لا مهربَ من سلطان الله:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 10
سورة العنکبوت / الآیة 4 ـ 7سورة العنکبوت / الآیة 8 ـ 9

کان الکلام فی الآیات السابقة عن امتحان المؤمنین الشامل، والآیة الاُولى من الآیات أعلاه تهدید شدید للکفّار والمذنبین، لئلا یتصوروا أنّهم حین یضیّقون على المؤمنین ویضغطون علیهم دون أن یعاقبهم الله فوراً، فإنّ الله غافل عنهم أو عاجز عن عذابهم، تقول الآیة هذه: (أم حسب الذین یعملون السیئات أن یسبقونا ساء ما یحکمون).

فلا ینبغی أن یغرّهم إمهال الله إیّاهم فهو امتحان لهم، کما أنّه فرصة للتوبة والعودة إلى ساحة الله تعالى.

وما ذهب إلیه بعض المفسّرین من أنّ هذه الآیة هی إشارة إلى المؤمنین المذنبین، فلا یناسب هذا التّفسیر سیاق الآیات بأی وجه، بل جمیع القرائن تدل على أنّ المقصود بالآیة هم المشرکون والکفّار.

ثمّ یتحدث القرآن مرّة اُخرى عن سیرالمؤمنین ومناهجهم، ویقدم النصح لهم، فیقول: (من کان یرجوا لقاء الله) فعلیه أن یعمل ما فی وسعه على امتثال الأوامر الإلهیّة والأحکام الشرعیة، لأنّ الوقت المعیّن سیأتی حتماً (فإنّ أجل الله لأت)(1).

أجل، إنّ وعد الله هذا لا یقبل التخلّف، هو طریق لابدّ من اجتیازه، ثمّ إنّ الله سبحانه یسمع أحادیثکم، وهو مطلع على أعمالکم ونیّاتکم... لأنّه (هو السمیع العلیم).

وفی معنى قوله تعالى: (لقاء الله) وما المقصود منه؟ فسّره بعض المفسّرین بملاقاة الملائکة، کما فسّره البعض بملاقاة الحساب والجزاء... وبعض بملاقاة الحکم وأمر الحق.. وآخرون بأنّه کنایة عن یوم القیامة... فی حین أنّه لا دلیل على أن تفسّر هذه الآیة بهذه المعانی المجازیة.

وینبغی القول أن «لقاء الله» فی یوم القیامة لیس لقاءاً حسیّاً بل نوعاً من الشهود الباطنی، لأنّ الستائر الضخمة لعالم المادة تنکشف عن عین روح الإنسان، وتبدو فی حالة الشهود للإنسان!

وکما یقول العلامة الطباطبائی فی تفسیر المیزان: إنّ المقصود من لقاء الله، هو أنّ العباد یکونون فی موقف لا یکون بینهم وبین الله حجاب، لأنّ طبیعة یوم القیامة هی ظهور الحقائق کما یقول القرآن: (ویعلمون أنّ الله هو الحقّ المبین) سورة النور الآیة 25(2).

أمّا الآیة التی تلیها، فهی ـ فی الحقیقة ـ تعلیل لما سبق بیانه فی الآیة الآنفة، إذ تقول: إنّ على المؤمنین الذین یرغبون فی لقاء الله السعی بما اوتوا من قدرة وقابلیة من أجل ذلک فإنّ نتیجة کل ذلک السعی والجهاد وتحمل الشدائد ترجع ثمارها للعامل نفسه: (ومن جاهد فإنّما یجاهد لنفسه إنّ الله لغنی عن العالمین).

إنّ خطة الامتحان الإلهی هی الجهاد، جهاد النفس وهواها، وجهاد الأعداء الألداء، لحفظ الإیمان والتقوى والطهارة، ونفع ذلک یعود للإنسان... وإلاّ فإنّ الله وجود غیر متناه من جمیع الوجوه، وغیر مفتقر لأی شیء حتى یتم بواسطة طاعة الناس أو عبادتهم جبرانه، ولا ینقصه شیء حتى یکمله الآخرون، فکل ما عندهم فمنه، ولیس لهم شیء من أنفسهم!.

ویتّضح هنا من هذا البیان أنّ الجهاد لا یعنی بالضرورة جهاد العدوّ المسلّح، بل یحمل معناه اللغوی الذی یشمل کل أنواع السعی والجد لحفظ الإیمان والتقوى، وتحمل أنواع الشدائد، والمواجهات «الموضعیة» للأعداء الألدّاء والحاقدین.

والخلاصة أنّ جمیع منافع هذا الجهاد ترجع للشخص المجاهد نفسه، وهو الذی یفوز بخیر الدنیا والآخرة فی جهاده، وحتى إذا کان المجتمع یستفید من برکات هذا الجهاد، فهو فی مرحلة اُخرى بعده.

فعلى هذا، متى ما وفّق أی إنسان إلى الجهاد فنال نصیب منه، فعلیه أن یشکر الله على هذه النعمة!.

وآخر آیة ـ محل البحث ـ توضیح لما تقدم ذکره فی الآیة السابقة بشکل مبهم تحت عنوان الجهاد، فهنا یکشف القرآن حقیقة الجهاد فیقول: (والذین آمنوا وعملوا الصالحات لنکفّرنّ عنهم سیّئاتهم).

إذن أوّل فائدة کبیرة لهذا الجهاد الکبیر (وهو الإیمان والعمل الصالح) هی تکفیر الذنوب وسترها على الإنسان، کما أنّ الثواب سیکون من نصیبهم، کما یقول القرآن فی نهایة هذه الآیة أیضاً: (ولنجزینّهم أحسن الذی کانوا یعملون).

کلمة «نکفّر» مشتقة من مادة «تکفیر» ومعناها فی الأصل التغطیة والستر، والمقصود بتغطیة الذنوب هنا عفو الله وصفحه!

والتعبیر بـ (أحسن الذی کانوا یعملون) مع أنّ الله یجزی على الأعمال الصالحة ـ حسنةً کانت أم أحسن لعله إشارة إلى أنّنا نجازی جمیع أعمالهم الصالحة والحسنة بأحسن الجزاء، أی إذا کانت بعض أعمالهم أحسن وبعضها حسناً، فنحاسب الجمیع بالأحسن، وهذا هو معنى تفضل الله سبحانه.

وفی آیات اُخرى من القرآن، کالآیة 38 من سورة النور وردت الإشارة إلى ذلک أیضاً (لیجزیهم الله أحسن ما عملوا ویزیدهم من فضله).


1. هذه الجملة ـ فی الحقیقة ـ فیها حذف، والتقدیر «من کان یرجو لقاء الله فیبادر بالطاعة قبل أن یلحقه الأجل» أو «من کان یرجو لقاء الله ویقول آمنت بالله فلیقله مستقیماً صابراً علیه فإنّ أجل الله لآت».
2. بحثنا المراد من لقاء الله فی ذیل الآیة 46 من سورة البقرة فلیراجع هناک أیضاً.
سورة العنکبوت / الآیة 4 ـ 7سورة العنکبوت / الآیة 8 ـ 9
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma