مسألة الخاتمیة:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 10
سورة الأحزاب / الآیة 40 1ـ ما هو الخاتم؟

هذه الآیة هی آخر ما بیّنه الله سبحانه فیما یتعلّق بمسألة زواج النّبی(صلى الله علیه وآله) بمطلّقة زید لکسر عرف جاهلی خاطیء، وهی جواب مختصر کآخر جواب یقال هنا، وتبیّن فی نهایتها حقیقة مهمّة اُخرى ـ وهی مسألة الخاتمیة ـ بمناسبة خاصّة.

تقول أوّلا: (ما کان محمّد أبا أحد من رجالکم) لا زید ولا غیره، وإذا ما أطلقوا علیه یوماً انّه «ابن محمّد» فإنّما هو مجرّد عادة وعرف لیس إلاّ، وما إن جاء الإسلام حتى اجتثّت جذوره، ولیس هو رابطة طبیعیّة عائلیة.

طبعاً کان للنّبی(صلى الله علیه وآله) أولاد حقیقیون، وأسماؤهم «القاسم» و«الطیّب» و«الطاهر» و«إبراهیم»،(1) إلاّ أنّهم ـ طبقاً لنقل المؤرخّین ـ جمیعاً قد ودّعوا هذه الدنیا وارتحلوا عنها قبل البلوغ، ولذلک لم یطلق علیهم أنّهم «رجال»(2).

والإمامان الحسن والحسین(علیهما السلام) اللذان کان الناس یسمّونهم أولاد النّبی رغم أنّهما بلغا سنین متقدّمة فی العمر، إلاّ أنّهما کانا لا یزالان صغیرین عند نزول هذه الآیة، بناءً على هذا فإنّ جملة: (ما کان محمّد أبا أحد من رجالکم) والتی وردت بصیغة الماضی، کانت صادقة فی حقّ الجمیع قطعاً.

وإذا ما رأینا فی بعض تعبیرات النّبی(صلى الله علیه وآله) نفسه أنّه یقول: «أنا وعلی أبوا هذه الاُمّة» فمن المسلّم أنّ المراد لم یکن الاُبوّة النسبیة، بل الاُبوّة الناشئة من التعلیم والتربیة والقیادة والإرشاد.

مع هذه الحال، فإنّ الزواج من مطلّقة زید ـ والذی بیّن القرآن فلسفته بصراحة بأنّه إلغاء للسنن الخاطئة ـ لم یکن شیئاً یبعث على البحث والجدال بین هذا وذاک، أو أنّهم یریدون أن یتّخذوه وسیلة للوصول إلى نوایاهم السیّئة.

ثمّ تضیف: بأنّ علاقة النّبی(صلى الله علیه وآله) معکم إنّما هی من جهة الرسالة والخاتمیة فقط (ولکن رسول الله وخاتم النّبیین) وبهذا قطع صدر الآیة الإرتباط والعلاقة النسبیة بشکل تامّ وقطعی، وأثبت ذیلها العلاقة المعنویة الناشئة من الرسالة والخاتمیة، ومن هنا یتّضح ترابط صدر الآیة وذیلها.

هذا إضافةً إلى أنّ الآیة تشیر إلى حقیقة هی: أنّ علاقته معکم فی الوقت نفسه أشدّ وأسمى من علاقة والد بولده، لأنّ علاقته علاقة الرّسول بالاُمّة، ویعلم أنّه سوف لا یأتی رسول بعده، فکان یجب علیه أن یبیّن لهذه الاُمّة ویطرح لها کلّ ما تحتاجه إلى یوم القیامة فی منتهى الدقّة وغایة الحرص علیها.

ولا شکّ أنّ الله العلیم الخبیر قد وضع تحت تصرّفه کلّ ما کان لازماً فی هذا الباب، من الاُصول والفروع، والکلیّات والجزئیات فی جمیع المجالات، ولذلک یقول سبحانه فی نهایة الآیة: (وکان الله بکلّ شیء علیم).

وینبغی الإلتفات إلى أنّ کونه «خاتم الأنبیاء» یعنی أیضاً أنّه خاتم المرسلین، وما ألصقه بعض مبتدعی الأدیان لخدش کون مسألة الخاتمیة بهذا المعنى، من أنّ القرآن قد اعتبر النّبی(صلى الله علیه وآله) خاتم الأنبیاء لا خاتم المرسلین، إنّما هو اشتباه کبیر، لأنّ من کان خاتماً للأنبیاء یکون خاتماً للرسل بطریق أولى، لأنّ مرحلة «الرسالة» أسمى من مرحلة «النبوّة» ـ تأمّلوا ذلک ـ .

إنّ هذا الکلام یشبه تماماً أن نقول: إنّ فلاناً لیس فی بلاد الحجاز، فمن المسلّم أنّ هذا الشخص سوف لا یکون موجوداً فی مکّة، أمّا إذا قلنا: إنّه لیس فی مکّة، فمن الممکن أن یکون فی مکان آخر من الحجاز.

بناءً على هذا، فإنّه تعالى لو کان قد سمّى النّبی خاتم المرسلین، فمن الممکن أن لا یکون خاتم الأنبیاء، أمّا وقد سمّاه «خاتم الأنبیاء» فمن المسلّم أنّه سیکون خاتم الرسل أیضاً، وبتعبیر المصطلحات فإنّ النسبة بین النّبی والرّسول نسبة العموم والخصوص المطلق.


1. یراجع اسد الغابة و سائر کتب التاریخى والرجالى.
2. تفسیر القرطبی، وتفسیر المیزان، ذیل الآیة مورد البحث.
سورة الأحزاب / الآیة 40 1ـ ما هو الخاتم؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma