یستفاد جیّداً من تهدیدات الآیات القویّة والشدیدة أنّه بعد انتهاء حادثة «بنی قریظة»، واجتثاث جذور هذه الفئة من الأعداء الداخلیین الخطرین، فإنّ موقع المسلمین قد قوی فی المدینة تماماً، ولم تکن المخالفات تأتی إلاّ من جانب المنافقین المندسّین بین صفوف المسلمین، أو من جانب جماعة من الأوباش والمتهوّرین ومطلقی الإشاعات، فتعامل النّبی (صلى الله علیه وآله) معهم من موقع القوّة، وحذّرهم بشدّة بأنّهم إن لم یکفوا عن مؤامراتهم ونفثهم للسموم، فإنّه سیقوم بتصفیة الحساب معهم بهجوم واحد ویقضی علیهم!
وقد أثّر هذا التعامل الحازم والدقیق أثره بوضوح تامّ.