العلماء یرون دعوتک إنّها حقّ:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 10
سورة سبأ / الآیة 6 ـ 9 هنا یجب الإلتفات إلى جملة اُمور:

کان الحدیث فی الآیات السابقة عن عمی البصائر، المغفّلین الذین أنکروا المعاد مع کلّ تلک الدلائل القاطعة، وسعوا سعیهم لتکذیب الآیات الإلهیّة، وإضلال الآخرین.

وعلى هذا، فإنّ الآیات مورد البحث، تتحدّث عن العلماء والمفکّرین الذین صدّقوا بآیات الله وسعوا سعیهم لتشجیع الآخرین على التصدیق بها، یقول تعالى: (ویرى الذین اُوتوا العلم الذی اُنزل إلیک من ربّک هو الحقّ ویهدی إلى صراط العزیز الحمید).

فسّر بعض المفسّرین عبارة (الذین اُوتوا العلم)، بتلک المجموعة من علماء أهل الکتاب الذین یتّخذون موقف الخضوع والإقرار للحقّ عند مشاهدة آثار حقّانیة القرآن الکریم.

ولیس هناک مانع من اعتبار علماء أهل الکتاب أحد مصادیق الآیة، ولکن تحدیدها بهم یفتقد إلى الدلیل، بل مع الإلتفات إلى الفعل المضارع (یرى) وسعة مفهوم «الذین اُوتوا العلم» یتّضح شمول الآیة لکلّ العلماء والمفکّرین فی کلّ عصر وزمان ومکان.

وإذا فُسّرت بکونها إشارة إلى «أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه الصلاة والسلام»،

کما فی تفسیر علی بن إبراهیم، فإنّ ذلک توضیح وإشارة إلى أتمّ وأکمل مصادیق الآیة.

نعم، فأی عالم موضوعی وغیر متعصّب إذا تأمّل فی ما ورد فی هذا الکتاب السماوی، وتدبّر فی معارفه العمیقة، وأحکامه المتینة، ونصائحه الحکیمة، ومواعظه المؤثّرة فی الوجدان، وإلى قصصه التاریخیة المشعّة بالعِبرة، وبحوثه العلمیة الإعجازیة، فسیعلم بأنّها جمیعاً دلیل على حقّانیة هذه الآیات.

والیوم، فإنّ هناک کتباً متنوّعة کتبها مفکّرون غربیون وشرقیون حول الإسلام والقرآن، تحوی إعترافات ظاهرة على عظمة الإسلام وصدق الآیة مورد البحث.

التعبیر بـ «هو الحقّ» تعبیر جامع ینطبق على جمیع محتوى القرآن الکریم، حیث إنّ «الحقّ» هو تلک الواقعة العینیة والوجود الخارجی، أی إنّ محتوى القرآن یتساوق وینسجم مع قوانین الخلق وحقائق الوجود وعالم الإنسانیة.

ولکونه کذلک فهو یهدی إلى صراط الله، الله «العزیز» و«الحمید» أی إنّه تعالى الأهل لکلّ حمد وثناء وفی ذات الوقت فانّ قدرته غایة القدرة والغلبة، ولیس هو کأصحاب القدرة من البشر الذی یتعامل منطلقاً من کونه على عرش القدرة بالدکتاتوریة والظلم والتجاوز والتلاعب.

وقد جاء نظیر هذا التعبیر فی الآیة الاُولى من سورة «إبراهیم» حیث قال جلّ من قائل: (کتاب أنزلناه إلیک لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربّهم إلى صراط العزیز الحمید).

وواضح أنّ من کان مقتدراً وأهلا للحمد والثناء، ومن هو عالم ومطّلع، رحیم وعطوف، من المحتّم أن یکون طریقه أکثر الطرق اطمئنان واستقامة، فمن یسلک طریقه إنّما یقترب من منبع القدرة وکلّ الأوصاف الحمیدة.

ویعود تعالى إلى مسألة القیامة والبعث فی الآیة التی بعدها، ویکمل البحوث السابقة بطریقة اُخرى، فیقول تعالى: (وقال الذین کفروا هل ندلّکم على رجل ینبئکم إذا مُزقتم کلّ ممزق إنّکم لفی خلق جدید).

یبدو أنّ إصرار ـ هؤلاء الکفّار ـ على إنکار مسألة المعاد یعتمد على أمرین ـ:

الأوّل: توهمّهم أنّ المعاد الذی تحدّث عنه رسول الإسلام (صلى الله علیه وآله) وهو «المعاد الجسمانی»، أمر یسهل الإشکال علیه والطعن فیه، وأنّ بإمکانهم تنفیر الناس منه فینکرونه بسهولة.

الثّانی: أنّ الإعتقاد بالمعاد، أو حتى القبول باحتماله ـ على کلّ حال ـ إنّما یفرض على

الإنسان مسؤولیات وتعهّدات، ویضعه وجهاً لوجه أمام الحقّ، وهذا ما اعتبره رؤوس الکفر خطراً حقیقیّاً، لذا فقد أصرّوا على إلغاء فکرة المعاد والجزاء الاُخروی على الأعمال من أذهان الناس. فقالوا: أیمکن لهذه العظام المتفسّخة، وهذه الذرّات المبعثرة، التی تعصف بها الریح من کلّ جانب، أن تُجمع فی یوم وتُلبس ثوب الحیاة من جدید؟

واستخدامهم لکلمة (رجل) بصیغة النکرة فی تعبیرهم عن الرّسول (صلى الله علیه وآله) یقصد منه التحقیر «وحاشاه».

ولکن فاتهم أنّنا فی بدء الخلیقة لم نکن إلاّ أجزاء مبعثرة، فکلّ قطرة ماء فی أبداننا إنّما کانت قطرة فی زاویة من بحر أو ینبوع ماء، وکلّ ذرّة من مواد أجسامنا، کانت فی جانب من جوانب هذه الأرض المترامیة، وسیجمعها الله تبارک وتعالى فی النهایة أیضاً کما جمعها فی البدء، وهو على کلّ شیء قدیر.

والعجیب أنّهم اعتبروا ذلک دلیلا على کذب الرّسول (صلى الله علیه وآله) أو جنونه، وحاشاه (افترى على الله کذباً أم به جنّة).

وإلاّ فکیف یمکن لرجل عاقل أو صادق أن یتفوّه بمثل هذا الحدیث!!؟

ولکن القرآن یردّ علیهم بشکل حاسم قائلا: (بل الذین لا یؤمنون بالآخرة فی العذاب والضلال البعید).

فأی ضلال أوضح من أن یرى مُنکِرُ المعاد باُمّ عینیه مثالا لهذا المعاد فی عالم الطبیعة فی کلّ عام بإحیاء الأرض المیتة بالزرع.

المعاد الذی لولا وجوده لما کان للحیاة فی هذا العالم أی معنى أو محتوى.

وأخیراً فإنکار المعاد مساو لإنکار قدرة وعدل وحکمة الله جلّ وعلا.

ولکن لماذا یؤکّد تعالى أنّهم الآن فی العذاب والضلال؟

ذلک لأنّ الإنسان یواجه فی حیاته مشاکل وأحداثاً لا یمکنه ـ بدون الإیمان بالآخرة ـ تحمّلها، والحقیقة أنّ الحیاة لو حُدَّت بهذه الأیّام القلیلة من عمر الدنیا لکان تصوّر الموت بالنسبة لکلّ إنسان کابوساً مرعباً، لهذا السبب نرى أنّ منکری المعاد فی قلق دائم منغّص وعذاب ألیم، بینما المؤمنین بالمعاد یعتبرون الموت قنطرة إلى عالم البقاء، ووسیلة لکسر القیود والتحرّر من سجن الدنیا.

نعم، فالإیمان بالمعاد یغمر قلب الإنسان بالطمأنینة، ویهوّن علیه المشکلات، ویجعله أکثر قدرة على الإیثار والفداء والتضحیة.

أمّا الذین یرون المعاد ـ لجهلهم وکفرهم ـ دلیلا على الکذب أو الجنون، إنّما یأسرون أنفسهم فی عذاب العمى، والضلال البعید.

ومع أنّ بعض المفسّرین اعتبروا هذا العذاب إشارة إلى عذاب الآخرة، ولکنّ ظاهر الآیة یدلّل على أنّهم أسرى هذا العذاب والضلال الآن وفی هذه الدنیا.

ثمّ ینتقل القرآن الکریم لتقدیم دلیل آخر عن المعاد، مقترن بتهدید الغافلین المعاندین فیقول تعالى: (أفلم یروا إلى ما بین أیدیهم وما خلفهم من السماء والأرض).

فإنّ هذه السماء العظیمة بکلّ عجائبها، بکواکبها الثابتة والسیّارة، وبالأنظمة التی تحکمها، وکذلک الأرض بکلّ مدهشاتها وأنواع موجوداتها الحیّة، وبرکاتها ومواهبها، لأوضح دلیل على قدرة الخلاّق العظیم.

فهل أنّ القدیر على کلّ هذه الاُمور، عاجز عن إعادة الإنسان بعد الموت إلى الحیاة؟

وهذا هو «برهان القدرة» الذی استدلّ به القرآن الکریم فی آیات اُخرى فی مواجهة منکری المعاد، ومن جملة هذه الآیات، الآیة 82 من سورة یس، والآیة 99 من سورة الإسراء والآیتین 6 و7 من سورة ق.

ونشیر إلى أنّ هذه الجملة کانت مقدّمة لتهدید تلک الفئة المتعصّبة من ذوی القلوب السوداء، الذین یصّرون على عدم رؤیة کلّ هذه الحقائق، لذا یضیف تعالى قائلا: (إن نشأ نخسف بهم الأرض) فنأمر الأرض فتنشقّ بزلزلة مهولة وتبتلعهم، أو نأمر السماء فترمیهم بقطعات من الحجر وتدمّر بیوتهم وتهلکهم (أو نسقط علیهم کسفاً من السماء)أجل، إنّ فی هذا الأمر دلائل واضحة على قدرة الله تعالى على کلّ شیء، ولکن یختّص بإدراک ذلک کلّ إنسان یتدبّر فی مصیره ویسعى فی الإنابة إلى الله (إنّ فی ذلک لآیة لکلّ عبد منیب).

لابدّ أن کلّ منّا سمع أو شاهد نماذج من الزلازل أو الخسف فی الأرض، أو سقوط النیازک من السماء، أو بتساقط وتناثر صخور الجبال بسبب صاعقة أو انفجار برکان، وکلّ عاقل یدرک إمکانیة حصول مثل هذه الاُمور فی أیّة لحظة وفی أیّ مکان من العالم، فإذا کانت الأرض هادئة تحت أقدامنا، والسماء آمنة فوق رؤوسنا، فلأنّها کذلک بقدرة اُخرى وبأمر من آمر، فکیف نستطیع ـ ونحن المحکومون بقدرته فی کلّ طرفة عین ـ إنکار قدرته على البعث بعد الموت، أو کیف نستطیع الفرار من سلطة حکومته!!.

سورة سبأ / الآیة 6 ـ 9 هنا یجب الإلتفات إلى جملة اُمور:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma