یسألون أیّان یوم القیامة؟!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 10
سورة الأحزاب / الآیة 63 ـ 68  سورة الأحزاب / الآیة 69 ـ 71

کانت الآیات السابقة تتحدّث عن مؤامرات المنافقین والأشرار، وقد اُشیر فی هذه الآیات التی نبحثها إلى واحدة اُخرى من خططهم الهدّامة، وأعمالهم المخرّبة، حیث کانوا یطرحون أحیاناً هذا السؤال: متى تقوم القیامة التی یخبر بها محمّد ویذکر لها کلّ هذه الصفات؟ وذلک إمّا استهزاءً، أو لزرع الشکّ فیها فی قلوب البسطاء، فتقول الآیة: (یسألک الناس عن الساعة).

ویحتمل أیضاً أن یکون بعض المؤمنین قد سأل النّبی(صلى الله علیه وآله) هذا السؤال بدافع من حبّ الاستطلاع، أو للحصول على معلومات أکثر حول هذا الموضوع.

غیر أنّ ملاحظة الآیات التی تلی هذه الآیة ترجّح التّفسیر الأوّل، والشاهد الآخر لهذا الکلام ما ورد فی الآیتین 17 و18 سورة الشورى فی هذا الباب، حیث تقولان: (وما یدریک لعلّ الساعة قریب * یستعجل بها الذین لا یؤمنون بها والذین آمنوا مشفقون منه).

ثمّ تقول الآیة ـ مورد البحث ـ فی مقام جوابهم: (قل إنّما علمها عند الله) ولا یعلمها حتى المرسلون والملائکة المقرّبون.

ثمّ تضیف بعد ذلک: (وما یدریک لعلّ الساعة تکون قریب).

وبناءً على هذا یجب أن نکون مستعدّین دائماً لقیام القیامة، وهذه هی الحکمة من کونها خافیة مجهولة لئلاّ یظنّ أحد أنّه فی مأمن منها، ویتصوّر أنّ القیامة بعیدة فعلا، ویعتبر نفسه فی معزل عن عذاب الله وعقابه.

ثمّ تطرّقت الآیة إلى تهدید الکافرین، وتناولت جانباً من عقابهم الألیم، فقالت: (إنّ الله لعن الکافرین وأعدّ لهم سعیراً * خالدین فیها أبداً لا یجدون ولیّاً  ولا نصیر).

الفرق بین «الولی» و«النصیر» هنا هو: أنّ «الولی» من یتولّى القیام بکلّ الأعمال وتنفیذها، أمّا «النصیر» فهو الذی یعین على الوصول إلى الهدف المطلوب، إلاّ أنّ هؤلاء الکافرین لا ولیّ لهم فی القیامة ولا نصیر.

ثمّ بیّنت جزءاً آخر من عذابهم الألیم فی القیامة فقالت: (یوم تقلّب وجوههم فی النّار)وهذا التقلیب إمّا أن یکون فی لون البشرة والوجه حیث تصبح حمراء أو سوداء أحیاناً، أو من جهة تقلّبهم فی النار ولهیبها حیث تکون وجوههم فی مواجهة النار أحیاناً، وأحیاناً جوانب اُخرى (نعوذ بالله من ذلک).

هنا ستنطلق صرخات حسرتهم، و(یقولون یالیتنا أطعنا الله وأطعنا الرسول)فإنّا لو کنّا أطعناهما لم یکن ینتظرنا مثل هذا المصیر الأسود الألیم.

(وقالوا ربّنا إنّا أطعنا سادتنا وکبراءنا فأضلّونا السبیل)(1).

«السادة» جمع «سیّد»، وهو المالک العظیم الذی یتولّى إدارة المدن المهمّة أو الدول، و«الکبراء» جمع «کبیر» وهو الفرد الکبیر سواء من ناحیة السنّ، أو العلم، أو المرکز الاجتماعی وأمثال ذلک. وبهذا فإنّ السادة إشارة إلى رؤساء البلاد العظام، والکبراء هم الذین یتولّون إدارة الاُمور تحت إشراف اُولئک السادة، ویعتبرون معاونین ومشاورین لهم، وکأنّهم یقولون: إنّنا قد جعلنا طاعة السادة محل طاعة الله، وطاعة الکبراء مکان طاعة الأنبیاء، فابتلینا بأنواع الإنحرافات والتعاسة والشقاء.

من البدیهی أنّ معیار السیادة وکون الشخص کبیراً بین اُولئک الأقوام هو القوّة والسیطرة، والمال والثروة غیر المشروعة، والمکر والخداع. وربّما کان اختیار هذین التعبیرین هنا من أجل أنّهم یحاولون توجیه عذرهم ویقولون: لقد کنّا تحت تأثیر العظمة الظاهریة لاُولئک.

هنا تثور ثائرة هؤلاء الجهنمیین الضالّین، ویطلبون من الله سبحانه أن یزید فی عذاب مضلّیهم وعقابهم أشدّ عقاب فیقولون: (ربّنا آتهم ضعفین من العذاب والعنهم لعناً کبیر) ـ عذاب لضلالهم وعذاب لإضلالهم ـ .

من المسلّم أنّ هؤلاء یستحقّون العذاب واللعن، واستحقاقهم للعذاب المضاعف واللعن الکبیر بسبب سعیهم فی سبیل إضلال الآخرین، ودفعهم إلى طریق الإنحراف.

والطریف ما ورد فی الآیة 38 من سورة الأعراف، من أنّ هؤلاء المتّبعین الضالّین عندما یطلبون عذاب الضعف لسادتهم وأئمّتهم، یقال: (لکلّ ضعف ولکن لا تعلمون)(2).

إنّ کون عذاب أئمّة الکفر والضلال مضاعفاً واضح، لکن لماذا یکون عذاب من اتّبعهم مضاعفاً؟

إنّ سبب ذلک هو أنّهم استحقّوا عذاباً لضلالتهم، والعذاب الآخر لمعونة الظالمین ومؤازرتهم، لأنّ الظالمین لا یقدرون على أن یستمرّوا فی عمل ما لوحدهم مهما کانت لهم من قوّة، إلاّ أنّ أتباعهم هم الذین یؤجّجون نار حروبهم، ویسجرون أتون ظلمهم وکفرهم، وإن کان عذاب أئمّة الکفر ـ إذا ما قورن بعذاب المتّبعین ـ أشدّ وآلم بدون شکّ.

وقد کان لنا بحث مفصّل فی هذا الباب فی الآیة 30 من هذه السورة.


1. إنّ الألف فی (الرسول) و(السبیل) هی ألف الإطلاق، ولتناسق آخر الآیات، وإلاّ فإنّ التنوین لا یجتمع مع الألف واللام مطلقاً.
2. ممّا یستحقّ الإنتباه أنّه قد ورد «الضعفان» فی الآیات مورد البحث، و«الضعف» فی آیة سورة الأعراف، إلاّ أنّه بالتدقیق فی معنى الضعف یتّضح أنّ لکلیهما معنىً واحداً.
سورة الأحزاب / الآیة 63 ـ 68  سورة الأحزاب / الآیة 69 ـ 71
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma