لیست هذه هی المرّة الاُولى التی یشیر فیها القرآن إلى هذه المسألة الإنسانیة المهمّة، فقد أشار إلیها فی سورة الإسراء الآیة 23 من قبل، وسترد الإشارة إلیها بعد فی سورة لقمان الآیتین 14 و15 وسورة الأحقاف الآیة 15 أیضاً.
وفی الحقیقة أنّ الإسلام یدعو إلى احترام الوالدین فی أسمى مراتبه، حتى مع کونهما مشرکین، أو عند دعوتهما إلى الشرک الذی هو أبغض الأشیاء فی نظر الإسلام، فإنّ الإسلام
یوجب احترامهما فی الوقت الذی یمنع من إطاعتهما فی قبول الشرک والاستجابة إلى ذلک!.
وهذا فی الواقع واحد من الامتحانات الإلهیّة العظیمة... التی أشیر إلیها فی بدایة هذه السورة، لأنّهما قد یبلغان من العمر أحیاناً یصعب معه تحمّلهما... فهنا ینبغی على الأبناء أن یؤدوا امتحانهم فی مجال ردّ الاحسان وإطاعة أمر الله... وأن یحافظوا على والدیهما بأحسن وجه!
نقرأ فی حدیث عن النّبی(صلى الله علیه وآله) أنّ رجلا جاء إلیه فقال: «یا رسول الله، من أبرّ؟ قال: أمّک: قلت: ثمّ من؟ قال: أمّک. قلت: ثمّ من؟ قال: ثمّ أمّک. قلت: ثمّ من؟ قال: ثمّ أباک ثمّ الأقرب فالأقرب»(1).
وفی حدیث آخر ـ وهو وارد فی کثیر من الکتب ـ أنّ النّبی(صلى الله علیه وآله) قال: «الجنّة تحت أقدام الأمّهات»(2). فلابدّ للوصول إلى الجنّة من الخضوع والتذلل فی مقابلها کتراب الأقدام.