الآیة الاُولى من الآیات مورد البحث، والتی لها دلالة على قبض الأرواح بواسطة ملک الموت، من أدلّة استقلال روح الإنسان، لأنّ التعبیر بالتوفّی (والذی یعنی القبض) یوحی بأنّ الروح تبقى بعد انفصالها عن البدن ولا تفنى.
والتعبیر عن الإنسان فی الآیة بالروح أو النفس فی الآیة أعلاه شاهد آخر على هذا المعنى، لأنّ الروح ـ وفق نظریة المادیّین ـ لیست إلاّ الخواص الفیزیائیة والکیمیائیة للخلایا المخیّة، وهی تفنى بفنائها، تماماً کما تفنى حرکات عقارب الساعة بعد فنائها وتحطّمها. وطبقاً لهذه النظریة فإنّ الروح لیست هی المحافظة على شخصیة الإنسان، بل هی جزء من خواصّ جسمه تتلاشى عند تلاشی جمسه.
ولدینا أدلّة فلسفیة عدیدة على أصالة الروح واستقلالها، ذکرنا بعضاً منها فی ذیل الآیة 85 من سورة الإسراء، والمراد هنا بیان الدلیل النقلی على هذا الموضوع، حیث تعتبر الآیة أعلاه من الآیات الدالّة على هذا المعنى.