الامتحانات فی وجوه مختلفة:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 10
الامتحان الإلهی سنة خالدة:سورة العنکبوت / الآیة 4 ـ 7

وبالرّغم من أنّ بیان عمومیة الامتحان لجمیع الأمم والأقوام کان له أثر کبیر فعّال بالنسبة لمؤمنی مکّة، الذین کانوا یمثلون الأقلیة فی ذلک العصر، وکان التفاتهم إلى هذه الحقیقة سبباً فی وقوفهم بوجه الأعداء بصبر واستقامة... إلاّ أنّ ذلک لم یکن منحصراً فی مؤمنی مکّة، بل إنّ کل جماعة وطائفة لها نصیب من هذه السنّة الإلهیّة فهم شرکاء فیها، إلاّ أنّ الامتحانات الإلهیّة لهم تأتی بصور مختلفة.

فالجماعة الذین یعیشون فی محیط ملوث بالمفاسد والوساوس تحیط بهم من کل جانب، فإنّ امتحانهم الکبیر فی مثل هذا الجو والظروف، هو أن لا یتأثروا بلون المحیط وأن یحفظوا أصالتهم ونقاءهم.

والجماعة الذین یعیشون تحت ضغط الحرمان والفقر، یرون بأنّهم لو صمموا على ترک رأس مالهم الأصیل «الإیمان» فإنّهم سرعان ما یتخلصوا من الفقر والحرمان لکن ثمن ذلک هو فقدانهم للإیمان والتقوى والکرامة والحریة والشرف، فهنا یکمن امتحانهم..

وجماعة آخرون على عکس اُولئک غرقى فی اللذائذ والنعم، والإمکانات المادیة متوفرة لدیهم من جمیع الوجوه... ترى هل یؤدون فی مثل هذه الظروف الشکر على النعم... أم سیبقون غرقى فی اللذائذ والغفلة وحب الذات والأنانیة... غرقى الشهوات والاغتراب عن المجتمع وعن أنفسهم!

وجماعة منهم کالمتغربین فی عصرنا، یرون بعض الدول بعیدة عن الله والفضیلة والأخلاق حقّاً، ولکنّها تتمتع بالتمدن المادی المذهل والرفاه الاجتماعی، هنا تجذب هؤلاء المتغرّبین قوّة خفیة إلى سلوک هذا النوع من الحیاة أو سحق جمیع القیم والأصول والأعراف التی یعتقدون بها، ویبیعون أنفسهم أذلاء عملاء لتلک الدول، لیوفروا لهم ولمجتمعهم مثل هذه الحیاة... وهذا نوع آخر من الامتحان.

المصائب، والآلآم والهموم، والحروب والنزاعات، والقحط والغلاء، وما تثیره الحکومات الأنانیة لتجذبهم إلیها وتستعبدهم به وأخیراً الأمواج النفسیة القویة والشهوات، کلّ منها وسیلة للامتحان فی طریق عباد الله، والسائرین فی المیادین التی تتمیز فیها شخصیة الأفراد وتقواهم وإیمانهم وطهارتهم وأمانتهم وحریتهم.. الخ.

ولکن لا طریق للإنتصار فی هذه الامتحانات الصعبة لاجتیازها إلاّ الجدّ السعی المستمر، والاعتماد على لطف الله سبحانه.

ومن الطریف أنّنا نقرأ حدیثاً عن أحد المعصومین فی أصول الکافی فی تفسیر الآیة

(أحسب الناس أن یترکوا أن یقولوا آمنّا وهم لا یُفتنون) یقول فیه: «یُفتنون کما یفتن الذهب، ثمّ قال یخلصون کما یخلص الذهب»(1).

وعلى کل حال، فإن طالبی العافیة الذین یظنون أنّ إظهار الإیمان کاف بهذا المقدار لیکونوا فی صفوف المؤمنین وفی أعلى علیین فی الجنّة مع النّبیین والصدیقین والشهداء والصالحین، فهم فی خطأ کبیر.

وعلى حدّ تعبیر أمیرالمؤمنین(علیه السلام) فی نهج البلاغة: «والذی بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة ولتغربلن غربلة، ولتساطن سوط القدر حتى یعود أسفلکم أعلاکم وأعلاکم أسفلکم»(2).

قال(علیه السلام): هذا الکلام والناس جدیدو عهد ببیعته، وینتظرون ما سیفعل ببیت المال، أیقسمه حسب الجاه والمقامات بحسب المعاییر السابقة، فیبعّض فی المال، فیعطى الکثیر لبعضهم بحسب المقام، والقلیل للبعض الآخر!.. أم سیسیر معهم بالعدل المحمّدی؟


1. أصول الکافی، ج 1، ص 370، طبقاً لما نقل فی تفسیر نور الثقلین، ج 4، ص 148.
2. نهج البلاغة، خطبة 16.
الامتحان الإلهی سنة خالدة:سورة العنکبوت / الآیة 4 ـ 7
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma