3. مکّة ونعمة الأمن

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
2. طور سینین المقسم له


تطلق کلمة «بلد» فی القرآن الکریم واللغة العربیة القدیمة على المدینة، رغم أنّ هذه الکلمة تطلق حالیاً ویقصد بها الدولة أو المملکة، والمقصود من «البلاد الإسلامیة» فی اللغة العربیة المعاصرة هو الدول الإسلامیة، على أیّة حال فإنّ کلمة «البلد» فی الآیة الشریفة تعنی المدینة، والمقصود من «البلد الأمین» مدینة مکة المکرمة.
سؤال: لماذا أشار الله تعالى فی هذه الآیة إلى صفة «الأمن» لمکة مع أنّها تمتاز بامتیازات کثیرة؟
الجواب: إنّ هذا الوصف الذی أشار إلیه القرآن الکریم یشیر إلى أنّ المسألة الهامة والضروریة فی حیاة المجتمع البشری هی مسألة الأمن والاستقرار الروحی والاجتماعی، فلولا توفر الأمن فی أجواء المجتمع، فلا یوجد ثمّة اقتصاد سلیم ولا صناعة مزدهرة و لا زراعة نافعة أو تجارة رابحة، بل حتى المعنویات والأمور الروحانیة والقیم الأخلاقیة تتعرض للاهتزاز والذبول، أجل فکل شیء رهین بوجود حالة الأمن فی فضاء المجتمع وفی وعی الاُمّة، ولهذا السبب نرى أنّ النبی إبراهیم(علیه السلام)عندما بنى البیت الحرام رفع یدیه للدعاء وطلبه ألاول من الله تعالى لهذه المدینة المقدّسة، حالة الأمن والاستقرار: (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً)(1) ثم طلب غیرها من الأمور الاقتصادیة والترفیهیة.
وفی هذا السیاق فإنّ إنفاق مبالغ طائلة لتحقیق الأمن والطمأنینة والاستقرار فی أجواء المجتمع وتحکیم أرکانه وتقویة دعائمه، کل ذلک لا یعدّ اسرافاً، فلو رأینا فی حرب الثمان سنوات، کم فقدنا من الشبّان الشجعان والأعزاء من أجل الحصول على الأمن أو حفظ هذه النعمة الکبیرة، فإنّ هذه الغایة هی التی تهون علینا المصیبة وتجعلها قابلة للتحمل، إنّ القرآن الکریم یواجه بشدّة وحسم الأفراد الذین یعملون على إثارة القلاقل وإیجاد حالة من الإرباک والخلل فی أجواء المجتمع الإسلامی ویعرضون أمنه واستقراره للخطر، ویطلق على هؤلاء اسم «المحاربین» ویقرر لهم عقوبات شدیدة وقاسیة، فالأشخاص الذین یحملون السلاح بقصد الإضرار بالمجتمع ویعرضون البلد إلى الإرباک وعدم الأمن فإنّهم مصداق للمحاربین حتى وإن لم یسفکوا دماً فی عملهم.. فالأشخاص الذین یعملون فی تهریب المخدرات وتوزیعها بین الناس فإنّهم بهذا العمل یعرّضون أمن المجتمع للخطر، ویمهّدون الأرضیة اللازمة لوقوع الشبّان فی فخ الإدمان على المخدرات، فعقوبة هؤلاء هی عقوبة المحارب.. والأشخاص الذین یقومون بإدارة مراکز الفحشاء والفساد فی المجتمع الإسلامی ویعرّضون استقرار الناس وإیمان المسلمین للخطر، فهم أیضاً مشمولون لهذا الحکم الشرعی.. والأشخاص الذین لا یتورّعون من بثّ الفتنة وتسمیم الفضاء الفکری والذهنیة العامة بأقلامهم فی الصحف والمجلات والکتب.. والأشخاص الذین یعملون على زرع عناصر الخلل والإرباک فی مفاصل اقتصاد المجتمع الإسلامی بأموالهم أو بألسنتهم، فإنّ الواجب على الحکومة الإسلامیة التصدی لهؤلاء المنحرفین من مواقع الحزم والشدّة للحفاظ على أمن واستقرار المجتمع الإسلامی من الاهتزاز والانهیار والتمزق.
یقول الله تبارک وتعالى فی الآیتین الشریفتین 60 و 61 من سورة الأحزاب:
(لَّئِنْ لَّمْ یَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِی الْمَدِینَةِ لَنُغْرِیَنَّکَ بِهِمْ ثُمَّ لاَ یُجَاوِرُونَکَ فِیهَا إِلاَّ قَلِیلاً * مَّلْعُونِینَ أَیْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِیلاً).
ونرى هاتین الآیتین الشریفتین تهدیداً عجیباً للأشخاص الذین یتحرکون لزحزحة استقرار المجتمع الإسلامی وتعریض أمنه للخطر، حتى لو کان عملهم هذا لا یتجاوز إثارة الشائعات فی فضاء المجتمع الإسلامی.
والخلاصة أنّ أهم سمات مدینة مکة سمة «الأمن» الحاکم على أجوائها، ولهذا فإنّ الآیة الشریفة ذکرت هذه النعمة الإلهیّة المهمّة بالخصوص.
 


(1) . سورة البقرة، الآیة 126 .
2. طور سینین المقسم له
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma