الإمام علی(علیه السلام) والرشوة!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
الإمام علی(علیه السلام) والطلب غیر المنطقی لعقیل 8. قسم سورة الحجر


ثم إنّ الإمام علیّاً(علیه السلام) یتحدّث عن قصّة المنافق الأشعث بن قیس، والذی کان سبباً وراء الکثیر من المفاسد والارباک فی أیّام خلافته القصیرة، والظاهر أنّ الأسعث کان یواجه نزاعاً مع بعض الأشخاص، وکان ملف القضیة عند الإمام علی(علیه السلام)وتقرر أن یقضی فیها بالیوم التالی یقول الإمام علی(علیه السلام):
«وَ أَعْجَبُ مِنْ ذلِکَ طَارِقٌ طَرَقَنَا بِمَلْفُوفَة فِی وِعَائِهَا، وَ مَعْجُونَة شَنِئْتُهَا، کَأَنَّما عُجِنَتْ بِرِیقِ حَیَّة أَوْقَیْئِها، فَقُلْتُ: أَصِلَةٌ، أَمْ زَکَاةٌ، أَمْ صَدَقَةٌ؟ فَذَلِکَ مُحَرَّمٌ عَلَیْنَا أَهْلَ الْبَیْتِ»
إنّ الإمام علیّاً(علیه السلام) لیس من أهل الرشوة کیما یقضی بسبب الرشوة خلاف الحق، ولا من أهل الصدقة والزکاة وهذه الأمور المالیة محرّمة على بنی هاشم.
وعندما رأى الأشعث موقف الإمام الصارم والقاطع، ملکته الحیرة، فَقَالَ: «لاَ ذَا وَ لاَ ذَاکَ، وَ لکِنَّهَا هَدِیَّةٌ».
)وکان هذا نوعاً من الحیل الشرعیة المتداولة بینهم ومع الأسف نتداوله الیوم تحت عنوان: الهدیة، الإنعام، وحق الحساب وأمثال ذلک(.
وکان الإمام علی(علیه السلام) یعرف الأشعث ووجهه المتلون بآلاف الألوان ویعرف نیّته الخبیثة، یقول الإمام(علیه السلام):
«فَقُلْتُ: هَبِلَتْکَ الْهَبُولُ! أَعَنْ دِینِ اللهِ أَتَیْتَنِی لِتَخْدَعَنِی؟ أَمُخْتَبِطٌ أَنْتَ أَمْ ذُوجِنَّة، أَمْ تَهْجُرُ؟».
یعنی أنّک جئتنی فی منتصف اللیل بإناء من الحلوى وترید أن تخدع علیاً ویحکم لصالحک بالظلم والجور غداً، یا أیّها الأشعث قستنی بنفسک ! دعنی أعرفک نفسک، فهذه الحلوى أمر سهل فإنّها معجون بماء فم الحیة «یعنی السم» )وإن کان له ظاهرها جذاب ولکن فی باطنها سمٌ قاتل کالحیة.(.
والآن هل نرى حالیاً مثل هذه الحکومة التی تتحرک من وقع الأمانة والنزاهة إلى هذه الدرجة العالیة، أم نرى المسؤولین والذین یمسکون بقرار السلطة فی العالم یبیعون کل شیء ویهدرون کل إمکانات البلد والشرف والحیثیة فی مقابل امرأة فاحشة؟ فأین هذا من ذلک؟
أجل! إنّ الإیمان بالمعاد له هذه الآثار والمعطیات العظیمة، فلو امتد الإیمان بالمعاد إلى تفاصیل المجتمع، وسادت ثقافة الاعتقاد بالآخرة فی أجواء هذا المجتمع، فلا یبقى أثر للرشوة والتمییز والظلم والجور، وتنتهی جمیع أشکال النزاعات والخصومات وسحق حقوق الآخرین وأمثال ذلک.
وبعد أن انتهى الإمام(علیه السلام) من بیان هاتین القصتین العجیبتین قال عبارة رائعة وشیقّة وزاخرة بمفهوم العدالة، الذی لا یستطیع القیام بها وإقامتها إلاّ علی بن أبی طالب(علیه السلام) ومن الجدیر أن تکتب هذه العبارة بماء الذهب وتعلق فی جمیع الإدارات الرسمیة فی مقابل أعین المسؤولین.
«وَ اللهِ لَوْ أُعْطِیتُ الاَْقَالِیمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلاَکِهَا، عَلَى أَنْ أَعْصِیَ اللّهَ فِی نَمْلَة أَسْلُبُهَا جُلْبَ شَعِیرَة مَا فَعَلْتُهُ، وَإِنَّ دُنْیَاکُمْ عِنْدِی لاََهْوَنُ مِنْ وَرَقَة فِی فَمِ جَرَادَة تَقْضَمُهَا. مَا لِعَلِیٍّ وَلِنَعِیم یَفْنَى، وَلَذَّة لاَ تَبْقَى! نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ سُبَاتِ الْعَقْلِ، وَقُبْحِ الزَّلَلِ. وَبِه نَسْتَعِینُ».
 

الإمام علی(علیه السلام) والطلب غیر المنطقی لعقیل 8. قسم سورة الحجر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma