(المسألة 2272): النذر هو أن یتعهّد الإنسان بأن یقوم لله بعمل من أعمال الخیر، أو یترک عملا یحسن ترکه. 
(المسألة 2273): النذر على نوعین. 
الأوّل: النذر المشروط وهو مثل أن یقول: «إذا عوفی مریضی على أن أفعل لله کذ» وهذا یسمّى «نذر الشکر». 
أو یقول: إذا ارتکبت العمل الفلانی السیىء «علیّ أن أفعل لله کذا من عمل الخیر» ویسمّى هذا «نذر الزجر». 
الثانی: «النذر المطلق» وهو أن یقول من دون قید أو شرط «نذرت لله أن اُصلّی صلاة اللیل» أو «لله علیّ کذ». 
وکلّ هذه النذور صحیحة شرع. 
(المسألة 2274): إنّما یصحّ النذر إذا أجرى له صیغة، سواء بالعربیة أو بالفارسیة أو بأیّة لغة اُخرى. 
(المسألة 2275): یشترط فی الناذر البلوغ والعقل والإختیار والقصد فلا یصحّ نذر المکره ولا نذر الغضبان بشکل یرفع الإختیار. 
(المسألة 2276): نذر السفیه وهو الذی یصرف ماله فی غیر موضعه، وکذلک نذر من منعه الحاکم من التصرّف فی أمواله بسبب الإفلاس باطل فی ما یتعلّق بالاُمور المالیة. 
(المسألة 2277): نذر الزوجة باطل إذا کان بدون إذن زوجها وکان ینافی ویتعارض مع حقّ الزوج، فلو لم یتعارض مع حقّه فالأحوط المستحبّ أن یکون النذر بإذنه. 
(المسألة 2278): إذا نذرت المرأة بإذن زوجها فی الموارد التی تحتاج إلى الإذن فالزوج لا یمکنه إبطال نذرها أو منعها من العمل به والوفاء بالنذر على الأحوط وجوب. 
(المسألة 2279): لا یجب إذن الأب لنذر الإبن إلاّ أن یکون نذره سبباً فی إلحاق الأذى والضرر بالأب ففی هذه الصورة لا یصحّ النذر. 
(المسألة 2280): یشترط فی متعلّق النذر أن یکون مقدوراً للناذر. 
(المسألة 2281): یشترط أن یکون العمل الذی ینذره الإنسان مطلوباً شرعاً ولهذا لا یصحّ أن ینذر أنیفعل حراماً أو یترک واجباً أو مستحبّ. 
(المسألة 2282): لا یشترط أن تکون جزئیات وتفاصیل العمل المنذور مطلوبة شرعاً بل یکفی أن یکون أصله مطلوباً شرعاً. مثلا إذا نذر أن یصلّی صلاة اللیل فی کلّ لیلة أوّل الشهر صحّ، ووجب أن یأتی بذلک العمل، أو إذا نذر أن یطعم الفقراء فی محلّ خاص وجب أن یعمل وفق نذره. 
(المسألة 2283): لو نذر فعل أو ترک أمر مباح فإن کان فعله وترکه متساویین لم یصحّ النذر، وإن کان فعله راجحاً لجهة من الجهات وقصد الناذر هذه الجهة صحّت کما لو نذر تناول الطعام لیتقوّى به على العبادة أو بالعکس یکون ترکه راجحاً کما فی ترک الغذاء الذی یؤدّی إلى ضعف البدن عن العبادة صحّ النذر. 
(المسألة 2284): لو نذر الصوم ولکن لم یعیّن الوقت والمقدار کفى أن یصوم یوماً واحداً، وکذلک لو نذر صلاة ولم یعیّن الخصوصیات والمقدار کفى صلاة رکعتین، وهکذا فی النذر فی سائر الموارد والأعمال الخیّرة. 
(المسألة 2285): لو نذر صوم یوم معیّن فالأحوط وجوباً أن لا یسافر فی ذلک الیوم لکی یتمکّن من الوفاء بنذره، فلو سافر فی ذلک الیوم وجب علیه القضاء والأحوط وجوباً دفع الکفّارة أیض. 
(المسألة 2286): لو لم یف بنذره إختیاراً أثم ووجبت علیه الکفّارة، وکفّارة النذر عبارة عن إطعام ستّین مسکیناً أو صیام شهرین متتابعین أو عتق رقبة. 
(المسألة 2287): لو نذر ترک عمل فی وقت معیّن إلى مدّة محدودة جاز له إرتکابه بعد إنقضائها، ولو أتى به قبل إنقضاء المدّة سهواً أو إضطراراً فلا شیء علیه ولکن یجب علیه الترک فیما بعد إلى آخر المدّة المعیّنة، فلو خالف نذره من غیر عذر وجبت علیه الکفّارة على النحو المذکور فی المسألة السابقة. 
(المسألة 2288): إذا نذر أحد أن یترک عملا دائماً، ولم یعیّن له أمداً وأجلا فإن أتى بذلک العمل عن إختیار وجبت علیه الکفّارة للمرّة الاُولى، وإذا کان نذره بشکل یتعلّق بعمله النذر فی کلّ مرّة على الإستقلال، فالأحوط وجوباً أن یعطی عن کلّ مرّة ینقض فیها النذر کفّارة، أمّا إذا لم یکن قصده هکذا، أو شکّ فی کیفیة قصده لم تجب علیه إلاّ کفّارة واحدة فقط. 
(المسألة 2289): لو نذر صوم یوم معیّن من کلّ اسبوع «مثلا یوم الجمعة» فإذا صادف یوم الجمعة عید الفطر أو الأضحى أو حصل له أحد الأعذار الاُخرى کالحیض مثلا أفطر ذلک الیوم وقضاه على الأحوط. 
(المسألة 2290): لو نذر التصدّق بمقدار معیّن ومات قبل وفائه به وجب التصدّق عنه بذلک المقدار من ترکته. 
(المسألة 2291): لو نذر الصدقة على فقیر معیّن فلا یجوز له دفع الصدقة إلى فقیر آخر ولو مات الفقیر المعیّن للصدقة فالأحوط دفعها إلى ورثته. 
(المسألة 2292): لو نذر الزیارة لأحد الأئمّة مثلا کما لو نذر زیارة الإمام الحسین (علیه السلام) فلا تکفی زیارة غیره من الأئمّة ولو عجز عن زیارة ذلک الإمام فلا شیء علیه. 
(المسألة 2293): لو نذر زیارة أحد المعصومین ولکنّه لم یذکر فی نذره غسل الزیارة وصلاتها فلا یجب علیه ذلک. 
(المسألة 2294): إذا نذر شیئاً لأحد مراقد الأئمّة أو أبناء الأئمّة (علیهم السلام) وجب صرفه فی ذلک المرقد، من قبیل التعمیرات وتهیئة الفراش والضوء والخدم الذین یخدمون ذلک المرقد وما شابه ذلک. 
ولکن إذا نذر شیئاً لنفس الإمام (علیه السلام) أو ابناء الأئمّة المعصومین(علیهم السلام) وذریاتهم أحد الأئمّة من دون ذکر ذلک المرقد، جاز له مضافاً إلى ما قلناه، أن یصرفه فی إقامة مجالس العزاء، والحزن لذلک الإمام أو نشر آثاره وآثار الإسلام أو مساعدة زواره أو أی مجال یرتبط به بنحو م. 
(المسألة 2295): صوف الحیوان الذی ینذر للتصدّق أو لأحد الأئمّة، ونماؤه جزء من النذر، وإذا ولد ولداً قبل أن یصرفه فی المجال المنذور، أو أنتج لبناً فالأحوط وجوباً صرف کلّ ذلک فی نفس مصرف النذر. 
(المسألة 2296): لو نذر القیام بأحد الأعمال الصالحة إذا شفی مریضه أو قدم مسافره سالماً فإذا تبیّن أنّ المریض قد برأ أو المسافر قد قدم قبل النذر فلا یجب علیه الوفاء به. 
(المسألة 2297): إذا نذر والد أو والدة أن یزوّجا إبنتهما لسیّد (هاشمی) لم یکن نذرهما معتبراً وحینما تبلغ الفتاة یکون بیدها الإختیار. 
(المسألة 2298): العمل بالعهد واجب مثل العمل بالنذر بشرط إجراء صیغة العهد کأن یقول: «عاهدت الله أن أفعل الفعل الفلانی»، امّا إذا لم یجر الصیغة، أو کان ذلک العمل غیر مطلوب شرعاً لم یکن عهده معتبر. 
(المسألة 2299): من لم یف بعهده بالشرط المذکور أعلاه وجب علیه الکفّارة وکفّارة العهد مثل کفّارة النذر، یعنی إطعام ستّین فقیراً، أو صیام شهرین متتابعین (والمراد منها أن یصوم 31 یوماً متتابعة).