شأن النزول

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
قیادة المسلمین المقسم له


کان فی المدینة رجل ثری توجد فی داره نخلة، وکانت بعض سعفاتها تندلی إلى باحة دار جاره، وفی فصل نضج التمر، فإنّ صاحب النخلة کان یصعد على تلک النخلة لقطف التمر وأحیاناً تتساقط بعض التمرات فی بیت الجار، وکان أطفال ذلک الجار الفقیر یتناولون هذه التمرات ویأکلونها، ولکنّ صاحب النخلة الذی کان شحیحاً جدّاً عندما یرى هذا المشهد یسرع بالنزول عن النخلة ویذهب دار جاره
ویأخذ التمرات من الأطفال، ومضافاً إلى ذلک کان یتصرف معهم تصرفاً عجیباً بحیث إنّ الأطفال إذا کانوا قد وضعوا تمرة فی أفواههم فإنّه کان یضع اصبعه فی أفواههم ویخرج التمر من فمهم(1)، فکان من والد الأطفال یمتعض ویتألم لهذه الحالة فجاء یوماً إلى النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) وشکى من جاره البخیل، فقال له النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله): سأبحث فی شکواک. ثم إنّ النبی رأى صاحب النخلة وسأله عن المسألة بینه وبین جاره، ثم قال له: بعنی هذه النخلة وسوف اُعطیک نخلة فی الجنّة، فقال له الرجل البخیل: إنّ لی نخل کثیر، ولکنّ هذه النخلة أفضل ما أملکه من نخیل، ولهذا فأنا غیر مستعد لبیعها!
إنّ البخل لیس مجرّد صفة رذیلة، بل یقود الإنسان فی خط الضلالة والکفر والخروج من الدین، وکان أحد أصحاب النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) واسمه أبو الدحداح(2) قد سمع حدیث النبی مع ذلک البخیل فقال للنبی(صلى الله علیه وآله) بعد عودته إلى المسجد: إذا اشتریت أنا هذه النخلة من صاحبها فهل تعدنی بما وعدت به صاحبها؟ فقال له النبی(صلى الله علیه وآله): نعم، أعدک بذلک.
فذهب أبوالدحداح إلى صاحب النخلة وطلب منه أن یبیعها له، فقال له صاحب النخلة: إنّ هذه النخلة هی أفضل نخلة فی بستانی، ولهذا فإنّ ثمنها مرتفع.
وهکذا سلک هذا الشخص البخیل طریق الضلالة والانحراف والظلم وقال: إنی أبیعک هذه النخلة بأربعین نخلة، ولا أرضی بأقل من ذلک.
فما کان من أبی الدحداح، الذی لا یرى زخارف الدنیا وحطامها شیئاً یذکر أمام نعیم الجنّة ودوامها، إلاّ أن قَبل بهذه المعاملة، وأخیراً صار أبو الدحداح هو صاحب النخلة وأسرع ذلک الشخص البخیل بکتابة الوثیقة وسند المعاملة وأحضر الشهود وأمضى تلک المعاملة بسرعة، لأنّه کان یتصور أنّ أبا الدحداح رجلاً ساذجاً بحیث إنّه باع أربعین نخلة بنخلة واحدة.
ثم إنّ أباالدحداح جاء إلى النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) وقدّم له سند المعاملة، وقام رسول الله(صلى الله علیه وآله)باعطاء تلک النخلة للجار الفقیر، وهکذا أصبح ذلک الفقیر یملک نخلة فی الدنیا، وأبوالدحداح یملک نخلة فی الجنّة.
وقد ورد فی بعض کتب التفسیر أنّ النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) کلما کان یشاهد نخلة تلقی بأغصانها على بیت الجار یتذکر نخلة أبی الدحداح فی الجنّة.
سؤال: هل أنّ القصّة المذکورة هی شأن نزول الآیات الاُولى من سورة اللیل، أو أنّها مصداق من مصادیقها؟ وبعبارة أخرى هل أنّ هذه القصة وقعت قبل نزول الآیات المذکورة ثم جاء الآیات لتقرر لهذه الحادثة، بحیث تکون هذه القصّة هی شأن نزول الآیات کما فی المصطلح، أو أنّ الآیات نزلت قبل ذلک ثم وقعت هذه الحادثة وأضحت مصداقاً من المصادیق المتعددة لهذه الآیات؟
الجواب: الظاهر أنّ القصّة المذکور لیست شأن نزول الآیات بل مصداق الآیات المذکورة، لأنّ سورة اللیل کما نستوحی من سیاقها ومضمونها وکما صرح بذلک المفسّرون، من السور المکّیة، ونعلم أنّ مکة لم یکن فیها نخیل، بل کانت أرضاً جرداء وصحراویة، ولهذا لا یمکننا قبول ما یقال إنّ القصّة المذکورة وقعت فی مکّة وعلى أثرها نزلت الآیات الشریفة، بل یبدو أنّ هذه القصّة وقعت فی المدینة وبالتالی فهی مصداق من مصادیق الآیات الشریفة. 


(1) . سؤال شرعی: إذا کانت أغصان شجرة الجار تظلل باحة بیته، فما حقّه؟
الجواب: یمکنه أحد أمرین: إمّا أن یطلب من الجار قطع أغصان شجرته الممتدة إلى بیته، أو یأخذ مبلغ من المال منه کأجرة لابقاء الأغصان، فإن لم یقبل صاحب الشجرة بأی منهما، جاز له قطع الأغصان المتدلیة على بیته.
(2) . «الدحداح» فی اللغة تطلق على من یمشی کالقطاة أو البطة، أی أنّه لا یمشی بشکل مستقیم ومعتدل، بل بسبب قصر قامته وبدانته یتمایل فی مشیه یمیناً وشمالاً، وبما أنّ الشخص المذکور کان یمشی بهذه الهیئة سمی «أبو الدحداح».

 

قیادة المسلمین المقسم له
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma