العلاقة بین الأقسام والمقسم له: أهمیّة المبدأ والمعاد

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
المقسم له: أهمیّة المعاد الحساب الدقیق لکل شیء


نظراً إلى أنّ الأقسام المذکورة وطبقاً لکلا التفسیرین، تعکس فی مضمونها آیات إلهیّة ومعالم ربوبیة فی واقع الکون والطبیعة، فیما تحکیه عن مفهوم التوحید ومعرفة الله، والمقسم له بدوره یعکس فی مضمونه مسألة المعاد والحیاة بعد الموت، ومن هنا تتبیّن وتتضح العلاقة بین هذین الأمرین، لأنّ العلاقة بین المبدأ والمعاد تکاد تکون بدیهیة.
إذا أردتم، أیّها القراء الأعزاء، نیل السعادة فی الدنیا والآخرة، فینبغی إحیاء هذین الأصلین، المبدأ والمعاد، وتفعیلهما فی واقع الفکر وفی الممارسة والعواطف، لأنّ الإیمان بالتوحید إذا کان قویّاً فی قلب الإنسان ویجد له رصیداً وقاعدة متماسکة فی المحتوى الداخلی للإنسان فسوف یجد هذا الإنسان المؤمن، الله تعالى أمامه دائماً ویراه ناظراً لأعماله ومشرفاً على سلوکیاته، والشخص الذی یعتقد بهذه العقیدة فإنّه یلتزم بآثارها ویرى أنّ الله تعالى مطّلع على جمیع أموره العلنیة والخفیة ویعلم حتى بنیاته وخلجات قلبه، ومعلوم أنّ مثل هذا الشخص سوف لا یتحرک أبداً فی خط المعصیة والانحراف.
إنّ المسلم الذی یعتقد بوجود حساب دقیق ونظم خاص بمجریات الأمور فی العالم ویعتقد بأنّه سوف یحین ذلک الیوم الذی یحاسب فیه على جمیع أعماله، ویجب علیه أن یجیب عن کل عمل وکل صغیرة وکبیرة ارتکبها فی حیاته، فإنّه سیتحرک من موقع المثابرة والاهتمام والحذر من تخطی جادة الصواب والانزلاق فی متاهات المعصیة، ونرى فی المجتمعات البشریة وجود مرحلة ضعیفة جدّاً وناقصة من المراقبة والمحاسبة للأفراد المتخلفین عن القانون، ومع کل القصور والنواقص المشهودة لهذه المراقبة والمحاسبة البشریة والقانونیة، إلاّ أنّها تتمتع بآثار ومعطیات هامة على مستوى منع حدوث الکثیر من الجرائم والمخالفات القانونیة.
وبالرغم من أنّ جهاز الشرطة وقوى الأمن فی المجتمعات البشریة المعاصرة لا تستطیع توفیر المراقبة الدقیقة على الأفراد فی کل الأزمنة والأمکنة، وحتى فی المواقع التی تدخل فی مهمتها وتستطیع من أداء مسؤولیتها فإنّها لا تکون مراقبة دقیقة وإشراف کامل على حرکات وسلوکیات الأفراد، ولکن نفس هذه المراقبة والمتابعة الضعیفة والناقصة لها تأثیر واضح فی خفض نسبة الجریمة فی واقع المجتمع، کما أنّ المحاکم البشریة فی هذه الدنیا تعتبر نموذجاً صغیراً وضعیفاً عن المحاکمة الاُخرویة والحساب والکتاب فی ذلک الیوم، ومع جمیع مواطن القصور والضعف فإنّها تؤدی دورها فی التخفیف والمنع من الکثیر من أشکال الجریمة والجنوح.
والآن إذا کانت الرقابة على الناس فی هذه الدنیا کاملة ودائمیة ولا أحد بإمکانه التخطی عنها والافلات منها، ولا یوجد أی قصور أو ضعف فی محکمة العدل الإلهی یوم القیامة، و لا تقبل من أی شخص شفاعة وتوصیة ولا یوجد فیها أی تلاعب واحتیال على القانون، وکان الإنسان یؤمن بهذه الحقیقة إیماناً قاطعاً، فسوف تعیش البشریة أجواءً أخرى من الخیر والصلاح والانفتاح على المُثل الإنسانیة والقیم الأخلاقیة، ومن هنا فإنّ الله تعالى فی القرآن الکریم أکّد کثیراً على هذین الأصلین المهمین: المبدأ والمعاد، وما یتفرع عنهما من مقولات وقضایا وأحکام، ویقرر أنّ أهم وظیفة للأنبیاء الإلهیین وأوصیائهم تبلیغ وإشاعة هذین الأصلین فی الوعی العام وتبلیغ الأحکام التی ترتبط بهذین الأصلین فی حرکة الحیاة والإنسان.
 

المقسم له: أهمیّة المعاد الحساب الدقیق لکل شیء
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma