شخصیة المرأة ومکانتها فی الإسلام:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 10
سبب النّزولمساواة الرجل والمرأة عند الله:

بعد البحوث التی ذکرت فی الآیات السابقة حول واجبات أزواج النّبی(صلى الله علیه وآله)، فقد ورد فی هذه الآیة کلام جامع عمیق المحتوى فی شأن کلّ النساء والرجال وصفاتهم، وبعد أن ذکرت عشر صفات من صفاتهم العقائدیة والأخلاقیة والعملیة، بیّنت الثواب العظیم المعدّ لهم فی نهایتها.

إنّ بعض هذه الصفات العشر تتحدّث عن مراحل الإیمان (الإقرار باللسان، والتصدیق بالقلب والجنان، والعمل بالأرکان).

والقسم الآخر یبحث فی التحکّم باللسان والبطن والشهوة الجنسیة، والتی تشکّل ثلاثة عوامل مصیریة فی حیاة البشر وأخلاقهم.

وتحدّثت فی جانب آخر عن مسألة الدفاع عن المحرومین، والإستقامة أمام الحوادث الصعبة، أی الصبر الذی هو أساس الإیمان.

وأخیراً تتحدّث عن عامل استمرار هذه الصفات، أی «ذکر الله تعالى».

تقول الآیة: (إنّ المسلمین والمسلمات والمؤمنین والمؤمنات والقانتین والقانتات). أی المطیعین لأوامر الله والمطیعات.

وبالرغم من أنّ بعض المفسّرین قد اعتبر الإسلام والإیمان فی الآیة بمعنى واحد، إلاّ أنّ من الواضح أنّ هذا التکرار یوحی بأنّ المراد منهما شیئان مختلفان، وهو إشارة إلى المطلب الذی ورد فی الآیة 14 من سورة الحجرات: (قالت الأعراب آمنّا قل لم تؤمنوا ولکن قولوا أسلمنا ولمّا یدخل الإیمان فی قلوبکم)!

وهو إشارة إلى أنّ «الإسلام» هو الإقرار باللسان الذی یجعل الإنسان فی صفّ المسلمین، ویصبح مشمولا بأحکامهم، إلاّ أنّ «الإیمان» هو التصدیق بالقلب والجنان.

وقد أشارت الرّوایات الإسلامیة إلى هذا التفاوت فی المعنى، ففی روایة أنّ أحد أصحاب الإمام الصادق(علیه السلام) سأله عن الإسلام والإیمان، وهل أنّهما مختلفان؟ فقال الإمام(علیه السلام): «إنّ الإیمان یشارک الإسلام، والإسلام لا یشارک الإیمان»، فاستوضح الرجل الإمام أکثر فقال(علیه السلام): «الإسلام شهادة أن لا إله إلاّ الله والتصدیق برسول الله (صلى الله علیه وآله)، به حقنت الدماء، وعلیه جرت المناکح والمواریث، وعلى ظاهره جماعة الناس، والإیمان الهدى وما یثبت فی القلوب، وما ظهر من العمل به»(1).

«قانت» من مادّة (القنوت)، وهی ـ کما قلنا سابقاً ـ الطاعة المقترنة بالخضوع، الطاعة التی تنبع من الإیمان والإعتقاد، وهذه إشارة إلى الجوانب العملیة للإیمان وآثاره.

ثمّ تطرقت إلى أحد أهمّ صفات المؤمنین الحقیقیین، أی حفظ اللسان، فتقول: (والصادقین والصادقات).

ویستفاد من الرّوایات أنّ استقامة إیمان الإنسان وصدقه باستقامة لسانه وصدقه: «لا یستقیم إیمان امرىء حتى یستقیم قلبه، ولا یستقیم قلبه حتى یستقیم لسانه»(2).

ولمّا کان الصبر والتحمّل والصلابة أمام المشاکل والعقبات هو أساس الإیمان، ودوره ومنزلته فی معنویات الإنسان بمنزلة الرأس من الجسد، فقد وصفتهم الآیة بصفتهم الخامسة، فقالت: (والصابرین والصابرات).

ونعلم أنّ أحد أسوأ الآفات الأخلاقیة هو الکبر والغرور وحبّ الجاه، والنقطة التی تقع فی مقابله هی «الخشوع»، لذلک کانت الصفة السادسة: (والخاشعین والخاشعات).

وإذا تجاوزنا حبّ الجاه، فإنّ حبّ المال أیضاً آفةً کبرى، وعبادته والتعلّق به ذلّة خطیرة مرّة، ویقابله الإنفاق ومساعدة المحتاجین، لذلک کانت صفتهم السابعة: (والمتصدّقین والمتصدّقات).

قلنا: إنّ ثلاثة أشیاء إذا تخلّص الإنسان من شرّها، فإنّه سیبقى فی مأمن من کثیر من الآفات والشرور الأخلاقیة، وهی: اللسان والبطن والشهوة الجنسیة، وقد اُشیر إلى الأوّل فی الصفة الرّابعة، أمّا الشیء الثّانی والثالث فقد أشارت إلیهما الآیة فی الصفتین الثامنة والتاسعة، فقالت: (والصائمین والصائمات والحافظین فروجهم والحافظات).

وأخیراً تطرّقت الآیة إلى الصفة العاشرة التی یرتبط بها الإستمرار فی کلّ الصفات السابقة والمحافظة علیها، فقالت: (والذاکرین الله کثیراً والذاکرات).

أجل... إنّ هؤلاء یجب أن یکونوا مع الله ویذکروه فی کلّ حال، وفی کلّ الظروف، وأن یزیحوا عن قلوبهم حجب الغفلة والجهل، ویبعدوا عن أنفسهم همزات الشیاطین ووساوسهم، وإذا ما بدرت منهم عثرة فإنّهم یهبون لجبرانها فی الحال لئلاّ یحیدوا عن الصراط المستقیم.

وقد ذکرت تفاسیر مختلفة لـ «الذکر الکثیر» فی الرّوایات وکلمات المفسّرین، وکلّها من قبیل ذکر المصداق ظاهراً، ویشملها جمیعاً معنى الکلمة الواسع، ومن جملتها ما نقرؤه فی حدیث عن النّبی الأکرم(صلى الله علیه وآله): «إذا أیقظ الرجل أهله من اللیل فتوضّئا وصلّیا کتبا من الذاکرین الله کثیراً والذاکرات»(3).

وفی حدیث عن الإمام الصادق(علیه السلام): «من بات على تسبیح فاطمة(علیها السلام) کان من الذاکرین الله کثیراً والذاکرات»(4).

وقال بعض المفسّرین: إنّ «الذکر الکثیر» هو الذکر حال القیام والقعود، وذکر الله عندما یأوی المرء إلى فراشه.

وعلى أی تقدیر، فإنّ الذکر علامة الفکر، والفکر مقدّمة للعمل، فلیس الهدف هو الذکر الخالی من الفکر والعمل مطلقاً.

ثمّ تبیّن الآیة فی النهایة الأجر الجزیل لهذه الفئة من الرجال والنساء الذین یتمتّعون بهذه الخصائص العشرة بأنّهم قد (أعدّ الله لهم مغفرة وأجراً عظیم) فإنّه تعالى قد غسل ذنوبهم التی کانت سبباً فی تلوّث أرواحهم، بماء المغفرة، ثمّ کتب لهم الثواب العظیم الذی لا یعرف مقداره إلاّ هو.

والواقع إنّ أحد هذین الأمرین یطرد کلّ المنغّصات، والآخر یجلب کلّ الخیرات.

إنّ التعبیر بـ «أجراً» دلیل بنفسه على عظمته، ووصفه بـ «العظیم» تأکید على هذه العظمة، وکون هذه العظمة مطلقة دلیل آخر على سعة أطرافها وترامیها، ومن البدیهی، أنّ الشیء الذی یعده الله عظیماً یکون خارقاً فی عظمته.

وثمّة مسألة تستحقّ الإنتباه، وهی أنّ جملة (أعدّ) قد وردت بصیغة الماضی، وهو بیان لحتمیة هذا الأجر والجزاء وعدم إمکان خلفه وعدم الوفاء به، أو أنّه إشارة إلى أنّ الجنّة ونعمها معدّة منذ الآن للمؤمنین.


1. أصول الکافی، ج 2، ص 21، (باب أنّ الإیمان یشرک الإسلام).
2. المحجّة البیضاء، ج 5، ص 193.
3. تفسیر مجمع البیان، ج 8، ص 358، وتفسیر القرطبی، ذیل الآیة مورد البحث.
4. نقلاً عن تفسیر مجمع البیان، ج 8، ص 358، ذیل الآیة مورد البحث.
سبب النّزولمساواة الرجل والمرأة عند الله:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma