وأرى من المناسب هنا، ومن أجل إتمام هذا الموضوع، استعراض بعض الأحادیث القصار الواردة عن أمیرالمؤمنین علی(علیه السلام):
1. «لا عِبادَةَ کَالتَّفَکُّرِ فِی صَنْعَةِ اللهِ عَزَّوَجَلَّ»(1).
أی أنّ الإنسان لو جلس مدّة ساعة فی مقابل (نملة) وتأمل فی صنعها وخلقها والأسرار الکامنة فی بدنها الصغیر الضعیف لرأى أنّ هذه النملة على صغرها استجمعت فی کیانها جمیع ما یحتاج إلیه الکائن الحی، وبهذا التأمل یحلّق الإنسان فی آفاق العبادة والمعنویة.
2. «اَلتَّفَکُّرُ فی مَلَکُوتِ السَّماواتِ وَالاَْرْضِ عِبـادَةُ الْمُخْلَصینَ»(2).
فلیست عبادة هؤلاء المخلَصین تقتصر على الصوم والصلاة وغیرهما من العبادات، بل هم یتواصلون مع ظواهر عالم الوجود من موقع التفکّر والتأمل فی دقائق وتفاصیل الظواهر والمخلوقات العجیبة.
3. «اَلتَّفَکُّرُ فی آلاءِ اللهِ نِعْمَ الْعِبادَةِ»(3).
نسأل الله تعالى أن یوفقنا للتفکّر والتأمل فی عجائب عالم الخلقة، فکلما تفکّر الإنسان أکثر ازداد عشقاً لله تعالى ومعرفة به، وکلما ازداد عشق الإنسان للذات المقدّسة تحرک فی خط العبادة والخضوع والخشوع أکثر.