التفسیر الأوّل: حیاة بنی إسرائیل

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأقسام القرآنیة
شرح و تفسیرالتفسیر الثانی: المقدّسات التشریعیة والتکوینیة


إنّ جمیع هذه الأقسام الإلهیّة ناظرة إلى حیاة بنی إسرائیل فی واقع التاریخ البشری، فالمقصود من «الطور» ذلک الجبل الذی صعد علیه موسى بن عمران(علیه السلام)حیث نزل علیه الوحی فی ذلک المکان، وبعد استلامه للوحی عاد لقومه وأبلغهم رسالة الله تعالى إلیهم، وقیل إنّ هذا الجبل، هو جبل صغیر الحجم، وإنّما صار مقدّساً وعظیماً بسبب نزول الوحی علیه، وإلاّ فإنّ هذا الجبل حسب الظاهر لا یتوفر على أی معالم العظمة والشموخ.
أمّا المراد من «کتاب مسطور»  فهو «التوراة» الذی نزلت على موسى(علیه السلام)فی الجبل.
ویعتقد هؤلاء المفسّرون أنّ «البیت المعمور» هو بیت المقدس الذی کان محور الرسالات الإلهیّة، والمنطقة التی کان موسى(علیه السلام) مأموراً بإبلاغ الرسالة الإلهیّة فیها، وهی بالتالی عاصمة بنی إسرائیل.
وأمّا «السقف المرفوع» فهو کما ورد فی الآیات القرآنیة ومنها الآیة 171 من سورة الأعراف، الجبل الذی رفعه الله تعالى على قوم بنی إسرائیل فی صحراء سیناء:
(وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ کَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَیْنَاکُمْ بِقُوَّة وَاذْکُرُوا مَا فِیهِ لَعَلَّکُمْ تَتَّقُونَ).
وعلى هذا الأساس فالمراد من السقف المرفوع الصخرة التی انفصلت من جبل الطور بأمر الله تعالى وارتفعت فوق بنی إسرائیل، وقد تصور هؤلاء أن هذا الجبل العظیم سیهبط علیهم ویقتلهم، ولذلک أعطوا العهود والمواثیق بالطاعة، وحین ذلک أعاد الله تعالى الجبل إلى مکانه الأول.
وأمّا «البحر المسجور» فهو إشارة إلى قصّة قارون، وقد ذکر القرآن الکریم هذه القصّة فی الآیة 81 من سورة القصص حیث یقول:
(فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الاَْرْضَ فَمَا کَانَ لَهُ مِنْ فِئَة یَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَمَا کَانَ مِنَ المُنْتَصِرِینَ).
ویقال إنّ الأرض خسفت بقارون وبداره إلى أعماق الأرض ووصل إلى قعرها حیث کان هناک بحر مسجور من النار والمواد المذابة والمنصهرة، وعلیه فإنّ «البحر المسجور» إشارة إلى قعر الأرض التی وصل إلیها قارون وداره.
والعجیب أنّ تعالى عندما یرید أن یعاقب جبّاراً من الجبابرة یأمر جنوده من السماء والأرض أن تؤدی وظیفتها فی عقاب هذا المجرم، فالأرض التی کانت بمثابة المهد لهذا الإنسان وسبباً فی راحته باتت عاملاً وسببه لعذابه وهلاکه، ونظیر ما ورد فی القرآن الکریم عن عذاب قارون، حصل کذلک فی عصرنا وزماننا، فقبل سنوات حدثت زلزلة فی شمال أفریفیا وبعد وقوع الزلزلة توجهت فرق الانقاذ لمساعدة المنکوبین فی إحدى القرى التی أصابتها الزلزلة، ولکنّهم لم یجدوا أی أثر لتلک القریة وکأنّ الأرض فتحت فمها وابتلعتها عن آخرهم وجمیع ما کان فیها من دور ومزارع وممتلکات وأشخاص.
وهکذا یتبیّن بمقتضى التفسیر الأول أنّ المراد من کلمة «طور» الجبل المعروف بجبل سیناء، و«الکتاب المسطور» هو التوراة، و«البیت المعمور» هو بیت المقدس، و«السقف المرفوع» هو الجبل الذی ارتفع فوق بنی إسرائیل، و«البحر المسجور» قصّة خسف الأرض بقارون وأمواله وابتلاع الأرض له.
 

شرح و تفسیرالتفسیر الثانی: المقدّسات التشریعیة والتکوینیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma