الدّعوة العالمیة:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 10
سورة سبأ / الآیة 28 ـ 30 سورة سبأ / الآیة 31 ـ 33

الآیة الاُولى من هذه الآیات، تتحدّث فی نبوّة الرّسول(صلى الله علیه وآله)، والآیات التی تلیها تتحدّث حول المیعاد، ومع الأخذ بنظر الاعتبار أنّ الآیات السابقة تحدّثت عن التوحید، نصبح أمام مجموعة کاملة من بحوث العقائد، تتناسب مع کون السورة مکیة.

أشارت الآیات ابتداءً إلى شمولیة دعوة الرّسول(صلى الله علیه وآله) وعمومیة نبوّته لجمیع البشر فقالت: (وما أرسلناک إلاّ کافّة للناس بشیراً ونذیراً ولکن أکثر الناس لا یعلمون).

«کافّة» من مادّة «کفّ» وتعنی الکفّ من ید الإنسان، وبما أنّ للإنسان یقبض على الأشیاء بکفّه تارةً ویدفعها عنه بکفّه تارةً اُخرى، فلذا تستخدم هذه الکلمة للقبض أحیاناً، وللمنع اُخرى.

وقد احتمل المفسّرون الاحتمالین هنا، الأوّل بمعنى «الجمع» وفی هذه الحالة یکون مفهوم الآیة «إنّنا لم نرسلک إلاّ لجمیع الناس». أی عالمیة دعوة الرّسول(صلى الله علیه وآله). ویقوّی هذا المعنى روایات عدیدة وردت فی تفسیر الآیة من طرق الفریقین.

وعلیه فمحتوى الآیة شبیه بالآیة 1 سورة الفرقان (تبارک الذی نزل الفرقان على عبده لیکون للعالمین نذیر). وکذلک الآیة 19 من سورة الأنعام (واُوحی إلیّ هذا القرآن لأنذرکم به ومن بلغ).

جاء فی حدیث عن ابن عبّاس ینقله المفسّرون بمناسبة هذه الآیة، أنّ عمومیة دعوة الرّسول(صلى الله علیه وآله) ذکرت کواحدة من مفاخره العظیمة.

فعنه(صلى الله علیه وآله) یقول: «اُعطیت خمساً ولا أقول فخراً، بعثت إلى الأحمر والأسود، وجعلت لی الأرض طهوراً ومسجداً، واُحلّ لی المغنم ولا یحلّ لأحد قبلی، ونصرت بالرعب فهو یسیر أمامی مسیرة شهر، واُعطیت الشفاعة فادّخرتها لاُمّتی یوم القیامة»(1).

وإن کان لم یرد فی الحدیث أعلاه تصریح بتفسیر الآیة، فثمّة أحادیث اُخرى بهذا الخصوص، إمّا أن تصرّح بأنّها فی تفسیر الآیة، أو یرد فیها تعبیر «للناس کافّة» الذی ورد فی نفس الآیة(2). وجمیعها تدلّل على أنّ مقصود الآیة أعلاه، هو عالمیة دعوة الرّسول(صلى الله علیه وآله).

وذُکر للآیة تفسیر آخر مأخوذ من المعنى الثّانی لکلمة «کفّ» وهو (المنع)، وطبقاً لهذا التّفسیر تکون «کافّة» صفة للرسول(صلى الله علیه وآله)(3) ویکون المقصود أنّ الله سبحانه وتعالى أرسل الرّسول(صلى الله علیه وآله) کمانع ورادع وکافّ للناس عن الکفر والمعصیة والذنوب، ولکن یبدو أنّ التّفسیر الأوّل أقرب.

على کلّ حال ـ کما أنّ لکلّ الناس غریزة جلب النفع ودفع الضرر ـ فقد کان للرسل أیضاً مقام «البشارة» و«الإنذار». لکی یوظّفوا هاتین الغریزتین ویحرّکوهما، ولکن أکثر المغفّلین الجهّال ـ بدون الإلتفات إلى مصیرهم ـ ینهضون للوقوف فی وجههم ویتنکّرون تلک المواهب الإلهیّة العظیمة.

وبناءً على ما أشارت إلیه الآیات السابقة من أنّ الله سبحانه وتعالى یجمع الناس ویحکم بینهم تورد هذه الآیة سؤال منکری المعاد کما یلی: (ویقولون متى هذا الوعد إن کنتم صادقین).

لقد طرح هذا السؤال من قبل منکری المعاد على الرّسول الأکرم(صلى الله علیه وآله) أو الأنبیاء الآخرین مراراً، حیناً لفهم وإدراک هذا المطلب، وأغلب الأحیان للإستهزاء والسخریة من قبیل: أین هذه القیامة التی تؤکّدون على ذکرها مراراً وتکراراً، لو کانت حقّاً فقولوا متى ستأتی؟ إشارة منهم إلى أنّ الإنسان الصادق فی إخباره یجب أن یعلم بجمیع جزئیات الموضوع الذی یُخبر عنه.

ولکن القرآن الکریم یمتنع دائماً عن الإجابة الصریحة على هذا السؤال وتعیین زمان وقوع البعث، ویؤکّد أنّ هذه الاُمور هی من علم الله الخاصّ به سبحانه وتعالى، ولیس لأحد غیره الإطلاع علیها.

لذا فقد تکرّر فی الآیة التی بعدها، هذا المعنى بعبارة اُخرى، یقول تعالى: (قل لکم میعاد یوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون).

إنّ إخفاء تأریخ قیام الساعة ـ حتى على شخص الرّسول الأکرم(صلى الله علیه وآله) ـ کما أسلفنا ـ لأنّ الله سبحانه وتعالى أراد لعباده نوعاً من حریة العمل مقترنة بحالة من التهیّؤ الدائم، لأنّه لو کان تاریخ قیام القیامة معلوماً فإنّ الجمیع سیغطّون فی الغفلة والغرور والجهل حینما یکون بعیداً عنهم، أمّا حین إقترابه منهم فستکون أعمالهم ذات جنبة اضطراریة، وفی کلتا الحالتین تتحجّم الأهداف التربویة للإنسان، لذا بقی تأریخ القیامة مکتوماً، کما هو الحال بالنسبة إلى «لیلة القدر» تلک اللیلة التی هی خیر من ألف شهر، أو تاریخ قیام المهدی(علیه السلام)، وعبّر عن ذلک المعنى بلطف ما ورد فی الآیة 15 من سورة طه (إنّ الساعة آتیة أکاد اُخفیها لتجزى کلّ نفس بما تسعى).

أمّا اُولئک الذین یتصوّرون أنّ النّبی(صلى الله علیه وآله) یجب أن یکون على علم بالتاریخ الدقیق لیوم القیامة لأنّه یخبر عنها، فإنّ ذلک غایة الإشتباه، ودلیل على عدم معرفتهم بوظیفة النبوّة، فالنّبی مکلّف بالإبلاغ والبشارة والإنذار، أمّا مسألة القیامة فمرتبطة بالله سبحانه وتعالى، وهو وحده الذی یعلم تمام تفاصیلها، وما یراه الله لازماً لأغراض تربویة، أطلع علیه الرّسول الکریم(صلى الله علیه وآله).

سؤال: هنا یثار سؤال، وهو أنّ القرآن الکریم فی مقام تهدید المخالفین یقول: (لاتستأخرون) ولکن لماذا یقول أیضاً: (لا تستقدمون)؟ فما هو تأثیر ذلک فی هدف القرآن.

الجواب: للإجابة یجب الإلتفات إلى نکتتین:

الاُولى: أن ذکر ذینک الإثنین معاً إشارة إلى قطعیة ودقّة تأریخ أی أمر، تماماً کما تقول: «فلان قطعی الموعد، ولیس لدیه تقدیم أو تأخیر».

الثّانیة: أنّ جمعاً من الکفّار المعاندین یلحّون على الأنبیاء دائماً، بقولهم: لماذا لا تأتی القیامة؟ وبتعبیر آخر، کانوا یستعجلون ذلک الأمر سواءً کان ذلک من قبیل الإستهزاء أو غیر ذلک، والقرآن یقول لهم: «لا تستعجلوا فإنّ تاریخ ذلک الیوم هو عینه الذی قرّره الله سبحانه وتعالى».


1. تفسیر مجمع البیان، ج 8، ص 391.
2. اُنظر تفسیر نور الثقلین، ج 4، ص255 و256.
3. أحیاناً تلحق (التاء) اسم الفاعل لتکون صیغة مبالغة لا علامة للتأنیث کما فی «روایة».
سورة سبأ / الآیة 28 ـ 30 سورة سبأ / الآیة 31 ـ 33
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma