میثاق الله الغلیظ:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 10
سورة الأحزاب / الآیة 7 ـ 8 سورة الأحزاب / الآیة 9 ـ 11

لمّا کانت الآیات السابقة قد بیّنت الصلاحیات الواسعة للرّسول الأکرم (صلى الله علیه وآله)تحت عنوان (النّبی أولى بالمؤمنین من أنفسهم) فإنّ هذه الآیات تبیّن واجبات النّبی (صلى الله علیه وآله)وسائر الأنبیاء العظام الثقیلة العظیمة، لأنّا نعلم أنّ الصلاحیات تقترن دائماً بالمسؤولیات، وحیثما وجد «حقّ» کان إلى جانبه «تکلیف» ومسؤولیة، فإنّ هذین الأمرین لا یفترقان أبداً، بناءً على هذا فإنّ النّبی (صلى الله علیه وآله) إن کان له حقّ وصلاحیة واسعة، فإنّ علیه فی المقابل مسؤولیات ضخمة.

تقول الآیة الاُولى: (وإذ أخذنا من النّبیین میثاقهم ومنک ومن نوح وإبراهیم وموسى وعیسى بن مریم وأخذنا منهم میثاقاً غلیظ)وعلى هذا فإنّها تذکر أوّلا جمیع الأنبیاء فی مسألة المیثاق، ثمّ تخصّ بالذکر منهم خمسة أنبیاء هم اُولو العزم، وعلى رأسهم نبیّ الإسلام(صلى الله علیه وآله) لعظمته وجلالته وشرفه، وبعده الأنبیاء الأربعة من اُولی العزم حسب ترتیب ظهورهم، وهم: «نوح وإبراهیم وموسى وعیسى(علیهم السلام)».

وهذا یوحی بأنّ المیثاق المذکور کان میثاقاً عامّاً اُخذ من جمیع الأنبیاء، وإن کان اُولو العزم متعهّدین بذلک المیثاق ومسؤولین عنه بصورة أشدّ، ذلک المیثاق الذی بُیّن بتأکید شدید جدّاً بجملة: (وأخذنا منهم میثاقاً غلیظ)(1).

المهمّ أن نعلم أیّ میثاق هذا الذی أخذ من کلّ الأنبیاء؟! للمفسّرین هنا أقوال مختلفة یمکن القول أنّها جمیعاً فروع مختلفة لأصل واحد، وهو تأدیة مسؤولیة التبلیغ والرسالة والقیادة وهدایة الناس فی کلّ الأبعاد والمجالات.

إنّ الأنبیاء کانوا مکلّفین جمیعاً بدعوة کلّ البشر إلى التوحید قبل کلّ شیء، وکانوا مکلّفین أیضاً بأن یؤیّد بعضهم بعضاً، کما أنّ الأنبیاء اللاحقین یصدّقون ویؤکّدون صحّة دعوة الأنبیاء السابقین، والخلاصة: أن تکون الدعوة إلى جهة واحدة، وأن یبلغ الجمیع حقیقة واحدة، ویوحّدوا الاُمم تحت رایة واحدة.

ویمکن ملاحظة الشاهد على هذا الکلام فی سائر آیات القرآن أیضاً، فنقرأ فی الآیة 81 من سورة آل عمران: (وإذ أخذ الله میثاق النبیّین لما اتیتکم من کتاب وحکمة ثمّ جاءکم رسول مصدّق لما معکم لتؤمننّ به ولتنصرنّه قال أأقررتم وأخذتم على ذلکم إصری قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معکم من الشاهدین).

وورد نظیر هذا المعنى فی الآیة 187 من سورة آل عمران، حیث تقول بصراحة: (وإذ أخذ الله میثاق الذین اُوتوا الکتاب لتبیّننه للناس ولا تکتمونه) وعلى هذا فإنّ الله سبحانه قد أخذ المیثاق المؤکّد من الأنبیاء بأن یدعوا الناس إلى توحید الله، وتوحید دین الحقّ والأدیان السماویة، وکذلک أخذه من علماء أهل الکتاب بأن لا یقصّروا فی تبیان الدین الإلهی بکلّ ما فی وسعهم، وأن لا یکتموا ذلک أبداً.

وتبین الآیة التالیة الهدف من بعثة الأنبیاء والمیثاق الغلیظ الذی اُخذ منهم، فتقول: (لیسأل الصادقین عن صدقهم وأعدّ للکافرین عذاباً ألیم).

للمفسّرین تفسیرات کثیرة لکلمة «الصادقین»، ومن هم المقصودون بها؟ وأیّ سؤال هذا السؤال؟ إلاّ أنّ الذی یبدو منسجماً مع آیات هذه السورة وآیات القرآن الاُخرى، هو: أنّ المراد منهم المؤمنون الذین صدّقوا إدّعاءهم بالعمل، وأثبتوا صدقه بترجمته عملیّاً، وبتعبیر آخر: فإنّهم خرجوا من ساحة الاختبار والامتحان الإلهی مرفوعی الرؤوس.

والشاهد لهذا القول:

أوّلا: إنّ «الصادقین» هنا وُضعوا فی مقابل الکافرین، فیستفاد هذا المعنى بوضوح من قرینة المقابلة.

ثانیاً: نقرأ فی الآیة 23 من هذه السورة: (من المؤمنین رجال صدقوا ما عاهدوا الله علیه)

ثمّ تقول الآیة 24 مباشرةً: (لیجزی الله الصادقین بصدقهم ویعذّب المنافقین إن شاء أو یتوب علیهم).

ثالثاً: عرّفت الآیة 15 من سورة الحجرات، والآیة 8 من سورة الحشر (الصادقین) جیّداً، ففی آیة الحجرات نقرأ: (إنّما المؤمنون الذین آمنوا بالله ورسوله ثمّ لم یرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فی سبیل الله اُولئک هم الصادقون).

وتقول آیة الحشر: (للفقراء المهاجرین الذین اُخرجوا من دیارهم وأموالهم یبتغون فضلا من الله ورضواناً وینصرون الله ورسوله اُولئک هم الصادقون).

وبهذا یتّضح أنّ المراد من الصادقین: هم الذین أثبتوا صدقهم وإخلاصهم فی میادین حمایة دین الله والجهاد والثبات والصمود أمام المشاکل وبذل الأرواح والأموال(2).

أمّا ما هو المراد من سؤال الصادقین عن صدقهم؟ فیتّضح بملاحظة ما قلناه آنفاً أنّ المراد هو: هل یُثبتون إخلاص نیّتهم فی أعمالهم ویصدقون فی ادّعائهم... فی الإنفاق والجهاد والثبات أمام الصعاب والمشاکل، وخاصّة صعوبات میدان الحرب، أم لا؟

وأین یُسأل هذا السؤال؟ ظاهر الآیة أنّه فی القیامة، فی محکمة العدل الإلهیّة، وآیات القرآن العدیدة أیضاً تخبر عن وقوع مثل هذا السؤال فی القیامة بصورة عامّة.

إلاّ أنّه یحتمل أیضاً أن یکون لهذا السؤال جانب عملی ویقع فی الدنیا، حیث یخضع کلّ من یدّعی الإیمان للسؤال عن بعثة الأنبیاء، وعمله هو الجواب على هذا السؤال، لأنّه سیقرّر فیما إذا کان صادقاً فی إدّعائه.


1. «المیثاق» ـ کما یقول الراغب فی مفرداته ـ هو العقد المؤکّد بیمین وعهد، وبناءً على هذا فإن ذکر (غلیظ)فی الآیة تأکید یضاف على هذا المعنى.
2. احتمل جمع من المفسّرین احتمالا آخر فی معنى هذه الآیة، وهو أنّ المراد من (الصادقین) هنا هم الأنبیاء، حیث یسألون یوم القیامة عن مدى قیامهم ووفائهم بعهدهم ومیثاقهم؟ إلاّ أنّ الشواهد الثلاثة التی ذکرناها أعلاه تنفی هذا التّفسیر.
واحتمل أیضاً أن یکون المراد أعمّ من الأنبیاء والمؤمنین، إلاّ أنّ التّفسیر الذی ذکر أعلاه أکثر انسجاماً مع آیات هذه السورة وسائر آیات القرآن.
سورة الأحزاب / الآیة 7 ـ 8 سورة الأحزاب / الآیة 9 ـ 11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma