لقد ذکر المفسّرون هنا أسباب نزول مختلفة، تبحث کلّها تقریباً موضوعاً واحداً.
ومن جملتها: إنّ هذه الآیات نزلت فی شأن أبی سفیان وبعض آخر من رؤوس الکفر والشرک الذین أخذوا الأمان من الرّسول الأکرم(صلى الله علیه وآله) بعد معرکة اُحد ودخلوا المدینة، وأتوا مع عبدالله بن اُبی وجماعة من أصحابه، إلى النّبی(صلى الله علیه وآله)، وقالوا: یامحمّد، لا تذکر آلهتنا اللات والعزى ومناة بسوء وقل: إنّ لها شفاعة لمن عبدها وندعک وربّک، فشقّ ذلک على رسول الله(صلى الله علیه وآله)، فقال عمر بن الخطّاب: ائذن لنا ـ یارسول الله ـ فی قتلهم، فقال النّبی(صلى الله علیه وآله): «إنّی أعطیتهم الأمان» وأمر فاُخرجوا من المدینة ونزلت الآیة: (ولا تطع الکافرین) وأمرته أن لا یصغی لمثل هذه الإقتراحات(1).