2ـ السطحیّون «أصحاب الظاهر»

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 10
1ـ إعجاز القرآن من جهة «علم الغیب»3ـ المطابقة التاریخیة

تختلف نظرة الإنسان المؤمن الإلهی أساساً مع نظرة الفرد المادی المشرک، اختلافاً کبیراً.

فالأوّل طبقاً لعقیدة التوحید ـ یرى أن العالم مخلوق لربّ علیم حکیم، وجمیع أفعاله وفق حساب وخطة مدروسة، وعلى هذا فهو یعتقد أنّ العالم مجموعة أسرار ورموز دقیقة، ولا شیء فی هذا العالم بسیط واعتیادی، وجمیع کلمات هذا الکتاب «التکوینی» ذات محتوى ومعنى کبیر.

هذه النظرة التوحیدیة تقول لصاحبها: لا تمرّ على أیة حادثة وأی موضوع ببساطة، إذ یمکن أن یکون أبسط المسائل أعقدها... فهو ینظر دائماً إلى عمق هذا العالم ولا یقنع بظواهره، قرأ الدرس فی مدرسة التوحید، ویرى للعالم هدفاً کبیراً، وما من شیء إلاّ یراه فی دائرة هذا الهدف غیر خارج عنها.

فی حین أنّ الإنسان المادی غیر المؤمن یعدّ الدنیا مجموعة من الحوادث العُمی والصمّ

التی لا هدف لها، ولا یفکر بغیر ظاهرها، ولا یرى لها باطناً وعمقاً أساساً.

ترى هل یعقل أن یکون لکتاب رسم طفل على صفحاته خطوطاً عشوائیة، أهمیّة تذکر؟! وکما یقول بعض العلماء الکبار فی علوم الطبیعة: إنّ جمیع علماء البشر من أیة فئة کانوا وأیة طبقة، حین نهضوا للتفکیر فی نظام هذا العالم، کانوا ینطلقون من تفکیر دینی «فتأملوا بدقّة».

«أنشتاین» العالم المعاصر یقول: من الصعب العثور بین المفکرین فی العالم شخص لا یحس بدین خاص... وهذا الدین یختلف مع دین الإنسان العامی، إنّه یدعو هذا العالم إلى التحیّر من هذا النظام العجیب والدقیق للکائنات، إذ تکشف عن وجهها أسراراً لا تقاس مع جمیع تلک الجهود والأفکار المنظمة للبشر(1)!

ویقول فی مکان آخر: إن الشیء الذی دعا العلماء والمفکرین والمکتشفین ـ فی جمیع القرون والأعصار ـ أن یفکروا فی أسرار العالم الدقیقة، هو اعتقادهم الدینی(2).

ومن جهة اُخرى کیف یمکن أن یساوى بین من یعتبر هذه الدنیا مرحلة نهائیة وهدفاً أصلیّاً، ومن یعدّها مزرعة ومیداناً للامتحان للحیاة الخالدة التی تعقب هذه الحیاة الدنیا، فالأوّل لا یرى أکثر من ظاهر هذه الحیاة، والآخر یفکر فی أعماقها!.

وهذا الاختلاف فی النظر یؤثر فی حیاتهم بأجمعها، فالذی یعیش حیاة سطحیة وظاهریة یعتبر الإنفاق سبباً للخسران والضرر، فی حین أنّ هذا «الموحد» یعدّها تجارة رابحة لن تبور.

وذلک المادی یعتبر «أکل الربا» سبباً للزیادة ووفرة المال. وأمّا الموحد فیعدّه وبالا وشقاءً وضرراً.

وذلک یعتبر الجهاد ضنىً وشقاءً ویعتبر الشهادة فناءً وانعداماً، وأمّا الموحد فیعدّ الجهاد رمزاً للرفعة، والشهادة حیاة خالدة!

أجل، إن غیر المؤمنین لا یعرفون إلاّ الظواهر من الدنیا، وهم فی غفلة عن الحیاة الاُخرى (یعلمون ظاهراً من الحیاة الدنیا وهم عن الآخرة هم غافلون).


1. نقلا عن کتاب «الدنیا التی أراها».
2. المصدر السابق.
1ـ إعجاز القرآن من جهة «علم الغیب»3ـ المطابقة التاریخیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma