فصنف لجوج معاند لا تنفعه أیة هدایة.
وصنفٌ مجد دؤوب مخلص، وهذا الصنف یصل إلى الحق.
وصنفٌ ثالث أعلى من الصنف الثانی، فهذا الصنف لیس بعیداً حتى یقترب من الحق، ولا منفصلا عنه حتى یتصل به، لأنّه معه أبداً.
فالآیة المتقدمة (ومن أظلم ممن افترى) إشارة إلى الصنف الأوّل.
وجملة (والذین جاهدوا فین) إشارة إلى الصنف الثّانی.
وجملة (إن الله لمع المحسنین) إشارة إلى الصنف الثّالث.
ویستفاد ـ ضمناً ـ من هذا التعبیر أنّ مقام «المحسنین» أسمى من مقام «المجاهدین»، لأنّ
المحسنین إضافة إلى جهادهم فی سبیل الله لنجاة أنفسهم، فهم مؤثرون غیرهم على أنفسهم، ویحسنون إلى الآخرین، ویسعون لإعانتهم.
ربّنا وفقنا توفیقاً ترحمنا به، فلا نکفّ أیدینا عن الجد والاجتهاد.
إلهنا.. ارزقنا الإخلاص حتى لا نفکر فی سواک، ولا نخطوا لغیرک.
إلهنا.. ارفع درجاتنا حتى نعلو على مقام المجاهدین وننال درجة المحسنین، وارزقنا هدایتک فی جمیع أعمارنا.
آمین یا ربّ العالمین
نهایة سورة العنکبوت