شرح وتفسیر الأقسام الأربعة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
3. أقسام سورة البروج شرح وتفسیر المقسم له


(وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ); «بُرج» فی لغة العرب یأتی بمعنى الظاهر، و«متبرجات» الواردة فی الآیة 60 من سورة النور تعنی «متظاهرات» فالآیة المذکورة تأمر النساء بعدم الخروج إلى فضاء المجتمع بکامل زینتهنّ والتبرج بها أمام الرجال الأجانب، ویطلق العرب على القصور والعمارات الشاهقة کلمة «برج» لأنّها ترى من بعید.
سؤال: على أساس هذا المعنى لکلمة برج، فما هو المقصود من بروج السماء؟
الجواب: ذکر المفسّرون فی مقام الجواب عن هذا السؤال تفاسیر متعددة، نشیر هنا إلى أهم تفسیرین منها:
1. المقصود بالأبراج السماویة، النجوم المضیئة فی السماء، لأنّ کل واحدة من هذه النجوم ظاهرة بادیة للعیان، فالقسم هنا بالسماء والنجوم الساطعة واللامعة فیها، والحقیقة أنّ الإنسان عندما ینظر إلى السماء العالیة ویرى جمال النجوم الزاهرة ویفکر فی عظمة هذه السماء ونجومها المتلألئة ودورها فی عالم الخلقة، فإنّه سیجد فی نفسه حالة الإذعان والخضوع والخشوع لخالقها العظیم، وسیواجه عظمة عالم الوجود فیما یتضمنه من مخلوقات وموجودات لا متناهیة، واللافت أنّ العلم البشری کلما تطور وتقدم فی کشوفاته، فإنّه یکشف أبعاداً جدیدة عن عظمة هذا العالم وسعته العجیبة، إنّ الإنسان الحدیث ینظر الیوم إلى المجرّات والأفلاک السماویة بواسطة التلسکوبات العظیمة التی تملک عدسات ضخمة قطر الواحد منها 10 إلى 12 متراً، ولا شک فی أنّه فی المستقبل سیملک أجهزة وتلسکوبات أکثر تطوراً وأقوى فاعلیة وسیکشف بذلک حقائق جدیدة عن عالم الوجود.
2. المراد من الأبراج السماویة هی الأبراج المذکورة فی التقویم السنوی، فالأرض عندما تدور حول الشمس فإنّها فی کل شهر من شهور السنة تقابل إحدى الصور الفلکیة، والصور الفلکیة مجموعة وتشکیلة من النجوم التی تشبه فی تشکیلتها بعض المخلوقات بحیث یطلق اسم هذه المخلوقات علیها، مثلاً إذا کانت إحدى الصور الفلکیة تشبه الحمل، اطلق علیها اسم «الحمل» ویطلق على تشکیلة أخرى من النجوم التی تشبه طفلین یلعبان بالجوز اسم «الجوزاء» وعندما تقع الشمس فی مقابل الحمل فإنّ هذا الشهر هو شهر کانون الأول، وعندما تقع الشمس مقابل برج الثور فهو شهر شباط وأما شهر نیسان فهو فی حین عندما تقع الشمس مقابل برج الجوزاء.
النتیجة أنّ المقصود من الأبراج السماویة فی هذه الآیة الشریفة، الصور الفلکیة المتعلقة بالتقویم السنوی.
سؤال: ما هو دور هذه الصور الفلکیة فی حیاة الإنسان بحیث إنّ الله تعالى أقسم بها؟
الجواب: بما أنّ حیاة الإنسان ونظامه المعیشی یرتبط برابطة وثیقة مع التقویم السنوی، وأنّ عالم الوجود یقوم على أساس النظم والتناسب والتنسیق، فلهذا السبب أقسم الله تعالى بالبروج السماویة.
النتیجة أنّ هذه البروج السماویة وطبقاً لهذین التفسیرین مهمّة إلى درجة أنّ الله تعالى أقسم بها.
(وَالْیَوْمِ الْمَوْعُودِ); الأمر الثانی الذی أقسم الله تعالى به فی هذه السورة هو: «الیوم الموعود» وهذا الیوم هو نهایة أیّام الدنیا وبدایة أیّام الآخرة، وهو الیوم الذی وعد الله تعالى البشر به، وإنّ الله لا یخلف المیعاد، فهذا الیوم سوف یتحقق حتماً وجزماً رغم أنّ زمانه غیر محدد بدقّة، فربّما یتأخر أو یتقدم، ولکنه سیقع حتماً، فالله تعالى أقسم بلحظة نهایة عمر هذه الدنیا وبدایة أیّام الآخرة والقیامة، وفی هذا الیوم یؤخذ للمظلومین بحقوقهم من الظالمین، وهو الیوم الذی یثاب به المحسنون والصالحون، ویعاقب فیه الظالمون والمعتدون، وهو الیوم الذی یحکم الله تعالى فیه بعدله بین الناس.
(وَشَاهِد وَمَشْهُود); وهذا هو القسم الثالث والرابع فی هذه الآیات، أمّا ما هو المقصود من الشاهد والمشهود فی هذه الآیة الشریفة؟ فقد ذکرنا فی التفسیر الأمثل عشرة احتمالات، نذکر هنا ثلاثة من أهمّها وأفضلها:
أ) «الشاهد» هو النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)، و«المشهود» هو أعمال الاُمّة الإسلامیة، أو جمیع الاُمم، لأن الآیة الشریفة 45 من سورة الأحزاب تقرر هذه الحقیقة وتقول:
(یَا أَیُّهَا النَّبِىُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاکَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِیراً)(1).
ونقرأ فی الآیة 41 من سورة النساء:
(وَجِئْنَا بِکَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِیداً).
النتیجة، أنّ الشاهد هو النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)، والمشهود أعمالنا نحن المسلمین.
ب) الشاهد هو «من یشهد على الأعمال» والمشهود «أعمال البشر». کما تقرر الآیة الشریفة 24 من سورة النور:
(یَوْمَ تَشْهَدُ عَلَیْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَیْدِیهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا کَانُوا یَعْمَلُونَ).
وطبقاً لهذه الآیة الشریفة یکون الشاهد هو أعضاء الإنسان التی تشهد على أعماله، والمشهود هو أعمال الإنسان.
ج) الشاهد هو «النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)» والمشهود «یوم القیامة». فالنبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)یشهد على حتمیة تحقق یوم القیامة.
فالشاهد والمشهود طبقاً لکل واحد من هذه التفاسیر الثلاثة المذکورة یحظى بأهمیّة بالغة، ومن هنا أقسم الله تعالى بهما.
سؤال: إنّ الله تعالى عالم بجمیع الأشیاء والأمور، فلماذا یحتاج فی یوم القیامة إلى من یشهد فی محکمته على البشر وأعمالهم؟ وما هو وجه الحاجة من الشهود؟ ولماذا لا یحکم الله تعالى بعلمه على أهل النار بالعقاب وعلى أهل الجنّة بالثواب؟
الجواب: إنّ الله تبارک وتعالى یحکم فی ذلک الیوم وفقاً للموازین العادلة وطبقاً للمحاسبات الدقیقة بحیث لا یبقى أی شک وشبهة فی عدالته بین جمیع أفراد خلقه ولکی تکون أعمال البشر هی الحاکمة علیهم.
النتیجة، أنّ الله تعالى أقسم فی سورة البروج بالسماء وبیوم القیامة والشاهد والمشهود.
 


(1) . وقد وردت هذه الآیة الشریفة فی سورة الفتح، الآیة 8 أیضاً.

 

3. أقسام سورة البروج شرح وتفسیر المقسم له
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma