التخطیط لعمل ما ـ أو لمنهج ما ـ فی المنطق الإسلامی له أثرهُ.. ویحمل صاحبه المسؤولیة عنه ـ شاء أم أبى ـ ویکون مشارکاً للآخرین الذین یعملون بما خططه وسنّه، لأنّ أسباب العمل هی من مقدمات العمل، ونعرف أنّ کل شخص یکون دخیلا فی مقدمة عمل إنسان آخر فهو شریکه أیضاً، فحتى لو کانت المقدمة بسیطة، إلاّ أنّ ذلک الشخص شریک مع ذی المقدمة.
والشاهد على هذا الکلام حدیث منقول عن الرّسول الأکرم(صلى الله علیه وآله) وهو أنّ سائلا جاء والنّبی(صلى الله علیه وآله) فی طائفة من صحابته فطلب العون فلم یجبه أحد، ثمّ قام إلیه رجل وناوله شیئاً فقام: الآخرون ورغّبوا فی إعانته فقال النّبی(صلى الله علیه وآله): «من سنَّ خیراً فاستن به کان له أجره ومن أجور من تبعه غیر منتقص من أجورهم شیئاً، ومن سنّ شرّاً فاستن به کان علیه وزره ومن أوزار من تبعه غیر منتقص من أوزارهم شیئاً»(1).
وقد ورد نظیر هذا الحدیث بعبارات مختلفة فی مصادر الحدیث عند الشیعة والسنة وهو حدیث مشهور.