بدأ حضرته الدروس الدینیة بشکل رسمی فی سن الرابعة عشر تقریباً وذلک فی «مدرسة آقا بابا خان شیراز»، ولم یلبث أن أمّن احتیاجاته من الصرف والنحو والمنطق والمعانی والبیان والبدیع، ثم عکف على الفقه والأصول فتمکن بفضل نبوغه المتمیز أن ینهی جمیع دروس المقدمات والسطح المتوسط والعالی فی أقل من أربع سنوات، کان خلالها کذلک یفیض بعلومه بتدریس جماعة من طلبة الحوزة العلمیة بشیراز. وتأکد مستقبله العلمی المشرق من خلال انتقاداته وملاحظاته القیّمة من موقع التدریس والافاضة والتی شملت النصوص العلمیة للحوزات، فکان حدیث عبقریته ودقة وعمق تفکیره یدور فی المحافل العلمیة والروحانیة لتلک الدیار حتى لم یبق منکر لهذه الموهبة الإلهیة. 
لم یکن هذا النجم اللامع، قد تجاوز الثامنة عشر من العمر حین کتب حاشیة على «کفایة الأصول» تنم عن الفکر النافذ والقلم المبدع الذی سلط الضوء على ما أبهم من الکتاب. وفی سن الثامنة عشر دخل الحوزة العلمیة بقم، وتتلمذ لمدة خمس سنوات تقریباً على أساتذتها الکبار أمثال آیة الله العظمى البروجردی والآیات العظام الأُخر ـ رضوان الله علیهم ـ ینهل من معارفهم. 
ولکی یوسع حضرته من دائرة معرفته العلمیة انضم سنة 1319هـ، ق إلى الحوزة العلمیة بالنجف الأشرف وحضر دروس أساتذتها العظام أمثال: السید الحکیم والسید الخوئی والسید عبدالهادی الشیرازی وأساتذة بارزین أُخر ـ قدس الله أسرارهم. 
فی سن الرابعة والعشرین حاز حضرته على إجازة الاجتهاد المطلق من اثنین من کبار آیات الله العظام فی النجف، کما سجّل آیة الله العظمى السید الحکیم تقریظاً قصیراً ذا مضمون ثر على تقریرات حضرته لدرس الفقه (أبواب الطهارة) رفیعة المستوى. 
استمر اقتباسه واستفاضته من الفیوض العلمیة لدروس أساتذة النجف حتى شهر شعبان 1370هـ . ق (1330 شمسیة) حین أجبرته قلّة الامکانیات المتاحة على العودة إلى ایران والنزول بمدینة قم التی کانت تفتح ذراعیها بشوق إلى رجال العلم، وانضم إلى جماعة سجّل لها التاریخ فیما بعد آثاراً عظیمة. 
بعد عودته إلى ایران، عکف آیة الله العظمى مکارم الشیرازی على تدریس السطوح العالیة ثم خارج «الأصول» و «الفقه» ومنذ 33 سنة تقریباً والطلبة والفضلاء یرتادون بحرارة حوزة درسه الخارج، حتى درس أربع دورات کاملة لخارج الأصول وألف الکثیر من الکتب الفقهیة الهامة بعد تدریسها، والیوم، تعد حوزة درسه الخارج إحدى أکثر الحوزات العلمیة الشیعیة ازدحاماً حیث ینهل من نبع علمه الدفّاق قرابة ألفی طالب وفاضل رفیع الشأن. لقد عمل منذ بدایة شبابه على التألیف فی مختلف میادین العقائد والمعارف الإسلامیة وموضوع الولایة ثم التفسیر والفقه والأصول، ویعتبر الآن أحد المؤلفین الکبار فی العالم الإسلامی.