المنحرفون جنسیاً:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 10
سورة العنکبوت / الآیة 28 ـ 30 بلاء الانحراف الجنسی:

بعد بیان جانب ممّا جرى لإبراهیم(علیه السلام) یتحدث القرآن عن قسم من قصّة حیاة النّبی المعاصر لإبراهیم «لوط»(علیه السلام) فیقول: (ولوطاً إذْ قال لقومه إنّکم لتأتون الفاحشة ما سبقکم بها من أحد من العالمین)(1).

«الفاحشة» کما بیّناها من قبل، مشتقّة من مادة «فَحَشَ» وهی فی الأصل تعنی کل فعل أو کلام سیء للغایة،والمراد بها هنا الانحراف الجنسی. (اللواط).

ویستفاد من جملة (ما سبقکم بها من أحد من العالمین) بصورة جلیّة أن هذا العمل السیء والمخزی لم یسبق له ـ على الأقل بشکل عام وجماعی ـ أن یقع فی أیة اُمة أو قوم کما وقع فی قوم لوط.

ذکروا فی أحوال قوم لوط أنّ واحداً من عوامل تلوثهم بهذا الذنب هو أنّهم کانوا قوماً بخلاء جدّاً، ولمّا کانت مدنهم على قارعة الطریق التی تمرّ بها قوافل الشام، فقد کانوا یظهرون هذا العمل «الانحراف» لبعض ضیوفهم أو العابرین لینفروهم وکی لا یضیفوهم، إلاّ أنّهم تعودوا على هذا العمل القبیح، وقویت فیهم رغبة اللواط، فسقطوا فی الوحل المخزی شیئاً فشیئاً.

على کل حال، سینؤون بحمل ذنوبهم وذنوب من یعمل عملهم، دون أن ینقص من ذنوب الآخرین شیء أبداً (ولیحملن أثقالهم وأثقالا مع أثالهم!).

لأنّهم کانوا مؤسسی هذه السنّة المشؤومة، ونحن نعرف أنّ من سنّ سنّة ما فهو شریک فی عمل من یعمل بها أیضاً.

لوط(علیه السلام) هذا النّبی العظیم، کشف أخیراً ما فی نفسه وقال لقومه (أإنّکم لتأتون الرجال)أفتریدون أن تقطعوا النسل (وتقطعون السبیل)(2).

ولا ترعوون عن الأعمال المخزیة فی مجالسکم العامة (وتأتون فی نادیکم المنکر).

«النادی» مشتق من «النداء» وهو یعنی المجلس العام، کما یأتی أحیاناً بمعنى مکان التنزّه، لأنّ الأفراد هناک ینادی بعضهم بعضاً وترتفع أصواتهم.

والقرآن لم یبیّن هنا بتفصیل أیة منکرات کانوا یأتونها فی مجالسهم ونوادیهم.. لکنّها قطعاً کانت متناسبة مع عملهم السیء المخزی.. وکما ورد فی بعض التواریخ، فإنّهم کانوا یتسابون بکلمات الفحش والإبتذال، أو یضرب أحدهم الأخر على ظهره. أو یلعبون القمار، وأو یعبثون کالاطفال وخاصّة الترامی بالحجارة الصغیرة فیما بینهم أو على العابرین، ویستعملون أنواع الآلات الموسیقیة، ویکشفون عوراتهم فی مجتمعهم ویغدون عراة... الخ(3).

فی حدیث عن النّبی(صلى الله علیه وآله) کما تنقله «أم هانی» أنّه قال مفسراً لمعنى: (وتأتون فی نادیکم المنکر) أنّهم «کانوا یخذفون من یمرّ بهم ویسخرون منه»(4) أی یرمون من یمرّ بهم بالحجارة ویسخرون منه.

والآن فلنلاحظ ماذا کان جواب هؤلاء القوم الضالین المنحرفین، على کلمات النّبی لوط(علیه السلام) المنطقیة.

یقول القرآن: (فما کان جواب قومه إلاّ أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن کنت من الصادقین).

أجل هکذا، کان جواب هؤلاء المفتونین فاقدی العقل والدرایة إذ أجابوا به من منطلق السخریة والإستهزاء إزاء دعوة لوط(علیه السلام) المنطقیة والمعقولة.

کما یستفاد جیداً من هذا الجواب أنّ لوط(علیه السلام) کان قد هدّدهم بعذاب الله، بالإضافة إلى کلامه البیّن ذی الدلیل الواضح فی ما لو استمروا بهذا العمل القبیح، إلاّ أنّهم ترکوا جمیع مواعظه وتمسکوا بتهدیده بالعذاب، فقالوا: (ائتنا بعذاب الله) على سبیل الإستهزاء والسخریة!!... کما أشیر إلى هذا الموضوع فی سورة القمر الآیة 36 بقوله تعالى: (ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر).

ویستشف ـ ضمناً ـ من تعبیر هؤلاء القوم أنّهم کانوا یریدن أن یستنتجوا من عدم نزول العذاب على کذب لوط(علیه السلام)، فی حین أنّ رحمة الله هی التی تمهلهم وتعطیهم الفرصة لمراجعة أنفسهم وإعادة النظر!

وهنا لم یکن للوط(علیه السلام) بدّ إلاّ أن یلتفت إلى الله بقلب حزین مهموم و(قال ربّ انصرنی على القوم المفسدین).

القوم المنحرفین، المتمادین فی الأرض فساداً، والذین ترکوا تقواهم وأخلاقهم الإنسانیة وألقوا العفة والطهارة خلف ظهورهم، وسحقوا العدل الاجتماعی تحت أقدامهم، ومزجوا عبادة الأوثان بفسد الأخلاق والظلم، وهددوا نسل الإنسان بالفناء والزوال، فیا ربّ انصرنی على هؤلاء القوم المفسدین.


1. یمکن أن تکون کلمة «لوطاً» عطفاً على کلمة (نوحاً) فتکون بمنزلة المفعول «لأرسلنا» ویمکن أن یکون مفعولا لفعل محذوف تقدیره «واذکر لوطاً».
2. یرى جماعة من المفسّرین وجوهاً واحتمالات اُخرى لجملة (وتقطعون السبیل) منها ما فسّروه بقطع الطریق على الناس فی سفرهم مع الإلتفات إلى ماضیهم وتاریخهم المعروف، لأنّ القوافل تضطر أن تأخذ طریقاً غیر مطروق من أجل أن تسلم من شرّ هؤلاء ولئلا تبتلی بهم، کما فسّره بعضهم بسرقة أموال المسافرین فی القافلة ولکن التّفسیر الأوّل المشار إلیه فی المتن أنسب للآیة کما یبدوا للنظر، لأنّ واحداً من أسرار تحریم اللواط وفلسفته هو خطر قطع النسل کما صرحت به الرّوایات.
3. سفینة البحار، ج 2، ص 517.
4. تفسیر القرطبی، ذیل الآیات محل البحث.
سورة العنکبوت / الآیة 28 ـ 30 بلاء الانحراف الجنسی:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma