من هم المحسنون؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 10
سورة لقمان / الآیة 1 ـ 5 سورة لقمان / الآیة 6 ـ 9

(الم) تبدأ هذه السورة بذکر أهمیّة وعظمة القرآن، وبیان الحروف المقطّعة فی بدایتها إشارة لطیفة إلى هذه الحقیقة، وهی أنّ هذه الآیات التی تترکّب من حروف الألف باء البسیطة، لها محتوى ومفهوم سام یغیّر مصیر البشر بصورة تامّة، ولذلک فإنّها تقول بعد ذکر الحروف المقطّعة: (تلک آیات الکتاب الحکیم).

(تلک) فی لغة العرب إشارة للبعید، وقلنا مراراً أنّ هذا التعبیر بالخصوص کنایة عن عظمة وأهمیّة هذه الآیات، وکأنّها فی أعالی السماء وفی نقطة بعیدة المنال.

إنّ وصف «الکتاب» بـ «الحکیم» إمّا لقوّة ومتانة محتواه، لأنّ الباطل لا یجد إلیه طریقاً وسبیلا، ویطرد عن نفسه کلّ نوع من الخرافات والأساطیر، ولا یقول إلاّ الحقّ، ولا یدعو إلاّ إلیه، وهذا التعبیر فی مقابل (لهو الحدیث) الذی یأتی فی الآیات التالیة تماماً.

أو بمعنى أنّ القرآن کالعالم الحکیم الذی یتکلّم بألف لسان فی الوقت الذی هو صامت لا ینطق، فیعلّم، ویعظ وینصح، ویرغّب ویرهّب، ویحذّر ویتوعّد، ویبیّن القصص ذات العبرة، وخلاصة القول فإنّه حکیم بکلّ معنى الکلمة. ولهذه البدایة علاقة مباشرة بکلام لقمان الحکیم الذی ورد البحث فیه فی هذه السورة.

ولا مانع ـ طبعاً ـ من أن یکون المعنیان مرادین فی الآیة أعلاه.

ثمّ تذکر الآیة التالیة الهدف النهائی من نزول القرآن، فتقول: (هدىً ورحمةً للمحسنین).

إنّ الهدایة فی الحقیقة مقدّمة لرحمة الله، لأنّ الإنسان یجد الحقیقة أوّلا فی ظلّ نور القرآن، ویعتقد بها ویعمل بها، وبعد ذلک یکون مشمولا برحمة الله الواسعة ونعمه التی لا حدّ لها.

وممّا یستحقّ الإنتباه أنّ هذه السورة اعتبرت القرآن سبباً لهدایة ورحمة «المحسنین»، وفی بدایة سورة النمل: (هدىً وبشرى للمؤمنین) وفی بدایة سورة البقرة: (هدىً للمتّقین).

وهذا الإختلاف فی التعبیر ربّما کان بسبب أنّ روح التسلیم وقبول الحقائق  لا تحیا فی الإنسان بدون التقوى، وعند ذلک سوف لا تتحقّق الهدایة، وبعد مرحلة قبول الحقّ نصل إلى مرحلة الإیمان التی تتضمّن البشارة بالنعم الإلهیّة علاوة على الهدایة، وإذا تقدّمنا أکثر فسنصل إلى مرحلة العمل الصالح، وعندها تتجلّى رحمة الله أکثر من ذی قبل.

بناءً على هذا فإنّ الآیات الثلاث أعلاه تبیّن ثلاث مراحل متعاقبة من مراحل تکامل عباد الله: مرحلة قبول الحقّ، ثمّ الإیمان، فالعمل، والقرآن فی هذه المراحل مصدر الهدایة والبشارة والرحمة على الترتیب ـ تأمّلوا ذلک ـ .

ثمّ تصف الآیة التالیة المحسنین بثلاث صفات، فتقول: (الّذین یقیمون الصّلاة ویؤتون الزّکاة وهم بالآخرة هم یوقنون) فإنّ إرتباط هؤلاء بالخالق عن طریق الصلاة، وبخلق الله عن طریق الزکاة، ویقینهم بمحکمة القیامة باعث قوی على الإبتعاد عن الذنب والمعصیة، ودافع لأداء الواجبات.

وتبیّن الآیة الأخیرة ـ من الآیات مورد البحث ـ عاقبة عمل المحسنین، فتقول: (اُولئک على هدىً من ربّهم واُولئک هم المفلحون).

جملة (اُولئک على هدىً من ربّهم) توحی بأنّ هدایة اُولئک قد ضُمنت من قبل ربّهم من جهة، ومن جهة اُخرى فإنّ التعبیر بـ(على) دلیل على أنّ الهدایة کأنّها مطیّة سریعة السیر، واُولئک قد رکبوها وأخذوا بزمامها، ومن هنا یتّضح التفاوت بین هذه الهدایة، والهدایة التی وردت فی بدایة السورة، لأنّ الهدایة الاُولى هی الإستعداد لقبول الحقّ، وهذه الهدایة برنامج للوصول إلى الغایة والهدف.

ثمّ إنّ جملة (اُولئک هم المفلحون) التی تدلّ على الحصر وفقاً للقواعد العربیة، توحی بأنّ هذا الطریق هو الطریق الوحید إلى الإخلاص، طریق المحسنین، طریق اُولئک المرتبطین بالله وخلقه، وطریق اُولئک الذین یؤمنون إیماناً کاملا بالمبدأ والمعاد.

سورة لقمان / الآیة 1 ـ 5 سورة لقمان / الآیة 6 ـ 9
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma