ونلفت النظر هنا إلى عدّة آیات من القرآن الکریم ناظرة إلى هذا الموضوع:
1. یقول تبارک وتعالى فی الآیة 79 من سورة الإسراء:
(وَمِنَ اللَّیْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّکَ عَسَى أَنْ یَبْعَثَکَ رَبُّکَ مَقَاماً مَّحْمُوداً).
إنّ مقام النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) عند الله لا یدانیه مقام، ولکنّ النبی(صلى الله علیه وآله) بإمکانه أن یرتفع بمقامه عند الله مراتب أسمى ودرجات أعلى، أی المقام المحمود، وذلک من خلال الإتیان بصلاة اللیل.
سؤال: هل یختص المقام بالنبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)؟
الجواب: إنّ هذا المقام الکریم لا یختص بالنبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)، بل یستطیع کل إنسان مؤمن أن یحصل على مراتب من هذا المقام المحمود بحسب قابلیته ولیاقته وبما یأتی به من عبادة خالصة وتوجه عمیق وحضور قلب.
2. وترسم الآیات 15 إلى 18 من سورة الذاریات صورة عن ملامح صلاة اللیل:
(إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنَّات وَعُیُون * آخِذِینَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ کَانُوا قَبْلَ ذَلِکَ مُحْسِنِینَ * کَانُوا قَلِیلا مِّنَ اللَّیْلِ مَا یَهْجَعُونَ * وَبِالاَْسْحَارِ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ).
إنّ الاستغفار یعدّ رکناً مهمّاً وخصوصیة فی صلاة اللیل، ولا یختص هذا الاستغفار بصاحبه بل بإمکانه أن یستغفر لنفسه ولغیره من المؤمنین، بل إنّ بعض المؤمنین یستغفرون ویدعون لجمیع المسلمین والمؤمنین على امتداد المسار التاریخی للبشریة.
3. ونقرأ فی الآیة 6 من سورة المزّمّل أیضاً:
(إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّیْلِ هِىَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِیلا).
وقد ورد فی الروایات الشریفة تفسیر «ناشئة اللیل» بصلاة اللیل.