1ـ أساطیر کاذبة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 10
تمرّد عظیم على العرف:2ـ روح الإسلام التسلیم أمام الله

مع أنّ القرآن الکریم کان غایة فی الصراحة فی قصّة زواج النّبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) من زینب، وفی تبیان هذه المسألة، والهدف من هذا الزواج، وأعلن أنّ الهدف هو محاربة سنّة جاهلیة فیما یتعلّق بالزواج من مطلّقة الإبن المدّعى، إلاّ أنّها ظلّت مورد استغلال جمع من أعداء الإسلام، فحاولوا إختلاق قصّة غرامیة منها لیشوّهوا بها صورة النّبی المقدّسة، واتّخذوا من الأحادیث المشکوک فیها أو الموضوعة فی هذا الباب آلة وحربة یلوّحون بها.

ومن جملة ذلک ما کتبوه من أنّ النّبی(صلى الله علیه وآله) جاء إلى دار زید لیسأل عن حاله، فما إن فتح الباب حتى وقعت عینه على جمال زینب، فقال: «سبحان الله خالق النور! تبارک الله أحسن الخالقین» واتّخذوا هذه الجملة دلیلا على تعلّق النّبی(صلى الله علیه وآله) بزینب.

فی حین أنّ هناک دلائل واضحة ـ بغضّ النظر عن مسألة العصمة والنبوّة ـ تکذّب هذه الأساطیر:

الاُولى: أنّ زینب کانت بنت عمّة النّبی(صلى الله علیه وآله)، وقد تربیّا وکبرا معاً فی محیط عائلی تقریباً، والنّبی(صلى الله علیه وآله) هو الذی خطبها بنفسه لزید، وإذا کان لزینب ذلک الجمال الخارق، وعلى فرض أنّه استرعى انتباهه، فلم یکن جمالها أمراً خافیاً علیه، ولم یکن زواجه منها قبل هذه الحادثة أمراً عسیراً، بل إنّ زینب لم تبد أی رغبة فی الإقتران بزید، بل أعلنت مخالفتها صراحةً، وکانت ترجّح تماماً أن تکون زوجة للنّبی(صلى الله علیه وآله)، بحیث إنّها سرّت وفرحت عندما ذهب النّبی(صلى الله علیه وآله) لخطبتها ظنّاً منها بأنّ النّبی(صلى الله علیه وآله) یخطبها لنفسه، إلاّ أنّها رضخت لأمر الله ورسوله بعد نزول هذه الآیة القرآنیة وتزوّجت زیداً.

مع هذه المقدّمات هل یبقى مجال لهذا الوهم بأنّ النّبی(صلى الله علیه وآله) لم یکن عالماً بحال زینب وجمالها؟ وأیّ مجال لهذا الظنّ الخاطیء بأن یکون راغباً فی الزواج منها ولا یستطیع الإقدام علیه؟

والثّانیة: أنّ زیداً عندما کان یراجع النّبی(صلى الله علیه وآله) لطلاق زوجته زینب، کان النّبی ینصحه مراراً بصرف النظر عن هذا الأمر، وهذا بنفسه شاهد آخر على بطلان هذه الادّعاءات والأساطیر.

ومن جهة اُخرى فإنّ القرآن الکریم قد أوضح الهدف من هذا الزواج بصراحة لئلاّ یبقى مجال لأقاویل اُخرى.

ومن جهة رابعة قرأنا فی الآیات المذکورة أعلاه أنّ الله تعالى یقول: قد کان فی حادثة زواج النّبی بمطلّقة زید أمر کان النّبی یخشى الناس فیه، فی حین أنّ خشیته من الله أحقّ من الخشیة من الناس.

إنّ مسألة خشیة الله سبحانه توحی بأنّ هذا الزواج قد تمّ کتنفیذ لواجب شرعی، یجب عنده طرح کلّ الاعتبارات الشخصیة جانباً من أجل الله تعالى لیتحقّق هدف مقدّس من أهداف الرسالة، حتى وإن کان ثمن ذلک جراحات اللسان التی یلقیها جماعة المنافقین فی اتّهاماتهم للنّبی، وکان هذا هو الثمن الباهض الذی دفعه النّبی(صلى الله علیه وآله) ـ ولا زال یدفعه إلى الآن ـ فی مقابل طاعة أمر الله سبحانه، وإلغاء عرف خاطیء وسنّة مبتدعة.

إلاّ أنّ هناک لحظات حرجة فی حیاة القادة المخلصین تحتّم علیهم أن یضحّوا ویعرّضوا أنفسهم فیها لاتّهام أمثال هؤلاء الأفراد لیتحقّق هدفهم!

أجل... لو کان النّبی(صلى الله علیه وآله) لم یر زینب من قبل مطلقاً، ولم یکن یعرفها، ولم یکن لدى زینب الرغبة فی الإقتران به، ولم یکن زید مستعدّاً لطلاقها ـ وبغضّ النظر عن مسألة النبوّة والعصمة ـ لکان هناک مجال لمثل هذه الأقاویل والتخرّصات، لکن بملاحظة انتفاء کلّ هذه الظروف یتّضح کون هذه الأکاذیب مختلقة.

إضافةً إلى أنّ تاریخ النّبی(صلى الله علیه وآله) لم یعکس أی دلیل أو صورة تدلّ على وجود رغبة خاصّة لدیه(صلى الله علیه وآله) فی الزواج من زینب، بل هی کسائر الزوجات، بل ربّما کانت أقل من بعض

الزوجات من بعض الجهات، وهذا شاهد تأریخی آخر على نفی هذه الأساطیر.

ونرى فی نهایة المطاف ضرورة الإشارة إلى احتمال أن یقول شخص: إنّ محاربة مثل هذه السنّة الخاطئة واجب، ولکن أیّة ضرورة تدعو إلى أن یقتحم النّبی(صلى الله علیه وآله) هذا المیدان بنفسه؟ فقد کان بإمکانه أن یطرح هذه المسألة ویبیّنها کقانون، ویرغب الآخرین فی الزواج من مطلّقة المتبنّی.

غیر أنّ مخالفة سنّة جاهلیة خاطئة ـ خاصّة وأنّها تتعلّق بالزواج من أفراد هم دون شأن المقابل ظاهراً ـ قد تکون غیر مقبولة بالکلام والتقنین أحیاناً، إذ یقول الناس: إذا کان هذا الأمر حسناً فلماذا لم یفعله هو؟ لِمَ لم یتزوّج بمطلّقة عبده المعتق وإبنه المتبنى؟

فی مثل هذه الموارد ینهی الإقدام والإجراء العملی کلّ هذه الأسئلة والإشکالات، وعندها ستتکسّر وتتلاشى تلک السنّة الخاطئة، إضافةً إلى أنّ هذا العمل کان بنفسه تضحیة وإیثاراً.

تمرّد عظیم على العرف:2ـ روح الإسلام التسلیم أمام الله
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma