ینبغی الإلتفات إلى هذه المسألة الدقیقة... وهی أنّه فی کثیر من آیات القرآن، ومن ضمنها الآیتان من الآیات محل البحث، عبر عن قیام «القیامة» بقیام«الساعة» وذلک لأنّ «الساعة» فی الأصل جزء من الزمان، أو لحظات عابرة، وحیث إنّه من جهة تکون القیامة بصورة مفاجئة وکالبرق الخاطف، ومن جهة اُخرى بمقتضى أنّ الله سریع الحساب فإنّه ینهی حساب عباده بسرعة، فقد استعمل هذا التعبیر فی شأن یوم القیامة لیفکر الناس بیوم القیامة ویکونوا على «أهبة الإستعداد».

یقول «ابن منظور» فی «لسان العرب» اسم للوقت الذی تصعق فیه العباد والوقت الذی

یبعثون فیه وتقوم فیه القیامة ، سمّیت ساعة لأنّها تفاجیء الناس فی ساعة فیموت الخلق کلّهم عند الصیحة الاُولى التی ذکرها الله عزّوجلّ فقال: (إن کانت إلاّ صیحة واحدة فإذاهم خامدون)(1)... وأشار إلى الثّانیة بقوله: (إن کانت إلاّ صیحة واحدة فإذا هم جمیع لدینا محضرون)(2).

وینقل «الزبیدی» فی «تاج العروس» عن بعضهم أنّ الساعة ثلاث «ساعات»:

فساعة کبرى: وهی یوم القیامة، وإحیاء الموتى للحساب.

وساعة وسطى: وهی یوم الموت الفجائی لأهل زمان واحد «بالعذاب والعقوبة الإلهیة للاستیصال».

وساعة صغرى: وهی یوم الموت الطبیعی لکل إنسان.

1. یس، 29.
2. یس، 53.