جانب من حکمة تعدّد زوجات النّبی:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 10
یمکنک الزواج من هذه النّسوة:سورة الأحزاب / الآیة 51

إنّ الجملة الأخیرة فی الآیة أعلاه إشارة فی الواقع إلى فلسفة هذه الأحکام الخاصّة بنبیّنا الأکرم، حیث تقول: إنّ للنّبی(صلى الله علیه وآله) ظروفاً لا یعیشها الآخرون، وهذا التفاوت فی الظروف أصبح سبباً للتفاوت فی الأحکام.

وبتعبیر أوضح، إنّ الهدف من هذه الأحکام رفع بعض المشاکل والصعوبات من کاهل النّبی(صلى الله علیه وآله). وهذا تعبیر لطیف یبیّن أنّ زواج النّبی(صلى الله علیه وآله) من عدّة نساء کان لحلّ سلسلة من المشاکل الاجتماعیة والسیاسیة فی حیاته، لأنّا نعلم أنّ النّبی(صلى الله علیه وآله) کان وحیداً حینما صدع بنداء الإسلام ورفع شعاره، ولم یؤمن به بعد مدّة طویلة سوى عدّة معدودة، فإنّه ثار ضدّ کلّ معتقدات عصره وبیئته الخرافیة، وأعلن الحرب ضدّ الجمیع، فمن البدیهی أن تتّحد کلّ الأقوام والقبائل ضدّه.

فی هذا الوضع کان لابدّ من أن یستعین بکلّ الوسائل ویستغلّها لکسر اتّحاد الأعداء اللامشروع، وکانت إحدى هذه الوسائل هو الزواج من القبائل المختلفة لإیجاده علاقة قرابة ونسب، لأنّ رابطة القرابة کانت تعدّ أقوى الروابط بین عرب الجاهلیة، وکانوا یعتبرون الصهر من نفس القبیلة، والدفاع عنه واجباً، وترکه وحیداً جریمة وذنباً.

إنّ لدینا قرائن کثیرة تبیّن أنّ زواج النّبی(صلى الله علیه وآله) المتعدّد کان له صبغة سیاسیّة فی کثیر من الموارد على أقلّ تقدیر، وأحدها ـ کزواجه بزینب ـ کان لکسر سنّة جاهلیة، وقد بیّنا تفصیله فی ذیل الآیة 37 من هذه السورة، وبعضه لتقلیل العداوة، أو لجلب محبّة أشخاص أو أقوام متعصّبین عنودین.

من الواضح أنّ شخصاً یتزوّج وهو فی سنّ الخامسة والعشرین، حیث کان فی عنفوان شبابه، بإمرأة أیّم لها أربعون سنة، ویکتفی بها حتى الثالثة والخمسین من عمره، وبهذا یکون قد قضى مرحلة الشباب وبلغ سنّ الکهولة، ثمّ یقدم على الزواج المتعدّد، لابدّ أن یکون له سبب وفلسفة، ولا یمکن أن یفسّر بأیّ وجه من الوجوه بأسباب العلاقة والرغبة الجنسیة، لأنّه لم یکن هناک مانع اجتماعی، أو ظروف مالیة صعبة، أو أدنى نقص یمنع النّبی(صلى الله علیه وآله) من الزواج المتعدّد فی سنىّ شبابه، خاصّة وأنّ تعدّد الزوجات کان أمراً طبیعیاً بین العرب آنذاک، بل ربّما کانت الزوجة الاُولى تذهب لخطبة الزوجة الثّانیة، ولم یکونوا یعترفون بأیّ حدّ فی اتّخاذ الزوجات.

والطریف أنّه قد ورد فی التواریخ أنّ النّبی لم یتزوّج إلاّ بکراً واحدة، وهی عائشة، وباقی نسائه کنّ أیامى جمیعاً ومن الطبیعی أن لا یتمتعنّ بإثارة جنسیة ملحوظة(1).

بل نقرأ فی بعض التواریخ أنّ النّبی(صلى الله علیه وآله) تزوّج بعدّة زوجات، ولم یجر إلاّ مراسم العقد، ولم یباشرهنّ أبداً، بل إنّه اکتفى فی بعض الموارد بخطبة بعض نساء القبائل فقط(2).

وقد کان هؤلاء یفرحون ویسرّون ویفتخرون بأنّ إمرأةً من قبیلتهم قد سمّیت بزوجة النّبی(صلى الله علیه وآله) فحصل لهم هذا الفخر، وبذلک فإنّ علاقتهم الاجتماعیة بالنّبی کانت تشتدّ وتقوى، ویصبحون أکثر تصمیماً على الدفاع عنه.

ومن جانب آخر، فمع أنّ النّبی(صلى الله علیه وآله) لم یکن رجلا عقیماً، إلاّ أنّه لم یکن له من الأولاد إلاّ القلیل، فی حین أنّ هذا الزواج المتعدّد لو کان بسبب جاذبیة هذه النسوة، وإثارتهنّ الجنسیة، فینبغی أن یکون له من الأولاد الکثیر.

وکذلک ینبغی الإلتفات إلى أنّ بعض هذه النساء ـ کعائشة ـ کانت صغیرة جدّاً عندما أصبحت زوجة للنّبی(صلى الله علیه وآله)، وقد مرّت سنین حتى استطاعت أن تکون زوجة حقیقیة له، وهذا یوحی بأنّ الإقتران بمثل هذه البنت الصغیرة کانت له أهداف اُخرى، وکان الهدف الأصلی هو ما أشرنا إلیه قبل قلیل.

وبالرغم من أنّ أعداء الإسلام أرادوا أن یتّخذوا من تعدّد زواج النّبی(صلى الله علیه وآله) حربة لأشدّ هجماتهم المغرضة، ویحوکون منها أساطیر أوهى من خیط العنکبوت للطعن فی نبىّ الإسلام(صلى الله علیه وآله) إلاّ أنّ سنّ النّبی المتقدّمة عند إقدامه على تکرار الزواج من جهة، والظروف الخاصّة المتعلّقة بالنساء من ناحیة العمر والقبیلة من جانب آخر، والقرائن المختلفة التی أشرنا إلى قسم منها آنفاً من جهة ثالثة تجعل الحقیقة واضحة کالشمس، وتحبط مؤامرات المغرضین وتفضحها.


1. بحار الأنوار، ج 22، ص 191 و192.
2. المصدر السابق.
یمکنک الزواج من هذه النّسوة:سورة الأحزاب / الآیة 51
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma