مصیر المجرمین ومآلهم یوم القیامة!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 10
سورة الروم / الآیة 11 ـ 16 لم کان أحد أسماء القیامة «الساعة»؟!

کان الکلام فی الآیات المتقدمة عن الذین یکذّبون ویستهزؤون بآیات الله، وفی الآیات ـ محل البحث ـ تستکمل البحوث السابقة عن المعاد، مع بیان جوانب منه، ومآل المجرمین فی القیامة!

فتبدأ الآیات بالقول: (الله یبدأ الخلق ثمّ یعیده ثمّ إلیه ترجعون) ویُبیّن فی هذه الآیة استدلال قصیر موجز، وذو معنى کبیر، على مسألة المعاد، وقد ورد هذا المعنى بعبارة اُخرى فی بعض آیات القرآن الاُخرى ومنها (قل یحییها الذی أنشأها أوّل مرّة وهو بکل خلق علیم * الذی جعل لکم من الشجر الأخضر ناراً فإذا أنتم منه توقدون * أو لیس الذی خلق السماوات والأرض بقادر على أن یخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العلیم)(1).

وجملة (ثمّ إلیه ترجعون)إشارة إلى أنّه بعد النشور والقیامة یعود الجمیع إلى محکمة الله، والأسمى من ذلک أنّ المؤمنین یمضون فی تکاملهم نحو ذات الله المقدسة إلى ما لا نهایة..

والآیة الاُخرى تجسد حالة المجرمین یوم القیامة (ویوم تقوم الساعة یبلس المجرمون).

«یبلس» مأخوذ من مادة «إبلاس» وتعنی فی الأصل الغم والحزن المترتبان على أثر شدة الیأس والقنوط.

وبدیهی أنّه إذا یئس الإنسان من شیء غیر ضروری، فهذا الیأس غیر مهم، لکن الحزن والغم یکشف فی هذه الموارد عن اُمور ضروریة مأیوس منها، لذلک یرى بعض المفسّرین أنّ «الضرورة» جزء من «الإبلاس» وإنّما سمّی «إبلیس» بهذا الاسم، فلأنّه أبلس من رحمة الله واستولى علیه الهم.

وعلى کل حال فیحق للمجرمین أى ییأسوا ویبلسوا فی ذلک الیوم، إذ لیس لدیهم إیمان وعمل صالح فیشفع لهم فی عرصات المحشر، ولا صدیق حمیم، ولا مجال للرجوع إلى الدنیا وتدارک ما مضى!.

لذلک یضیف القرآن فی الآیة التالیة قائلا: (ولم یکن لهم من شرکائهم شفعاء).

فتلک الأصنام والمعبودات المصنوعة التی کانوا یتذرّعون بها عندما یسألون: من تعبدون؟ فیقولون: (هؤلاء شفعاؤنا عندالله)(2)، سیتّضح لهم جیداً حینئذ أنّه لا قیمة لها ولا تنفعهم أبداً... فلذلک یکفرون بهذا المعبودات من دون الله ویبرأون منها (وکانوا بشرکائهم کافرین).

ولم لا یکفرون بهذه الأصنام؟ وهم یرونها ساکنة عن الدفاع عنهم بل کما یعبّر القرآن تقوم بتکذیبهم وتقول: یا رب (ما کانوا إیانا یعبدون)(3) بل کانوا یعبدون هوى أنفسهم؟!

وأکثر من هذا، فقد عبّر القرآن عن هذ المعبودات فی الآیة 6 من سورة الأحقاف أنّها ستکون معادیة لهم وکافرة بهم (وإذا حشر الناس کانوا لهم أعداءً وکانوا بعبادتهم کافرین).

ثمّ یشیر القرآن إلى الجماعات المختلفة من الناس فی یوم القیامة، فیقول: (ویوم تقوم الساعة یومئذ یتفرقون * فأمّا الّذین آمنوا وعملوا الصالحات فهم فی روضة یحبرون).

کلمة «یحبرون» مأخوذة من مادة «حبر» على زنة «قشر» ومعناها الأثر الرائق الرائع، کما یطلق هذا التعبیر على حالة السرور والفرح التی یظهر أثرها على الوجه أیضاً، وحیث إنّ قلوب أهل الجنّة فی غایة السرور والفرح بحیث إنّ آثارها تظهر فی وجودهم قاطبة، فقد استعمل هذا التعبیر لهذه الحالة أیضاً.

و«الروضة» معناها المکان الذی تکثر فیه الأشجار والماء، ولذلک تطلق هذه الکلمة على البساتین النضرة بأشجارها واخضرارها.. وقد جاءت هذه الکلمة هنا بصیغة التنکیر لغرض التعظیم والمبالغة، أی إنّهم فی أفضل الجنان وأعلاها التی تبعث السرور، فهم منعمون، بل غارقون فی نعیم الجنّة.

(وأمّا الّذین کفروا وکذّبوا بآیاتنا ولقاء الآخرة فاُولئک فی العذاب محضرون).

الطریف هنا أنّه فی شأن أهل الجنّة استعملت کلمة «یُحبرون» وتدلّ على منتهى الرضا من جمیع الجوانب لدى أهل الجنّة.. ولکن استعملت کلمة «محضرون» فی أهل النّار، وهی دلیل على منتهى الکراهة وعدم الرضا لما یتلقونه ویستقبلونه، لأنّ الاحضار یطلق فی موارد تکون على خلاف الرغبات الباطنیّة للإنسان.

اللطیفة الاُخرى أنّ أهل الجنّة ذکروا بقیدالإیمان والعمل الصالح، ولکن أهل النّار اکتفی من ذکرهم بعدم الإیمان «إنکار المبدأ والمعاد». وهی إشارة أنّ ورود الجنّة ـ لابدّ له من الإیمان والعمل الصالح ـ فلا یکفی الإیمان وحده، ولکن یکفی لدخول النّار عدم الإیمان ـ وإن لم یصدر من ذلک «الکافر» ذنب ـ لأنّ الکفر نفسه أعظم ذنب!.


1. یس، 79 ـ 81.
2. یونس، 18.
3. القصص، 63.
سورة الروم / الآیة 11 ـ 16 لم کان أحد أسماء القیامة «الساعة»؟!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma