بعد أن تقدّمت بعض الإیضاحات المفصّلة نسبیاً عن الأقسام المذکورة فی هذه الآیة الشریفة، ینبغی لنا الآن أن نرى الغرض من هذه الأقسام المهمّة فیما ترید أن تبیّنه وتتضمنه من أمور.
إنّ الآیة 7 من سورة المرسلات:(إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ) تجیب عن هذا السؤال، أی: إنّ مسألة البعث والنشور، الثواب والعقاب، الحساب والجزاء، کلها حقائق لا یدنو منها الشک ولا یطالها الریب.
ویعتقد البعض بأنّ هذا الوعد المذکور المشار إلیه فی الآیة المذکورة یقصد به جمیع أشکال وأنحاء الوعود الإلهیّة،سواءً کان وعداً للأبرار والفجار فی هذه الدنیا أم فی الآخرة، ولکن الآیات اللاحقة تشیر إلى أنّ هذا الوعد یقصد به الیوم الآخر وهو یوم القیامة.
وبالرغم من أنّ الآیة الشریفة لم تتضمن أی نوع من الاستدلال على مسألة المعاد واکتفت بالادّعاء، ولکن لطافة المسألة تکمن فی هذه الحقیقة، وهی أنّ الأقسام السابقة تتضمن فی حدّ ذاتها نوعاً من الاستدلال على المعاد، ومن ذلک إحیاء الأراضی المیتة بواسطة المطر، التی تعکس ظاهرة ممّا یجری فی ذلک الیوم، والآخر نزول التکالیف الإلهیّة على الأنبیاء، وهذه الحقیقة لا معنى لها بدون الاعتقاد بالمعاد، و هذا بحدّ ذاته یشیر إلى حتمیة الوعد بالقیامة.