3ـ لفتات هامّة للعبرة فی قصّة قصیرة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 10
2ـ الإعجاز القرآنی التاریخیسورة سبأ / الآیة 20 ـ 21

إنّ التعرّض لسرد قصّة قوم سبأ بعد قصّة سلیمان(علیه السلام) له مفهوم خاصّ:

إنّ داود وسلیمان(علیهما السلام) کانا نبیّین عظیمین استطاعا تشکیل حکومة قویّة، وإیجاد حضارة مشرقة تلاشت بوفاتهم، وکذلک الحضارة الکبرى التی أقامها قوم سبأ تلاشت بانهیار سدّ مأرب!!

والجدیر بالملاحظة أنّ الروایات تشیر إلى أن عصا سلیمان(علیه السلام) أکلتها حشرة «الاُرضة»، کما أنّ سدّ مأرب نخرته الجرذان الصحراویة، کی یعلم هذا الإنسان المغرور بأنّ النعم المادیة مهما کانت عظیمة ومصدراً للخیر، فإنّها أحیاناً تتلاشى بواسطة حشرة أو حیوان ضعیف یقلب عالیها أسفلها، وبالنتیجة ینتبه المؤمنون والعارفون ولا یقعوا أسرى فی شراک هذه النعم، ویفیق المغرورون من سُکر غفلتهم ولا یسلکوا طریق الظلم والعدوان.

نلاحظ هنا حضارتین عظیمتین، إحداهما رحمانیة، والاُخرى شیطانیة المصیر، لکنّهما واجهتا الفناء ولم تخلدا.

وممّا یستحقّ الإنتباه، هو أنّ المغرورین من قوم سبأ الذین لم یستطیعوا تحمّل وجود المستضعفین بینهم، وتمنّوا حاجزاً منیعاً بین الأقلیّة الأشراف والأکثریة الفقراء یحول دون اختلاطهم، ودعوا الله أن یباعد بین قراهم حتى یشقّ السفر على الفقراء، وقد استجاب الله سبحانه وتعالى دعاءهم وفرّق جمعهم، ومزّقهم أیادی سبأ، حتى أنّهم لو أرادوا الإلتقاء لتطلّب منهم ذلک أن یصرفوا عمراً کاملا فی السفر.

حینما یدقّق المتأمّل فی وضع تلک الأرض قبل هجوم «سیل العرم» وبعده، لا یمکنه أن یصدّق بسهولة أنّ هذه الأرض بعد السیل هی تلک الأرض الخضراء الملیئة بالأشجار المورقة المثمرة، وکیف أضحت الآن صحراء موحشة لیس فیها إلاّ بضعة أشجار مبعثرة من الشجر المرّ والأراک وقلیل من شجر السدر تتراءى من بعید کمسافرین أضاعوا طریقهم وتبعثروا هنا وهناک.

وهذا یجسّد بلسان الحال: أنّ «کیان الإنسان» کهذه الأرض، فإذا استطاع السیطرة على قواه الخلاّقة واستخدمها بالشکل الصحیح، فإنّه ینبت بساتین ملیئة بالطراوة من العلم والعمل والفضائل الأخلاقیة، ولکن إذا کُسر سدّ التقوى، وانهالت الغرائز کالسیل المدمّر، وغطّت أرض حیاة الإنسان، فلن یبقى غیر الخراب، وأحیاناً فإنّ أعمالا ظاهرها أنّها بسیطة تبدأ بالتأثیر تدریجیاً على الاُسس، حتى ینهار کلّ شیء، لذا یجب الخوف والحذر حتى من هذه الاُمور الصغیرة التافهة ظاهراً.

آخر ما نروم الإشارة إلیه، هو أنّ ذلک المصیر العجیب یثبت مرّة اُخرى حقیقة أنّ (الموت) مخفی فی جوهر حیاة الإنسان، ونفس الشیء الذی یکون سبباً لحیاة الإنسان وعمرانها یوماً، یکون عامل موته وهلاکه فی یوم آخر.

2ـ الإعجاز القرآنی التاریخیسورة سبأ / الآیة 20 ـ 21
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma