الامتحان الإلهی سنة خالدة:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 10
سبب النّزولالامتحانات فی وجوه مختلفة:

نواجه فی بدایة هذه السورة الحروف المقطعة ]ألف ـ لام ـ میم[ أیضاً.. وقد بیّنا تفسیرها عدة مرات من وجوه مختلفة(1).

وبعد هذه الحروف المقطعة یشیر القرآن إلى واحدة من أهم مسائل الحیاة البشریة، وهی مسألة الشدائد والضغوط والامتحان الإلهی.

فیقول أوّلا: (أحسب الناس أن یترکوا أن یقولوا آمنّا وهم لا یفتنون).(2)

ثمّ یذکر القرآن هذه الحقیقة ـ بعد الآیة المتقدمة مباشرة، وهی أنّ الامتحان سنة إلهیّة دائمیة، فالامتحان لا یختص بکم ـ أیّها المسلمین ـ بل هو سنة جاریة فی جمیع الأمم المتقدمة، إذ یقول: (ولقد فتنا الذین من قبلهم).

وهکذا ألقینا بهم أیضاً فی أفران الامتحانیة الشدیدة الصعبة... ووقعوا أیضاً ـ تحت تأثیر ضغوط الأعداء القُساة والجهلة المعاندین.. فساحة الامتحان کانت مفتوحة دائماً، واشترک فیها جماعة کثیرون.

وینبغی أن یکون الأمر کذلک، لأنّه فی مقام الإدعاء یمکن لکل أحد أن یذکر عن نفسه أنّه أشرف مجاهد وأفضل مؤمن وأکثر الناس تضحیةً.. فلابدّ من معرفة قیمة هذه الإدعاءات بالامتحان، وینبغی أن تعرف النیات والسرائر إلى أی مدى تنسجم مع هذه الادّعاءات؟!

أجل (فلیعلمن الله الذین صدقوا ولیعلمن الکاذبین).

من البدیهی أنّ الله یعرف جمیع هذه الاُمور جیداً ـ قبل أن یخلق الإنسان ـ إلاّ أنّ المراد من العلم هنا هو التحقق العینی للمسائل... ووجودها الخارجی، وبتعبیر آخر: ظهور الآثار والشواهد العملیة... ومعناه أنّه ینبغی أن یرى علم الله فی هذه المجموعة عملیاً فی الخارج، وأن یکون لها تحقق عینی، وأن یکشف کلٌّ عمّا فی نفسه وداخله... هذا هو العلم حین یطلق على مثل هذه المسائل وینسب إلى الله!.

والدلیل على هذه المسألة واضح ـ أیضاً ـ لأنّ النیّات والصفات الباطنیة إذا لم تحقق فی عمل الإنسان وتکون عینیّة، فلا مفهوم للثواب والجزاء والعقاب!.

وبعبارة اُخرى: فإنّ هذا العالم مثله کمثل «المدرسة» أو «المزرعة» ]والتشبیهات هذه واردة فی متون الأحادیث الإسلامیة [والمنهج هو أن تتفتح الإستعدادات وتربّى القابلیات وتکون فعلیة بعد ما کانت بالقوّة.

وینبغی أن تنمو البذور فی هذه المدرسة وأن تطلع البراعم من تحت الأرض فتحاط بالرعایة والعنایة لتکون شجیرات صغیرة، ثمّ تکون أشجاراً ذوات أصول قویة وأغصان ومثمرّة على تعاقب الزمن.. وهذه الاُمور لا تکون إلاّ بالامتحان والاختبار.

ومن هنا نعرف أن الامتحانات الإلهیّة لیست لمعرفة الأفراد، بل هی من أجل تربیة الإستعدادات ورعایتها، لتتفتح وتکون بصورة أحسن.

فعلى هذا... لو أردنا نحن أن نمتحن شیئاً، فهو لأجل کشف المجهول، لکنّ امتحان الله لیس لکشف المجهول، لأنّه أحاط بکل شیء علماً... بل هو لتربیة الإستعدادت وایصال مرتبة «القوة» إلى «الفعل»(3).


1. یراجع بدایة تفسیر سورة البقرة وبدایة سورة آل عمران وبدایة تفسیر سورة الأعراف من التّفسیر الأمثل.
2. «یفتنون» مشتق من «الفتنة» وهی فی الأصل وضع الذهب فی النّار لمعرفة مقدار خلوصه، ثمّ أطلق هذا التعبیر على کل امتحان ظاهریومعنوی.. «لمزید الإیضاح یراجع تفسیر الآیة 193 من سورة البقرة».
3. لمزید الإیضاح فی مسألة الامتحان الإلهی وجوانبها المختلفة، یراجع التّفسیر الأمثل ذیل الآیة 157 من سورة البقرة حیث بیّناه بتفصیل!
سبب النّزولالامتحانات فی وجوه مختلفة:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma