(المسألة 1160): هناک عدّة اُمور تقطع السفر ویجب على الإنسان أن یتمّ فی صلاته وهذه الاُمور هی:

الأوّل ـ الوصول إلى «الوطن» والمقصود من الوطن هو المحلّ الذی إختاره الإنسان للسکنى والعیش فیه سواء ولد فیه أم لا، وسواء کان وطناً لأبیه واُمّه أم إختاره هو دونهم.
(المسألة 1161): إذا إختار الإنسان للإقامة محلا بحیث عندما یکون هناک لا یقال عنه انّه مسافر، سواء قصد الإقامة الدائمة أو الموقتة (مثلا لو أراد أن یبقى هناک سنتین أو أکثر) کان فی حکم وطنه.
وهکذا موظفوا الدوائر الحکومیة الذین یمکن أن یبقوا فی مکان عدّة سنوات فانّ ذلک المکان یجری علیه حکم الوطن لهم.
(المسألة 1162): قد یسکن شخص فی مکانین (أی أن یتّخذ وطنین) مثلا یعیش فی بلد ستّة أشهر وفی بلد آخر ستّة أشهر اُخرى، وفی هذه الحالة یعتبر کلا المکانین وطناً له بل ویمکن أن یتّخذ الإنسان ثلاثة أوطان لنفسه.
(المسألة 1163): إذا عاش الإنسان فی مکان واتّخذه وطناً لنفسه فإن أعرض عن ذلک المکان (یعنی ترک نیّة أن یعیش هناک) فکلّما سافر إلى ذلک المکان لیزور أقرباءه وأصدقاءه وجب أن یقصّر فی صلاته سواء أکان له ملک وعقار هناک أم لا؟ وسواء کان أقرباؤه یعیشون هناک أم لا، إلاّ أن یکون قد قصد الإقامة عشرة أیّام فی ذلک المکان.
وهکذا إذا اتّخذ الإنسان للعیش مکاناً آخر غیر وطنه الأصلی وبقى هناک ستّة أشهر أو أکثر ثمّ أعرض عنه قصّر فی صلاته هناک، سواء أکان له ملک وعقار فی ذلک المحلّ أو ل.
(المسألة 1164): الثانی ـ قصد الإقامة عشرة أیّام إذا أراد مسافر أن یقیم فی مکان عشرة أیّام متوالیة، أم یعلم انّه سیجبر على التوقّف هناک عشرة أیّام وجب علیه التمام.
(المسألة 1165): ما ذکر فی المسألة السابقة من قصد الإقامة وجوب البقاء عشرة أیّام ولکن لا لزوم للیلة الاُولى ولا للیلة الأخیرة، فعلى هذا إذا بقی منذ أذان الصبح من الیوم الأوّل إلى الغروب من الیوم العاشر (یعنی عشرة أیّام وتسع لیالی) وجب علیه الإتمام فی الصلاة، وکذلک إذا قصد البقاء من ظهر الیوم الأوّل إلى ظهر الیوم الحادی عشر.
(المسألة 1166): المسافر الذی یقصد الإقامة فی مکان عشرة أیّام یجوز له أن یقصد التوقّف فی عدّة أماکن بشرط أن تکون الأماکن متقاربة جدّاً (مثلا تکون الفاصلة بینها کیلومتراً أو کیلومترین أو أکثر بقلیل) بحیث إذا إنتقل بینها لا یقال عنه انّه مسافر.
وهکذا لا فرق بین المدن الصغار والمدن الکبار فلا تختلف البلاد الکبیرة عن البلاد الصغیرة فی أحکام المسافر.
(المسألة 1167): المسافر الذی قصد الإقامة فی مکان عشرة أیّام ان قصد من أوّل الأمر أن یذهب إلى ضواحی تلک المنطقة خلال العشرة فإن لم تکن تلک الضواحی بعیدة جدّاً بحیث یعدّ الذهاب إلیها سفراً وجب أن یتمّ فی صلاته.
وامّا إذا کان بحیث یعدّ سفراً أو جزء سفره وجب أن یقصّر فی صلاته فی کلّ تلک العشرة.
(المسألة 1168): إذا قصد شخص أن یقیم فی مکان عشرة أیّام ولکن یحتمل أن یطرأ له مانع من مواصلة العشرة فإن لم یعتدّ الناس بذلک الإحتمال (أی لم یکن إحتمالا عقلائیاً) وجب علیه التمام فی الصلاة.
وامّا إذا کان هناک إحتمال قوی صلّى قصر.
(المسألة 1169): لو لم یکن قصده البقاء عشرة أیّام ولکن کان قصده، مثلا أنّه لو وجد رفیقه أو عثر على منزل جیّد بقى عشرة أیّام وجب علیه القصر فی الصلاة.
(المسألة 1170): إذا علم المسافر أنّه قد بقى لآخر الشهر عشرة أیّام أو أکثر وقصد البقاء فی محلّ واحد إلى آخر الشهر وجب علیه الإتمام فی الصلاة وکذلک لو لم یعلم الیوم الذی هو فیه کم هو من الشهر وکم یوماً بقی لآخر الشهر ولکن قصد على کلّ حال البقاء إلى آخر الشهر فإن کان فی الواقع قد بقی لآخر الشهر عشرة أیّام أو أکثر وجب علیه الإتمام.
(المسألة 1171): إذا قصد الإقامة فی مکان عشرة أیّام ثمّ إنصرف عن قصده أو تردّد فیه فإن کان ذلک قبل أن یأتی بصلاة رباعیة واحدة قصّر صلاته، وإن کان بعد أن أتى بصلاة رباعیة واحدة وجب أن یتمّ فی صلاته ما دام فی ذلک المکان.
(المسألة 1172): من قصد عشرة أیّام وصام وبعد الظهر عدل عن البقاء، فلو کان قد صلّى صلاة رباعیة واحدة فصومه صحیح، ویجب علیه الإتمام فی الصلاة ما دام باقیاً فی ذلک المکان ویصوم شهر رمضان، ولکن إذا لم یکن قد صلّى صلاة رباعیة فصومه باطل وصلاته قصر.
(المسألة 1173): إذا شکّ هل أنّه صلّى صلاة رباعیة ثمّ عدل عن البقاء أو تردّد فی البقاء أم لا، وجب علیه القصر فی الصلاة.
(المسألة 1174): إذا دخل المسافر فی الصلاة بنیّة صلاة القصر، وفی الأثناء عزم على البقاء عشرة أیّام أو أکثر فی ذلک المکان، وجب علیه أن یتمّ صلاته أربع رکعات، ولو إنعکس الأمر بأن کان قد قصد عشرة أیّام ودخل فی صلاة رباعیة ولکن فی الأثناء عدل عن قصده، فإن کان لم یدخل فی الرکعة الثالثة وجب علیه إتمام الصلاة رکعتین ویصلّی بقیّة صلواته قصراً، وإن کان قد دخل فی الرکعة الثالثة فصلاته باطلة، ویجب علیه ما دام فی ذلک المکان أن یقصّر فی الصلاة.
(المسألة 1175): إذا بقی أکثر من عشرة أیّام وجب علیه الإتمام فی الصلاة ما دام لم یسافر من ذلک المکان ولا یجب علیه أن یجدّد النیّة وقصد العشرة.
(المسألة 1176): من قصد البقاء عشرة أیّام وجب علیه أن یصوم الصوم الواجب ویمکنه أن یصوم للإستحباب والإتیان بنوافل الظهر والعصر والعشاء.
(المسألة 1177): من قصد البقاء عشرة أیّام إذا ذهب إلى مکان أقلّ من أربعة فراسخ بعد إنقضاء عشرة أیّام أو بعد الإتیان بصلاة رباعیة واحدة ثمّ رجع إلى محلّ إقامته وجب علیه إتمام الصلاة، ولو أراد الذهاب من محلّ إقامته إلى مکان آخر على مسافة أقلّ من ثمانیة فراسخ وقصد البقاء فی المحلّ الثانی عشرة أیّام وجب علیه إتمام الصلاة فی مسیره وفی المکان الثانی، ولکن إذا کانت المسافة ثمانیة فراسخ وأکثر قصّر فی صلاته فی أثناء الطریق وأتمّ صلاته فی المحلّ الثانی إذا قصد الإقامة.
(المسألة 1178): إذا نوى الإقامة عشرة أیّام بإعتقاد أنّ رفقاءه سیبقون عشرة أیّام ثمّ بعد أن صلّى صلاة رباعیة علم أنّهم لا یریدون ذلک وجب علیه الإتمام ما دام فی ذلک المکان.
(المسألة 1179): الثالث ـ التوقّف فی مکان مدّة شهر بدون قصد، إذا توقّف مسافر فی مکان واحد ولا یدری کم هی المدّة التی سیتوقّف فیها، یجب علیه القصر فی الصلاة، فإذا مضى على هذا الشکل شهر واحد وجب علیه التمام، ولو بقى بعد ذلک مدّة قلیلة (ولو کان شهراً من الأشهر القمریة التی ربّما تکون أقلّ من ثلاثین یوماً کفى أیضاً مثلا من العاشر من هذا الشهر إلى العاشر من الشهر القادم).
(المسألة 1180): إذا نوى المسافر الإقامة تسعة أیّام أو أقل، فإن بقی بعد هذه المدّة ونوى الإقامة تسعة أیّام أو أقل وهکذا حتّى ثلاثین یوماً وجب علیه أن یقصّر فی صلاته وعلیه الإتمام منذ الیوم الواحد والثلاثین.
(المسألة 1181): لا یکفی التوقّف أقل من ثلاثین یوماً فی محلّ واحد، فعلى هذا لو بقی فی مکان واحد عشرین یوماً مثلا، ثمّ ذهب إلى مکان آخر على بُعد عدّة فراسخ وبقی هناک عشرین یوماً آخر، فحکمه القصر فی الصلاة.