النفس ومعانیها

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
القسم بالنفس الإنسانیة الروح فی القرآن


وردت کلمة «النفس» ومشتقاتها بشکل واسع فی آیات القرآن الکریم، ولهذه المفردة معان مختلفة، ونکتفی هنا بالإشارة إلى أربعة معان وردت فی القرآن الکریم:
 
1. الإنسان
فبعض الآیات القرآنیة ذکرت هذه المفردة «نفس» بمعنى الإنسان، أی أنّ معنى النفس مرادف لمعنى الإنسان فی هذه الآیات، مثلاً نقرأ فی آخر آیة من سورة البقرة: (لاَ یُکَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا).
ففی هذه الآیة الشریفة وردت النفس بمعنى الإنسان المرکب من روح وبدن، وقد أشارت هذه الآیة فی سیاقها إلى القاعدة الأصولیة المهمّة «قبح التکلیف بما لا یطاق» بمعنى أنّ الله تعالى لا یکلّف أی إنسان بما فوق قدرته واستطاعته، لأنّ هذا العمل قبیح، والله تعالى منزّه عن فعل القبیح. فمثل هذا العمل لا یصدر من الإنسان العادی فضلاً عن الإنسان الکامل، مثلاً لا یوجد أی عاقل یطلب من الآخرین أن یصعدوا إلى السماء بدون استخدام أیة وسیلة لذلک، لأنّ هذا الأمر یعتبر تکلیفاً بما لا یطاق، فکیف الحال بربّ العباد وخالق الإنسان.
وقد ورت کلمة نفس فی الآیة 30 من سورة آل عمران بمعنى «إنسان» أیضاً:
(یَوْمَ تَجِدُ کُلُّ نَفْس مَا عَمِلَتْ مِنْ خَیْر مُّحْضَراً).
فهنا نرى أنّ النفس فی هذه الآیة الشریفة وردت بمعنى الإنسان، وقد أشارت هذه الآیة فی سیاقها إلى مسألة تجسم الأعمال، بمعنى أنّ أصحاب النار وأصحاب الجنّة لا یواجهون نتائج أعمالهم الحسنة والسیئة بل یرون أعمالهم بنفسها فی الجنّة أو النار وتکون هذه الأعمال أنیساً ومؤنساً لهم فی ذلک الیوم أو یکون وبالاً علیهم.
الخلاصة أنّ أحد معانی النفس، الإنسان.
 
2. روح الإنسان
وقد وردت النفس فی بعض الآیات القرآنیة بمعنى روح الإنسان، مثلاً نقرأ فی الآیات الأخیرة من سورة الفجر:
(یَا أَیَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِى إِلَى رَبِّکِ رَاضِیَةً مَّرْضِیَّةً * فَادْخُلِى فِی عِبَادِى * وَادْخُلِى جَنَّتِى).
والمقصود من النفس فی هذه الآیات الشریفة، روح الإنسان. أجل فإنّ روح الإنسان بإمکانها الوصول فی معراج الکمال المعنوی إلى مرتبة الرضا عن الله ورضا الله عنها، وفی مقام الرضا هذا تکون من زمرة العباد المخلصین والخاصین وتدخل حینئذ الجنّة الإلهیّة الخاصّة.
ونقرأ أیضاً فی الآیة 42 من سورة الزمر:
(اَللهُ یَتَوَفَّى الاَْنْفُسَ حِینَ مَوْتِهَا).
فالله تعالى یقبض روح الإنسان بواسطة الملائکة، ولکن فی هذه الآیة نُسب فعل التوفی إلى الله تعالى، أی نُسب قبض الأرواح إلى الله.
النتیجة أنّ المراد بمفردة «نفس» فی الآیات المذکورة هو روح الإنسان.
 
3. الوجدان الیقظ
ونقرأ فی الآیة 1 و 2 من سورة القیامة:
(لاَ أُقْسِمُ بِیَوْمِ الْقِیَامَةِ * وَلاَ أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ).
فالنفس فی هاتین الآیتین وردت بمعنى الوجدان الحر أو الضمیر الیقظ الذی یلوم الإنسان على ما ارتکبه من خطایا.
إنّ الوجدان الیقظ إلى درجة من الأهمیة والاعتبار المعنوی بحیث إنّ الله تعالى أقسم به، ومضافاً إلى هاتین الآیتین، نقرأ فی قصة إبراهیم(علیه السلام) أنّ هذا النبی بعد أن حطم الأصنام ووضع الفأس برقبة أکبرها، وعندما عاد قومه إلى المعبد فی نهایة احتفالهم وعیدهم، سألوا إبراهیم(علیه السلام): «من فعل هذا بآلهتنا؟» قال: «فعله کبیرهم هذا» وأشار إلى الصنم الکبیر الذی علّق الفأس برقبته، فشعر هؤلاء القوم بالخجل، لأنّهم إذا اعتبروا أنّ هذه الأصنام غیر قادرة حتى عن الدفاع عن نفسها فسوف یواجهون منطق العقل الذی یسألهم: لماذا تعبدون الأصنام التی لا تستطیع عمل أی شیء؟ هنا تحرک وجدانهم واستیقظت ضمائرهم، والقرآن الکریم یعبّر عن هذه الحالة بهذه الجملة البلیغة:
(فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّکُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ)(1).
وعلى ضوء ذلک فالمراد بالنفس فی بعض الآیات القرآنیة، الوجدان الیقظ فی الإنسان.
 
4. الأهواء والنوازع النفسانیة
وجاءت مفردة النفس فی بعض الآیات القرآنیة بمعنى الأهواء والشهوات النفسانیة، ومن ذلک ما ورد فی قصّة یوسف(علیه السلام) وزوجة العزیز، فبعد ما جرى من حوادث ومراودات اضطرت زلیخا للاعتراف بالحقیقة والشهادة على طهارة یوسف(علیه السلام) من الخطیئة، وقد ورد هذا الاعتراف فی الآیة 53 من سورة یوسف:
(وَمَا أُبَرِّءُ نَفْسِى إِنَّ النَّفْسَ لاََمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّى إِنَّ رَبِّى غَفُورٌ رَحِیمٌ).
فکلمة «نفس» فی الآیة المذکورة جاءت بمعنى الهوى والشهوة.
وقد ورد فی الحدیث النبوی المعروف أنّ النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) قال لأصحابه بعد عودتهم من الحرب مع الأعداء:
«مَرْحَباً بِقَوْم قَضُوا الْجِهَادَ الاْصْغَرِ وَبَقِیَ عَلَیْهِمُ الْجِهَادُ الاْکْبَرِ».
فبینما کانت آثار التعب والعطش والجوع وغبار الحرب بادیة على سیماء هؤلاء المجاهدین قالوا لرسول الله(صلى الله علیه وآله): ما هو الجهاد الأکبر؟
فقال(صلى الله علیه وآله): «اَلْجِهادُ مَعَ النَّفْسِ»(2).
إنّ جهاد النفس یتسع فی مساحته لیستوعب جمیع عمر الإنسان، وأفضل وقت له شهر رمضان المبارک، لأنّ شیطان النفس فی هذا الشهر الشریف مقید بالأغلال من جهة ما یمارسه الصائم من عبادة وتهجد وتقیید الهوى بلجام الصوم وکفّ النفس عن المشتهیات والمیول الدنیویة، ومن هنا سمّی بـ «الجهاد الأکبر».
والخلاصة فإنّ معنى جهاد النفس فی بعض الآیات القرآنیة والروایات الشریفة هو الهوى أو النفس الأمارة بالسوء.
النتیجة أنّ للنفس معانیَ متعددة وأهمها: «إنسان» و«روح» و«الوجدان الیقظ» و«النفس الامارة بالسوء».
سؤال: نظراً للمعانی المختلفة للنفس فی القرآن الکریم، فما معنى کلمة نفس فی الآیة محل البحث (ونفس وما سَوّاها
الجواب: إذا دققنا فی مضمون الآیة الشریفة فسوف یتبیّن أنّ المقصود من النفس هنا، روح الإنسان. لأنّ سیاق الآیة الشریفة یشیر إلى أنّ الله تعالى قد ألهم هذه النفس معرفة الخیر والشر ومنحها عناصر التقوى والفجور، وهذا المعنى والمفهوم یرتبط بروح الإنسان.
 


(1) . سورة الأنبیاء، الآیة 64 .
(2) . وسائل الشیعة، ج 11، الباب 1 من أبواب جهاد النفس، ح 1 و 9 .

 

القسم بالنفس الإنسانیة الروح فی القرآن
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma