1. الإیمان

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
التوصیة بأربعة أمور: 2. العمل الصالح


1. الإیمان
الإیمان هواعتقاد باطنی یمنح الإنسان اتجاهاً معیناً ومسؤولیة وهدفاً فی حرکة الحیاة والمجتمع، الإیمان هو العقیدة التی تؤثر على جمیع أبعاد الإنسان الوجودیة وتتجلى آثارها على جمیع أعضاء الإنسان وجوارحه، وأمّا مراتب الإیمان ومراحله، فالإیمان أحیاناً یکون بمثابة نور الشمعة الضعیف فی غرفة کبیرة، حیث لا یضیء أجواء الغرفة إلاّ بمقدار محدود جدّاً، ولا یتجاوز هذه الغرفة ویخرج من النافذة، فلو نظر الإنسان من خارج الغرفة إلیها فإنّه لا یلتفت إلى وجود نور فی الغرفة، وهذا هو حال الأشخاص من ضعیفی الإیمان، وأمّا الأشخاص الذین یملکون إیماناً قویّاً، فإیمانهم بمنزلة السراج القوی الذی لا یضیء أجواء البیت فقط بل ینفذ من جمیع الأبواب والنوافذ إلى خارج الدار، وربّما یصل إلى مسافة عدّة کیلومترات بحیث یتبیّن من بعید أنّ هذا البیت مضیء وزاهر بالنور، وهکذا ینبغی أن یکون الإیمان بحیث ینعکس آثاره على جمیع أعضاء الإنسان وجوارحه، فنور الإیمان یجب أن یحفظ العین من نظرة الحرام، ولا یسمح للاذن بسماع الأمور غیر المباحة، ویمنع القدم من المشی فی دروب المعصیة والذنب، وبکلمة: إنّ آثاره ومعطیاته تنعکس على جمیع جوارح الإنسان.
 
المؤمنون الراسخو الإیمان:
إنّ الإیمان إذا ترسخ فی قلب الإنسان یجعل منه کالجبل الراسخ أمام الحوادث والهزائز فلا یتزلزل مقابل الظروف الصعبة ولا یضعف أمام التحدیات الشدیدة، بل إنّه یتسبب فی تغییر جهة الریاح والعواصف، وهذا ما نشاهده فی أصحاب وأنصار الأئمّة المعصومین(علیهم السلام) فی واقع الحیاة.
الإمام علی(علیه السلام) أخذ یوماً بید میثم التمار(رحمه الله) وجاء به إلى ضواحی الکوفة وبساتین النخل هناک حتى وصل إلى نخلة فقال الإمام(علیه السلام) لمیثم التمار: هل تعرف هذه النخلة؟ فقال میثم: کلاّ.
فقال له الإمام(علیه السلام): «إنّک سوف تصلب على أعواد هذه النخلة وذلک بسبب محبّتک وولاءک لی»(1).
إذا کان الشخص یعیش ضعف الإیمان واهتزاز الیقین ففی مثل هذه الموارد یستولی علیه الخوف والهلع ویسعى إلى تناسی هذا الموضوع ولا یرى هذا المکان، ولکن میثم التمار(رحمه الله) الذی تربى فی مدرسة الإمام علی(علیه السلام) حتى اشتدّ إیمانه وقوی یقینه، لیس فقط لم یهتز عند سماعه هذا الخبر بل إنّه أخذ یمرّ على هذه النخلة کل یوم ویحدّثها ویناغیها ویسقیها بالماء ویقول لها: «مرحباً بکِ أیّتها النخلة لقد خلقتی من أجلی وخلقت من أجلکِ، فمتى یحین الموعد الذی وعدنیه مولای حتى أصلب على أعوادکِ؟».
إنّ هذا السلوک العجیب من هذا الشخص لیس له تفسیر سوى رسوخ الإیمان فی وجدانه وقوة الیقین فی قلبه، إنّ المؤمنین الراسخین فی الإیمان وإن کانوا قلّة من حیث العدد، إلاّ أنّهم موجودون فی کل زمان ومکان، وعندما واجه حزب الله فی لبنان سنة 2006 م الجیش الإسرائیلی الغاصب والمجهّز بشتى أنواع الأجهزة الحربیة الحدیثة وثبت فی المیدان مدّة 33 یوماً فی أجواء المقاومة وحماسة الجهاد ضد المعتدین وأخیراً کسر اسطورة الجیش الذی لا یُقهر، فإنّ جمیع العالم بما فیهم الغربیین والأمریکیین اعترفوا بأنّ سبب انتصار حزب الله هو إیمانه العمیق بقضیته، وهذه الحقیقة الحاسمة لا تقبل الإنکار.
ونحن فی ایران نرى آثار الإیمان فی مسیرة الثورة الإسلامیة وخاصّة فی حرب الثمان سنوات المفروضة، ولمسنا بجمیع وجودنا معطیات هذا الإیمان على جمیع مناحی الحیاة، العامل الذی أدّى إلى انتصارنا فی مقابل القوى الاستکباریة العاتیة ودول الطغیان العالمی هو إیمان شبّاننا الأعزاء، ولذلک نؤکد دائماً على تقویة إیمان الشبّان، ففی هذه الصورة نضمن للثورة دیمومتها وحیویتها.
ینبغی أن نسعى لتجهیز أنفسنا بالأسلحة الحدیثة والمتطورة، ولکن لا ینبغی الاعتماد على هذه الأسلحة فقط، بل یجب الاعتماد على شبّاننا الغیورین والراسخین فی الإیمان.
 
التجارة الرابحة:
ویصف الله تعالى التجارة الرابحة فی الآیات 10 إلى 12 من سورة الصف، ویقول:
(یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّکُمْ عَلَى تِجَارَة تُنجِیکُمْ مِّنْ عَذَاب أَلِیم * تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِی سَبِیلِ اللهِ بِأَمْوَالِکُمْ وَأَنفُسِکُمْ ذَلِکُمْ خَیْرٌ لَّکُمْ إِنْ کُنتُمْ تَعْلَمُونَ * یَغْفِرْ لَکُمْ ذُنُوبَکُمْ وَیُدْخِلْکُمْ جَنَّات تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الاَْنْهَارُ وَمَسَاکِنَ طَیِّبَةً فِی جَنَّاتِ عَدْن ذَلِکَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ).
أجل! فالإیمان بالله ورسوله والاعتقاد بیوم القیامة والتحرک فی خط الجهاد فی ظلّ الإیمان، هی المعاملة الرابحة التی أخبر الله تعالى عنها فی کتابه.
إنّ الله هو المشتری فی هذه المعاملة، ومن أحسن من الله أن یکون طرف الشراء فی التعامل مع الإنسان، والبضاعة هی نفس الإنسان والتی یشتریها الله تعالى بأغلى الأثمان وأحیاناً بعشرة أضعاف قیمتها وربّما یصل السعر إلى سبعمائة ضعف أو أکثر، ومن أجل توضیح قیمة التعامل مع الله تعالى، نلفت النظر إلى الآیة الشریفة:
(إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِینَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ یُقَاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللهِ فَیَقْتُلُونَ وَیُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَیْهِ حَقّاً فِی التَّوْرَاةِ وَالاِْنجِیلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَیْعِکُمُ الَّذِى بَایَعْتُمْ بِهِ وَذَلِکَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ)(2).
ولا شک فی صدق کلام الله، بل هو أصدق کلام وأصدق وعد، إنّ الله تعالى أوفى من الجمیع بوعوده، ولکنّه فی ذات الوقت ومن أجل تقویة اعتبار هذه المعاملة وضمان فاعلیة هذا السند، فإنّه ذکر هذه المعاملة فی ثلاثة أسناد ووثائق رسمیة وإلهیّة (القرآن والانجیل والتوراة); وفی النهایة بارک الله للبائع بهذه الصفقة الرابحة.
 


(1) . سیماء میثم التمّار (بالفارسیة)، ص 168.
(2) . سورة التوبة، الآیة 111.

 

التوصیة بأربعة أمور: 2. العمل الصالح
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma