1ـ العلاقة بین الذنب والفساد

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 10
أساس الفساد ومصدره أعمال الناس أنفسهم:2ـ فلسفة السیر فی الأرض

ممّا لا شک فیه أنّ کل ذنب یترک أثره فی المجتمع، کما یترک أثره فی الأفراد عن طریق

المجتمع أیضاً... ویسبب نوعاً من الفساد فی التنظیم الاجتماعی، فالذنب والعمل القبیح، وتجاوز القانون، مثلها کمثل الغذاءالسیء والمسموم، إذ یترک أثره غیر المطلوب والسیء فی البدن شئنا أم أبینا، ویقع الإنسان فریسة للآثار الوضعیة لذلک الغذاء المسموم.

«الکذب» یسلب الاعتماد.

و«خیانة الأمانة» تحطّم الروابط الاجتماعیة.

و«الظلم» یسبب إیذاء الآخرین وظلمهم.

والإفراط فی الحریة یجرّ إلى الدیکتاتوریة، والدیکتاتوریة تجر إلى الإنفجار.

و«ترک حقوق المحرومین» یورث العداوة والحقد والبغضاء، و«تراکم الأحقاد والعداوات» یزلزل أساس المجتمع!.

والخلاصة، أنّ کلّ عمل غیر صحیح له أثره السیّء سواء کان ذلک فی دائرة محدودة أم واسعة، وأحد تفاسیر الآیة (ظهر الفساد فی البرّ والبحر بما کسبت أیدی الناس ) هو هذا (وهذا یبیّن العلاقة الطبیعیة بین الذنب والفساد ـ «هنا»).

إلاّ أنّه یستفاد من الروایات الإسلامیة أنّ کثیراً من الذنوب ـ إضافة لما ذکرنا ـ تجلب معها سلسلة من الآثار السیئة، وعلاقتها وإرتباطها مع تلک الآثار ـ من الناحیة الطبیعیة على الأقل ـ غیر معروفة.

فمثلا ورد فی الرّوایات الإسلامیة أن قطع الرحم یقصر العمر، وأن أکل المال الحرام یورث ظلمة القلب، وأنّ کثرة الزنا یورث فناء الناس ویقلل الرزق(1).

حتى أنّنا لنقرأ حدیثاً عن الإمام الصادق(علیه السلام) یقول فیه: «من یموت بالذنوب أکثر ممن یموت بالآجال»(2).

وقد ورد فی القرآن نظیر هذا المعنى فی تعبیر آخر، حیث یقول القرآن: (ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا علیهم برکات من السماء والأرض ولکن کذبوا فأخذناهم بما کانوا یکسبون )(3).

إذن فالفساد ـ فی الآیة محل البحث ـ هو الفساد الأعمّ «الذی یشمل المفاسد الاجتماعیة، والبلایا، وسلب النعم والبرکات».

وممّا یستلفت الإنتباه أن الآیة المتقدمة یستفاد منها ضمناً أن واحداً من حکم الآفات والبلایا تأثیرها التربوی على الناس، إذ علیهم أن یروا ردّ الفعل الناتج من أعمالهم.. لیفیقوا من نومهم وغفلتهم، ویعودوا إلى الطهارة والتقوى!

ولا نقول: إنّ جمیع الشرور والآفات هی من هذا القبیل، ولکننا نقول: إنّ قسماً منها ـ على الأقل ـ فیه هذه الحکمة والغایة وبالطبع فإنّ له حکمة اُخرى بحثناها فی محلها.


1. فی حدیث عن رسول الله(صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «للزنا عقوبات ثلاث منها فی الدنیا وثلاث فی الآخرة، فأمّا العقوبات فی الدنیا فإنه یسلب النور من الإنسان، ویبتله بموت الفجأة، ویقطع الرزق. وأمّا التی فی الآخرة فهو على سوء الحساب وغضب الله والخلود فی نار جهنم» (سفینة البحار ـ مادة زنى).
2. سفینة البحار (مادة ذنب).
3. الأعراف، 96.
أساس الفساد ومصدره أعمال الناس أنفسهم:2ـ فلسفة السیر فی الأرض
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma