تأثیر الصلاة فی تربیة الفرد والمجتمع:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 10
«أحادیث» ینبغی الإلتفاتُ إلیها:سورة العنکبوت / الآیة 46 ـ 49

بالرغم من أنّ فائدة الصلاة لا تخفى على أحد، لکن التدقیق فی متون الروایات الإسلامیة یدلنا على لطائف ودقائق أکثر فی هذا المجال!.

إنّ روح الصلاة وأساسها وهدفها ومقدمتها ونتیجتها... وأخیراً حکمتها وفلسفته(1)، هی ذکر الله، کما بیّنت فی الآیة على أنّها أکبر النتائج.

وبالطبع فإنّ الذکر المراد هنا، هو الذکر الذی یکون مقدمة للفکر، والفکر الذی یکون باعثاً على العمل، کما ورد عن الإمام الصادق(علیه السلام) فی تفسیر جملة (ولذکر الله أکبر) قال: «ذکر الله عندما أحلّ وحرّم» أی على أن یتذکر الله فیتبع الحلال ویغضی أجفانه عن الحرام «بحار الأنوار، ج 82، ص 200».

إنّ الصلاة وسیلة لغسل الذنوب والتطهر منها، وذریعة إلى مغفرة الله، لأنّ الصلاة ـ کیف ما کانت ـ تدعو الإنسان إلى التوبة وإصلاح الماضی، ولذلک فإننا نقرأ فی حدیث عن النّبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) إذ سأل بعض أصحابه: «لو کان على باب دار أحدکم نهر واغتسل فی کل یوم منه خمس مرات أکان یبقی فی جسده من الدرن شیء؟! قلت لا، قال: فإنّ مثل الصلاة کمثل النهر الجاری کلما صلّى کفرت ما بینهما من الذنوب»(2).

وعلى هذا فإنّ الجراح التی تخلفها الذنوب فی روح الإنسان، وتکون غشاوة على قلبه، تلتئم بضماد الصلاة وینجلی بها صدأ القلوب!

إنّ الصلوات سدّ أمام الذنوب المقبلة، لأنّ الصلاة تقوی روح الإیمان فی الإنسان، وتربّی شجیرة التقوى فی قلب الإنسان، ونحن نعرف أنّ الإیمان والتقوى هما أقوى سدّ أمام الذنوب، وهذا هو ما بیّنته الآیة المتقدمة عنوان «النهی عن الفحشاء والمنکر»، وما نقرؤه فی أحادیث متعددة من أنّ أفراداً کانوا مذنبین، فذکر حالهم لأئمّة الإسلام فقالوا: لا تکترثوا فإنّ الصلاة تصلح شأنهم... وقد أصلحتهم.

إنّ الصلاة توقظ الإنسان من الغفلة، وأعظم مصیبة على السائرین فی طریق الحقّ أن ینسوا الهدف من إیجادهم وخلقهم، ویغرقوا فی الحیاة المادیة ولذائذها العابرة!

إلاّ أنّ الصلاة بما أنّها تؤدى فی أوقات مختلفة، وفی کل یوم ولیلة خمس مرات، فإنّها تخطر الإنسان وتنذره، وتبیّن له الهدف من خلقه، وتنبهه إلى مکانته وموقعه فی العالم بشکل رتیب، وهذه نعمة کبرى للإنسان بحیث إنّها فی کل یوم ولیلة تحثه وتقول له: کن یقظاً.

إنّ الصلاة تحطّم الأنانیة والکبر، لأنّ الإنسان فی کل یوم ولیلة یصلی سبع عشرة رکعة، وفی کل رکعة یضع جبهته على التراب تواضعاً لله، ویرى نفسه ذرة صغیرة أمام عظمة الخالق، بل یرى نفسه صفراً بالنسبة إلى ما لا نهایة له!.

ولأمیر المؤمنین علی(علیه السلام) کلام معروف تتجسد فیه، فلسفة العبادات الإسلامیة بعد الإیمان بالله، فبیّن أوّل العبادات وهی الصلاة مقرونة بهذا الهدف إذ قال: «فرض الله الإیمان تطهیراً من الشرک، والصلاة تنزیهاً عن الکبر»(3).

الصلاة وسیلة لتربیة الفضائل الخُلقیة والتکامل المعنوی للإنسان، لأنّها تخرج الإنسان عن العالم المحدود وتدعوه إلى ملکوت السماوات، وتجعله مشارکاً للملائکة بصوته ودعائه وابتهاله، فیرى نفسه غیر محتاج إلى واسطة إلى الله أو أنّ هناک «حاجباً» یمنعه... فیتحدث مع ربّه ویناجیه!.

إنّ تکرار هذا العمل فی الیوم واللیلة ـ وبالإعتماد على صفات الله الرحمن الرحیم العظیم، خاصة بالاستعانة بسور القرآن المختلفة بعد سورة الحمد التی هی خیر محفّز للصالحات، والطهارة ـ له الأثر فی تربیة الفضائل الخُلقیة فی وجود الإنسان!

لذلک نقرأ فی تعبیر الإمام علی أمیر المؤمنین(علیه السلام) عن حکمتها قوله: «الصلاة قربان کل تقیّ!»(4).

إنّ الصلاة تعطی القیمة والروح لسائر أعمال الإنسان; لأنّ الصلاة توقظ فی الإنسان روح الإخلاص... فهی مجموعة من النیة الخالصة والکلام الطاهر «الطیب» والأعمال الخالصة... وتکرار هذه المجموعة فی الیوم واللیلة ینثر فی روح الإنسان بذور سائر الأعمال الصالحة ویقوّی فیه روح الإخلاص.

لذلک فإنّنا نقرأ فی بعض ما روی عن أمیر المؤمنین(علیه السلام) فی ضمن وصایاه المعروفة بعد أن ضربه ابن ملجم بالسیف ففلق هامته، أنّه قال: «الله الله فی صلاتکم فإنها عمود دینکم»(5).

ونعرف أنّ عمود الخیمة إذا انکسر أو هوى، فلا أثر للأوتاد والطنب مهما کانت محکمة... فکذلک إرتباط عباد الله به عن طریق الصلاة، فلو ذهبت لم یبق لأی عمل آخر أثر.

ونقرأ عن الإمام الصادق(علیه السلام) قوله: «أوّل ما یحاسب به العبد الصلاة، فإن قبلت قبل سائر عمله، وإن ردّت ردّ سائر عمله!».(6)

ولعل الدلیل على هذا الحدیث هو أنّ الصلاة رمزٌ للعلاقة والإرتباط بین الخالق والمخلوق! فإذا ما أدّیت بشکل صحیح، وکان فیها قصد القربة والإخلاص «حیّاً» کان وسیلة القبول لسائر الأعمال، وإلاّ فإنّ بقیة أعماله تکون مشوبة وملوّثة وساقطةً من درجة الاعتبار.

إنّ الصلاة ـ بقطع النظر ـ عن محتواها، ومع الإلتفات إلى شرائط صحتها، فإنّها تدعو إلى تطهیر الحیاة! لأنّنا نعلم أنّ مکان المصلی، ولباس المصلی، وبساطه الذی یصلی علیه، والماء الذی یتوضأ به أو یغتسل منه، والمکان الذی یتطهر فیه «وضوء أو غسلا» ینبغی أن یکون طاهراً من کل أنواع الغصب والتجاوز على حقوق الآخرین. فإنّ من کان ملوّثاً بالظلم والغصب والبخس فی المیزان والبیع وآکلا للرشوة ویکتسب أمواله من الحرام... کیف یمکن له أن یهیء مقدمات الصلاة!؟ فعلى هذا فإنّ تکرار الصلاة خمس مرات فی الیوم واللیلة ـ هو نفسه ـ دعوة إلى رعایة حقوق الآخرین!

إنّ للصلاة ـ بالإضافة إلى شرائط صحتها ـ شرائط لقبولها، أو بتعبیر آخر: شرائط لکمالها، ورعایتها ـ أیضاً ـ عامل مؤثر ومهم لترک کثیر من الذنوب!.

وقد ورد فی کتب الفقه ومصادر الحدیث روایات کثیرة تحت عنوان موانع قبول الصلاة، ومنها «شرب الخمر» إذ جاء فی بعض الرّوایات: لا تقبل صلاة شارب الخمر أربعین یوماً إلاّ أن یتوب(7).

کما نقرأ فی روایات متعددة أنّ من جملة من لا تقبل صلاته «الإمام الظالم»(8).

کما صُرّح فی بعض الرّوایات بأنّ الصلاة لا تُقبل من «مانع الزکاة».

کما أنّ هناک بعض الرّوایات تقول: «إنّ الصلاة لا تقبل ممن یأکل السحت والحرام، ولا ممن یأخذه العجب والغرور» وهکذا تتّضح الحکمة والفائدة الکبیرة من وجود هذه الشروط.

10ـ إنّ الصلاة تقوی فی الإنسان روح الانضباط والالتزام، لأنّها ینبغی أن تؤدّى فی أوقات معینة، لأنّ تأخیرها عن وقتها أو تقدیمها علیه موجب لبطلانها.

وکذلک الآداب والأحکام الاُخرى فی موارد النیة والقیام والرکوع والسجود وما شابهها، إذ أن رعایتها تجعل الإستجابة للالتزام فی مناهج الحیاة ممکناً وسهلا.

کل هذه من فوائد الصلاة ـ بغض النظر عن صلاة الجماعة ـ وإذا أضفنا إلیها خصوصیة الجماعة، حیث إنّ روح الصلاة هی الجماعة، ففیها برکات لا تحصى ولا تعدّ، ولا مجال هنا لشرحها وبیانها، مضافاً إلى أنّ الجمیع یدرک خیراتها وفوائدها على الإجمال.

ونختم کلامنا فی مجال حکمة الصلاة وفلسفتها وأسرارها بحدیث جامع منقول عن الإمام الرض(علیه السلام) إذ سئل عنها فأجاب بما یلی: «إن علة الصلاة أنّها إقرار بالربوبیة لله عزّوجلّ، وخلع الأنداد، وقیام بین یدی الجبار جلّ جلاله بالذل والمسکنة والخضوع والاعتراف، والطلب للإقالة من سالف الذنوب، ووضع الوجه على الأرض کل یوم إعظاماً لله عزّوجلّ، وأن یکون ذاکراً غیر ناس ولا بطر، ویکون خاشعاً متذللا، راغباً طالباً للزیادة فی الدین والدنیا مع ما فیه من الإیجاب والمداومة على ذکر الله عزّوجلّ باللیل والنهار، لئلا ینسى العبد سیده ومدیره وخالقه فیبطر ویطغى، ویکون فی ذکره لربّه وقیامه بین یدیه زاجراً له عن المعاصی ومانعاً له عن أنواع الفساد».(9)


1. «الفلسفة» کلمة یونانیة معناها «الحکمة» فهی لیست عربیة لکنّها شاعت فی العربیة أیضاً.
2. وسائل الشیعة، ج 3، ص 7، (الباب 2 من أبواب أعداد الفرائض، ح 3).
3. نهج البلاغة، الکلمات القصار، الجملة 252.
4. نهج البلاغة، الکلمات القصار، الجملة 136.
5. نهج البلاغة، ومن کتاب له «وصیة له» 47.
6. وسائل الشیعة، ج 4، ص 34، (الطبع آل البیت).
7. بحار الأنوار، ج 84، ص 317 و320.
8. المصدر السابق، ص 317.
9. وسائل الشیعة، ج 3، ص 4.
«أحادیث» ینبغی الإلتفاتُ إلیها:سورة العنکبوت / الآیة 46 ـ 49
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma