وطرح بعض الأکابر دستوراً للسلوک المعنوی من أربعة أصول ویستقی مقوماته من الآیات القرآنیة وروایات المعصومین(علیهم السلام) رغم أنّهم لم یشیروا إلى جذور هذه الأصول من النصوص الدینیة، ولکننا وبعد تتبعنا لهذا الموضوع عثرنا على جذور هذا النظام فی القرآن والروایات، وهنا نستعرض هذه الأصول الاربعة مع بیان مصادرها من النصوص الشریفة:
1. المشارطة; وتعنی أنّ السالک عندما یستیقظ فی الصباح الباکر وبعد إتیانه بصلاة الصبح یشترط مع نفسه بأن لا یرتکب ذنباً ولا مخالفة شرعیة فی هذا الیوم، وفی الحقیقة أنّه یتعاهد مع وجدانه بهذا الشأن.
2. المراقبة; ثم تبدأ عملیة المراقبة طیلة ساعات النهار حتى لا تصدر منه مخالفة لذلک العهد والمیثاق ولا یرتکب ذنباً ومعصیة فی ذلک الیوم، وبعبارة أخرى أنّه یصبح بمثابة الشرطی الذی یراقب أعماله وحرکاته وسکناته بنفسه.
3. المحاسبة; وفی نهایة ذلک الیوم وقُبیل النوم، یجلس هذا الشخص لیحاسب نفسه على ما صدر منه من أعمال وأقوال، فإن کان قد خالف الشرط والعهد الذی قطعه على نفسه وارتکب معصیة فی ذلک الیوم فإنّه یتوب من ذلک، وإن کان قد صدرت منه طاعة وعبادة وعمل أخلاقی جید فإنّه یشکر الله على ذلک ویسعى إلى الاستزادة منه.
4. المعاقبة; إذا نقض السالک عهده وارتکب مخالفة ومعصیة وتلوث بالذنب، فإنّه مضافاً إلى التوبة وجبران تلک المعصیة بالأعمال الحسنة والخیرة، فینبغی لهذا السالک معاقبة نفسه وتوبیخها ولومها، مثلاً إذا کانت له علاقة شدیدة بشیء معین من المأکولات فإنّه یمتنع عن تناوله عدّة أیّام، أی یحدد مشتهیاته النفسانیة ویقییدها ویمتنع من بعض الملذات، وبهذه الطریقة یعاقب نفسه على ما صدر منها من معصیة ومخالفة حتى لا تعود لنقض العهد وارتکاب المعصیة فی الأیّام القادمة.