لاقى اعلام «المادیین» رواجاً واسعاً فی البلاد بین السنوات 1952 ـ 1954 فتملّک کبار رجال الدین والشخصیات العلمیة فی الحوزة احساس بأن الشباب مهددون بخطر هجوم المذاهب الباطلة عبر منشوراتهم المضلّة المتزایدة التی توضع فی أیدیهم. 
فی هذه الفترة نهض رجال المذهب وأساتذة الفلسفة والعقائد بالمسؤولیة، فعقدوا جلسات وندوات لتعریف الشباب بأسالیب المجابهة المنطقیة لهذه المدارس الفکریة، وکان حضرته أحد مؤسسی رواد هذه الجلسات، فقد عقد بمساعدة مجموعة من العلماء اجتماعاً للبحث العلمی والفلسفی طرحت فیه جمیع الأصول الفلسفیة للمذاهب المادیة. وأدى هذا الاجتماع بحضرته إلى أن یسبر بعمق غور هذه الأبحاث وأن یراجع ویفحص رسائلهم وکتاباتهم. 
وکان من نتائج هذا النشاط إبداع علمی فرید من نوعه اسمه «المتفلسفون». قوبل هذا الکتاب بترحیب عظیم وحار من قبل الشباب وطبقة المثقفین حتى أن جماعة من الضالّین استطاعوا أن یخرجوا من ظلمات المادّیة والمادیین مستنیرین بنوره. 
لقد طبع هذا الکتاب أکثر من ثلاثین مرّة، ویؤید أهل الفن ان من النادر تألیف مثل هذا الکتاب الجامع فی تحلیل الأصول الفلسفیة للمارکسیین. وبالرغم من مضی عشرات السنوات على تألیفه إلاّ انه لا زال یحافظ على بریقه الابداعی فی المیادین العلمیة. ولما هاجم الشیوعیون ـ أخیراً ـ البلد الجار والمسلم (افغانستان) بوحشیة واحتلوها فترة من الزمن، وصلت أنباء کثیرة تفید بأن دوراً فعالا لعبه هذا الکتاب فی إبطال مفعول إعلامهم، وتوجیه الناس الوجهة الصحیحة. 
هذا الفصل، فی الحقیقة، کان أول نقطة تحول فکری فی الحوزة العلمیة بقم، ومنذ ذلک الوقت وحضرته یخصص بعض وقته لمطالعة الکتب الفلسفیة والکلامیة وآراء شعوب العالم ومعتقداتها، حتى تمکن فی أقل من ستة عشر عاماً من الوقوف على آراء ومعتقدات الفرق الإسلامیة وغیر الإسلامیة المختلفة وتألیف کتب فی مواضیعه.