1ـ ما هو الخاتم؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 10
مسألة الخاتمیة:2ـ أدلّة کون نبیّ الإسلام خاتماً للأنبیاء

«الخاتم» ـ على زنة حاتم ـ لدى أرباب اللغة: هو الشیء الذی تُنهى به الاُمور، وکذلک جاء بمعنى الشیء الذی تختم به الأوراق وما شابهها.

وکان هذا الأمر متداولا فیما مضى ـ ولا یزال إلى الیوم ـ حینما یریدون إغلاق الرسالة أو غطاء الوعاء أو باب المنزل لئلاّ یفتحها أحد، فإنّهم کانوا یضعون مادّة لاصقة على الباب أو القفل ویختمون علیها، ویکون هذا الخاتم من الصلابة بحیث إنّه لابدّ من کسره إذا ما اُرید فتح الباب، وهذه المادّة التی توضع على مثل هذه الأشیاء تسمّى «خاتماً».

ولمّا کانوا فی السابق یستعملون لهذا الأمر الطین الصلب الذی یلصق، فإنّنا نقرأ فی متون بعض کتب اللغة المعروفة أنّ معنى الخاتم هو «ما یوضع على الطینة»(1).

کلّ ذلک بسبب أنّ هذه الکلمة مأخوذة من مادّة «الختم» أی النهایة، ولمّا کان هذا العمل ـ أی الختم ـ یجری فی الخاتمة والنهایة فقد اُطلق علیه اسم الخاتم لذلک.

وإذا ما رأینا أنّ أحد معانی الخاتم هو الخاتم الذی یوضع فی الید، فبسبب أنّهم کانوا یضعون إمضاءهم وتوقیعهم على خواتیمهم ویختمون الرسائل بها، ولذلک فإنّ من جملة الاُمور التی تذکر فی أحوال النّبی(صلى الله علیه وآله) وأئمّة الهدى(علیهم السلام) والشخصیات الاُخرى هو نقش خاتمهم.

ویروی الکلینی(رحمه الله) فی الکافی حدیثاً عن الإمام الصادق(علیه السلام) أنّه قال: «إنّ خاتم رسول الله کان من فضّة نقشه محمّد رسول الله»(2).

وجاء فی بعض التواریخ أنّ إحدى حوادث السنة السادسة للهجرة أنّ النّبی(صلى الله علیه وآله) إختار لنفسه خاتماً نقش فیها، وذلک أنّهم أخبروه أنّ الملوک لا یقرؤون الرسائل إذا لم تکن مختومة(3).

وجاء فی کتاب «الطبقات»: أنّ النّبی(صلى الله علیه وآله) لمّا صمّم أن ینشر دعوته فی الآفاق، ویکتب الرسائل إلى ملوک الأرض وسلاطینها أمر أن یصنعوا له خاتماً کتب علیه (محمّد رسول الله) وکان یختم به رسائله(4).

بهذا البیان یتّضح جیداً أنّ الخاتم وإن اُطلق الیوم على خاتم الزینة أیضاً، إلاّ أنّ أصله مأخوذ من الختم، أی النهایة، وکان یطلق ذلک الیوم على الخواتیم التی کانوا یختمون بها الرسائل.

إضافةً إلى أنّ هذه المادّة قد استعملت فی القرآن فی موارد متعدّدة، وکلّها تعنی الإنهاء أو الختم والغلق، مثل: (الیوم نختم على أفواههم وتکلّمنا أیدیهم).(5)

(ختم الله على قلوبهم، وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة).(6)

ومن هنا یعلم أنّ الذین شکّکوا فی دلالة هذه الآیة على کون نبىّ الإسلام(صلى الله علیه وآله) خاتم الأنبیاء، وانتهاء سلسلة الأنبیاء به، غیر مطّلعین على معنى هذه الکلمة تماماً، أو أنّهم تظاهروا بعدم الإحاطة والإطلاع علیها، وإلاّ فإنّ من له أدنى إحاطة بآداب العرب یعلم أنّ کلمة «خاتم النّبیین» تدلّ على الخاتمیة.

وإذا قیل ـ عند ذاک ـ فی تفسیر هذه الآیة غیر هذا التّفسیر فإنّه تفسیر متطفّل غیر متّزن، کأن نقول: إنّ نبىّ الإسلام کان خاتم الأنبیاء، أی أنّه زینة الأنبیاء، لأنّ الخاتم آلة زینة للإنسان، ولا یمکن أن یوازی الإنسان فی المرتبة مطلقاً، وإذا فسّرنا الآیة بهذا التّفسیر فسنکون قد حططنا من مقام النّبی(صلى الله علیه وآله)، وأنزلنا منزلته إلى أدنى المستویات، مع إنّه لا یناسب المعنى اللغوی، ولذلک فإنّ هذه الکلمة حیثما استعملت فی القرآن الکریم ـ فی ثمانیة موارد ـ فإنّها أعطت معنى الإنهاء والإغلاق.


1. لسان العرب، وقاموس اللغة مادّة ختم، (الخاتم ما یوضع على الطینة).
2. أورد هذا الخبر أیضاً البیهقی فی سننه، ج 10، ص 128.
3. سفینة البحار، ج 1، ص 376.
4. الطبقات الکبرى، ج 1، ص 258.
5. یس، 65.
6. البقرة، 7.
مسألة الخاتمیة:2ـ أدلّة کون نبیّ الإسلام خاتماً للأنبیاء
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma