها الریاح. وعلیه فلو لم تهب الریاح مدّة عام کامل على منطقة معینة فإنّ الکثیر من الأشجار والنباتات المثمرة ستغدو عقیمة ولا تنتج ثمراً، فعندما نرى البساتین ملیئة بالفاکهة فهذا یعنی أنّ الریاح قد أدت وظیفتها بأحسن وجه، ویعتقد بعض المفسرین بأنّ الآیة الشریفة: (وَأَرْسَلْنَا الرِّیَاحَ لَوَاقِحَ)(1) إشارة إلى هذا الأمر.
 
3. تعدیل الهواء
فی المناطق الاستوائیة یکون الهواء حارّاً، وبارداً جدّاً فی المناطق القطبیة، فتقوم الریاح بنقل الحرارة من المناطق الاستوائیة إلى المناطق القطبیة وبذلک تخفف من درجات البرودة فی تلک المناطق، ومن جهة أخرى تقوم بنقل البرودة الشدیدة من المناطق القطبیة إلى المناطق الاستوائیة وبالتالی تعدیل مستوى درجات الحرارة فی المناطق الاستوائیة والتقلیل منها، وبهذه الصورة تقوم الریاح بتعدیل درجات الحرارة فی المناطق المختلفة من الکرة الأرضیة، وبعبارة أخرى، إنّ الکرة الأرضیة تشهد تیارین مختلفین من الریاح، التیار الأول، هو الریاح غیر المنظمة التی لا تخضع لنظام خاص فی بدایتها ومنتهاها أو فی مسیرها، والآخر الریاح المنظمة، ونشیر هنا إلى مثالین منها:
أ) الریاح المتجهة من شمال الکرة الأرض وجنوبها باتجاه المناطق الاستوائیة.
ب) الریاح المتجهة من المناطق الاستوائیة باتجاه القطبین الشمالی والجنوبی، وهذان التیاران من الریاح المنظمة یعملان على تعدیل الحرارة فی أجواء الکرة الأرضیة.
ضمن هذا المنحى وبسبب اشراق الشمس على نقطة معینة من الجو فإنّ الهواء فی تلک المنطقة سیتعرض للامتداد والضغط على طبقات الجو المحیطة به، وبذلک تتولد الریاح.
 
4. نقل الهواء من منطقة إلى أخرى
ومن وظائف الریاح نقل الهواء من منطقة إلى أخرى، فهواء المدن وبخاصّة المدن الکبیرة یتعرض للتلوث لأسباب مختلفة، فلو لم تهب نسائم الریاح ولم ینتقل هذا الهواء الملوث إلى منطقة أخرى فإنّه یؤدی إلى اختناق الناس فی تلک المدن.
ویقال إنّ بعض المواطنین فی المدن الأوربیة یموتون بسبب هذه الظاهرة، وعندما تهب الریاح على تلک المدن الکبیرة بصورة کافیة فإنّ الشیوخ والعجزة والمرضى وبخاصّة المرضى الذین یشکون من مرض رئوی، سیتعرضون للخطر ولذلک یطلب منهم عدم الخروج إلى الشارع المزدحم أو استخدام کمامات خاصة لتصفیة الهواء.
 
5. ظاهرة الأمواج فی البحار
تقدم فی البحوث السابقة عن ظاهرة المد والجزر فی البحار، وقلنا إنّه لولا وجود الأمواج وحرکة المیاه فی البحار فإنّ جمیع الکائنات البحریة ستتعرض لخطر الإنقراض والفناء، فهندما تهب الریاح على سطح البحر تخلق أمواجاً عاتیة وهذه الأمواج تعمل على خلط الاوکسجین بالماء وبذلک تمنح الحیاة للکائنات البحریة.
الخلاصة، أنّ الریاح تتولى إعطاء البشر مصادر الحیاة من الماء، النباتات، الأشجار، الهواء المعتدل، الهواء فی البحار، فکل هذه الأمور رهینة أداء الریاح وظیفتها.
وهکذا تتبیّن أهمیّة هذه الأقسام القرآنیة الواردة فی هذه السورة، ومن جهة أخرى، أنّ جمیع الظواهر التی نشاهدها فی عالم الطبیعة مهما کانت تافهة، فإنّها لا تخلو من فائدة وحکمة، بل کل شیء فی هذا العالم خاضع لنظام دقیق وحکیم، وعالم الوجود بمثابة کتاب لا توجد نقطة أو حرف فیه إلاّ وفیها معنى وهدف، فالبسطاء من الناس ینظرون إلى ظواهر هذا العالم بنظرة سطحیة وساذجة. وعلى هذا الأساس ینبغی لنا لتفسیر ظواهر الطبیعة، الانطلاق من مواقع التدبر والتفکر ومن موقع العمق الفکری والإیمانی وأن لا نعیش فی نطاق المادیات والظواهر بل نتوغل إلى عمقها لنزداد إیماناً ومعرفة.
 


(1) . سورة الحجر، الآیة 22 .

 

التفسیر الاوّل: الریاح المسببة للأمطار المحور الثانی: تفسیر المقسم به
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma